Feb 03, 2020 3:08 PM
خاص

بوريل في طهران بتفويض "نووي" قوي من الاتحاد الأوروبي
هل تعيد ايران الاعتبار الى "الاتفاق" لتتمكن دول القارة العجوز من مساعدتها؟

المركزية- يصل اليوم الى طهران، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وذكر بيان للاتحاد الأوروبي في الساعات الماضية ان لدى بوريل "تفويضا قويا من وزراء خارجية الاتحاد  للمشاركة في حوار دبلوماسي مع الشركاء في المنطقة لتخفيف حدة التوتر والسعي لإيجاد فرص  سياسية لحل للأزمة الراهنة". واشار الى أن "الزيارة ستكون فرصة أيضاً لإيصال رسالة التزام قوي من الاتحاد الأوروبي بجهود الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران".

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي إن "الأوروبيين لم يقوموا بعد بتفعيل "آلية الزناد"، موضحاً أنهم "ارادوا تفعيل هذه الآلية لكنهم تراجعوا أمام الأدلة القاطعة لايران". وذكر في لقائه الصحافي الاسبوعي اليوم أن ظريف بعث برسالة من 14 صفحة الى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فند فيها مبررات واستدلالات الدول الاوروبية. واعتبر موسوي أن زيارة بوريل الى طهران في هذا الوقت تكتسب أهمية، معرباً عن أمله في أن تراعي محادثاته مع المسؤولين الايرانيين "منطق الظروف الجديدة وأن يستمع الى أدلة وبراهين ايران، وبالتالي اتخاذ خطوات جدية لتخفيف التوتر، اذا كانت اوروبا تتمتع بحسن نوايا".

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن محادثات المسؤولين الإيرانيين مع بوريل "ستكون صريحة وشفافة، على غرار المحادثات التي جرت بينه وبين ظريف في العاصمة الهندية قبل اسابيع". واضاف "لدينا مطالب كثيرة لطرحها على الاوروبيين، فبعد خروج اميركا من الاتفاق النووي، انساق الاوروبيون مع الموقف الاميركي ولم يتخذوا أي خطوة عملية، الأمر الذي أظهر عجزهم واستسلامهم أمام الضغوط الاميركية". كما تطرق موسوي الى فتح قناة انسانية بين ايران وسويسرا وآخر ما وصلت اليه "آلية اينستكس"، قائلاً إننا "كوزارة خارجية مكلفون إجراء أي مشاورات تصب في صالح حكومة وشعب ايران وتقلل من الضغوط المفروضة على البلاد". واوضح أن آلية اينستكس هي "مقدمة لوفاء الأوروبيين بالتزاماتهم الأحد عشر، لكن عدم استقلالية الاتحاد الأوروبي وتبعيته للولايات المتحدة حال دون وفاء الأوروبيين بتعهداتهم".

المحادثات الاوروبية – الايرانية تحصل للمرة الاولى على هذا المستوى في الجمهورية الاسلامية، منذ اعلان طهران في 5 كانون الثاني الماضي، أنها ستخصّب اليورانيوم بلا قيود وفقاً لاحتياجاتها التقنية، خارقة أهمّ بنود الاتفاق النووي. وفيما قالت انها مستعدة للعودة إلى الاتفاق في حال انتهاء العقوبات (الاميركية المفروضة عليها) وتحقيق مصالحها من الاتفاق، توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان بوريل سيتطرق الى سبل انقاذ التفاهم الدولي، مع مضيفيه. فهو سيُفهمهم بصراحة، ان لا بد لايران من المبادرة الى إظهار حسن نية، عبر اعادة الاعتبار لبنود البيان ومندرجاته، كي تتمكن اوروبا من استئناف بحثها في تفعيل آلية انستكس لمساعدة الجمهورية الاسلامية اقتصاديا وتجاريا، من جهة، واستئناف وساطاتها بين طهران وواشنطن، لتخفيف طوق العقوبات عنها، من جهة ثانية. اما اذا واصلت ايران تصعيدها، فمن الصعب جدا على دول القارة العجوز ان تتحرك لنجدة ايران.

الطابة اذا في ملعب الايرانيين، بحسب المصادر، فأي قرار ستتخذ؟ هل تستمر في المكابرة فتضع في وجهها الاوروبيين بعد الاميركيين وتتحمل التبعات الاقتصادية والمالية والتجارية الموجعة؟ أم تخفّض سقوفها، فتعطي الاوروبيين فرصة لمساعدتها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o