Feb 01, 2020 12:00 PM
خاص

النظام السوري يتقدم بغطاء روسي في إدلب وموجات نزوح الى تركيا
أنقرة تلوّح بعملية عسكرية جديدة.. فهل تتدخل موسكو لاحياء الهدنة؟

المركزية- بعد ان تجدد القتال في محافظة إدلب، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته كل من أنقرة وموسكو، في الثاني عشر من كانون الثاني الجاري، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، بتنفيذ عملية عسكرية "إذا لم يتم حل الوضع في محافظة إدلب السورية بشكل سريع".

فمنذ الأسبوع الماضي تتقدم قوات النظام السوري بدعم من سلاح الجو الروسي، بسرعة في إدلب. وقد سيطرت على عشرات البلدات ومن بينها مدينة معرة النعمان المهمة، في المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة. وقد تسببت هذه التطورات بمغادرة آلاف المدنيين في مدن وقرى ريف إدلب، منازلهم، باتجاه الحدود السورية-التركية شمالا.

وعليه، أشار أردوغان من أنقرة، الى ان بلاده لا يمكنها التعامل مع تدفق لاجئين جديد. وأضاف ان تركيا لن تسمح بتهديدات جديدة قرب حدودها حتى لو كان ذلك يعني اللجوء للقوة العسكرية، وقد استخدمت هذا الخيار سابقا في ثلاث عمليات عسكرية نفذتها عبر الحدود في شمال سوريا. وأكد اردوغان "سنفعل ما يلزم عندما يهدد أحد ما أراضينا. لن يكون أمامنا خيار إلا اللجوء لنفس المسار مرة أخرى إذا لم يرجع الوضع في إدلب إلى طبيعته بسرعة"، مضيفا "لن نحجم عن القيام بما هو ضروري بما في ذلك استخدام القوة العسكرية"، مضيفا أن تركيا تريد الاستقرار والأمن في سوريا.

وكان اردوغان لوّح الأربعاء بأن صبر تركيا إزاء الهجمات بدأ ينفد، واتهم روسيا بخرق الاتفاقات التي تهدف لتهدئة الصراع في المنطقة. في المقابل، قال الكرملين إن روسيا تفي تماما بالتزاماتها في إدلب، لكنها تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفته بهجمات مكثفة يشنها مسلحون على قوات النظام السوري وقاعدة حميميم الجوية الروسية.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن ملف النزوح السوري الى اراضيها يقضّ مضاجع تركيا. فهي  فعليا، تستضيف أكثر من 3.5 ملايين لاجئ سوري وتخشى أن يتدفق ملايين آخرون الى أراضيها عبر الحدود قريبا، جراء العملية السورية العسكرية.

وقد برز في هذا الاطار، موقف للمبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري، قال فيه إن طائرات سورية وروسية نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرا في إفادة صحفية، الى أن نحو 700 ألف نازح في شمال غربي سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية، وهو ما سيثير أزمة دولية".

انطلاقا من هنا، ولمنع تجدد موجات النزوح هذه، تتابع المصادر، فإن أنقرة قد تقرن القول بالفعل قريبا، فتتحرك مجددا نحو الاراضي السورية. وفي السياق، تحدث المرصد السوري في الساعات الماضية عن تعزيزات للقوات الموالية لتركيا في ريف حلب.

فهل نشهد في الايام المقبلة اتصالات روسية – تركية، لاعادة انعاش الهدنة التي كان اتفق عليها الشريكان في منصة أستانة للحل السوري، في ادلب؟ أم ان موسكو قررت اعطاء الضوء الاخضر لدمشق لتطهير المحافظة الشمالية من المجموعات التي تعتبرها متطرّفة، نهائيا، خاصة بعد ان باتت في رأي الكرملين، تشكّل تهديدا للقواعد الروسية في سوريا؟ وماذا سيكون موقف تركيا في هذه الحال، هل ستتدخل عسكريا من جديد بما يصب الزيت على نار الميدان السوري المشتعل اصلا ، فتدور فوقه معارك ومواجهات اضافية تسفك مزيدا من الدماء؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o