ملاحظات على الحكومة!
وأخيراً ولدت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب بعد انقضاء 34 يوماً على تكليفه، وجاءت توزيعة "عادلة" بين أبناء اللون الواحد، وان كانت "طابشة" بعض الشيء لمصلحة البعض وخصوصاً "التيار الوطني الحر" الذي حَظي على ما يبدو بـ7 أو أكثر من المقاعد الوزارية التي تمثّل أكثرية الحصة المسيحية في الحكومة، البالغة 10 وزراء، وتتجاوزها الى حصص طوائف أخرى، ولكنها قد لا تشكّل "الثلث المعطّل" لأنّ من الصعب في تركيبة الحكومة العشرينية وذات اللون الواحد تركيب مثل هذا الثلث، ويبدو انّ مَن هَندس هذه التركيبة قد أخذ في الاعتبار هذا الامر قطعاً لدابر "الأثلاث المعطلة" التي كانت تعتمد في الحكومات السابقة، علماً ان لا قيمة لثلث معطّل في حكومة تجمع لوناً واحداً.
ملاحظات: على ان بعض المعنيين بالاستحقاق الحكومي، سجّلوا في ضوء التشكيلة الوزارية الملاحظات الآتية:
أولاً - نال التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل حصة الاسد من المقاعد الوزارية، على رغم كل ما قيل من انه لن يكون لهذا التيار "الثلث المعطّل"، إذ باستثناء الوزير دميانوس قطار ووزيري "المردة" حصل على بقية الوزراء المسيحيين وضمنهم الوزير الارمني مضافاً اليهم وزير "اللقاء التشاوري" طلال حواط والوزيرين الدرزيين رمزي مشرفية ومنال عبد الصمد.
ثانياً - رغم ما قيل ان الحكومة ستكون حكومة تكنوقراطية، فإنها جاءت حكومة اختصاصيين.
ثالثاً - عكست التشكيلة الوزارية الجديدة التوازنات الميثاقية والنيابية، بمعنى انها عكست نتائج الانتخابات لعام 2018 ما يوفّر لها الحصول على الثقة النيابية، علماً ان ليس من وزرائها أي نائب ولا أي وزير من الحكومات السابقة هذه المرة.
رابعاً - تضمنت الحكومة 6 نساء للمرة الاولى في تاريخ الحكومات منذ الاستقلال، واكثر من ذلك تعيين إحداهنّ في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة للدفاع الوطني.
خامساً - على رغم ان الوزراء جميعاً هم من اصحاب الاختصاص والتكنوقراط، فإن بعض وزرائها أسندت اليهم حقائب تعاكس طبيعة اختصاصهم.