Jan 20, 2020 4:38 PM
تحليل سياسي

التأليف "مكانك راوح" وجهود للحزب والحركة لامتصاص نقمة "المردة"
غداء دياب- فرنجية والخليلين.. هل يرفع التشكيلة الـــى عشرين؟
اجتماع بعبدا الامني: تنويه واجراءات لمنع الاعتداءات وردع المخربين

المركزية- تمخضت السلطة السياسية، فولدت "اجتماعاً امنيا" لا يرتقي في اي شكل الى مستوى خطورة "ويك اند" المواجهات الدامية بين الثوار والقوى الامنية، بعدما قذفت كرة نار تقاعسها عن تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها الى وسط العاصمة، ليواجه ابناء الوطن الذين يتشاركون المعاناة والوجع والقابعون تحت نير فسادها، بعضهم بعضاً. اما مسؤولية انقاذ ما تبقى من الوطن بالمسارعة في تشكيل حكومة والقفز فوق توزيع الحصص والمغانم، فغائبة تماما عن واجهة اهتمامات السلطة باستثناء بعض الاتصالات التي لم تقدم حتى الساعة جديدا يمكن الركون اليه للتفاؤل.

غداء التأليف: داخل البيت السياسي الواحد اليوم مساع بطيئة لمحاولة تذليل العقد التي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة ومنع الانفجار. فعشية مؤتمر صحافي يفترض ان يعقده غدا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لاعلان بقائه خارج الحكومة، جمع غداء اليوم كلا من الرئيس المكلف حسان دياب والخليلين (وزير المال علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل) وفرنجية، في دارة دياب، علمت "المركزية" انه نتاج اتصالات اضطلع بها منذ مساء امس رئيس مجلس النواب نبيه بري الحريص على تمثيل المردة في الحكومة. وأفيد ان ثمة توجها لرفع عدد الوزراء في الحكومة الى 20 لان هذه الصيغة باتت الافضل لتفكيك العقد لتمثيل الكاثوليك والدروز والمردة كما يجب، وان الساعات المقبلة ستشهد لقاءات واتصالات مكثفة.

 الحزب وتثبيت الاتفاق: وفي حين اشارت معطيات الى ان دياب يعتبر ان اذا كان طرح العشرين وزيرا مخرجا لازمات البلد فقد يقبل به، وان الاجتماع لم يحقق نتائج ملموسة لجهة حلحلة عقد الحكومة فدياب ما زال متمسكا بحكومة من ١٨ وزيرًا وسيجري المزيد من المشاورات في اقتراح رفعها إلى ٢٠، اوضحت مصادر مقرّبة من حزب الله لـ"المركزية" "ان الغداء "ثبّت" الاتفاق الذي عمل عليه الرئيس بري اي رفع عدد الحكومة الى العشرين (وهو ما لم يعارضه الرئيس المكلّف اذا كان مدخلاً لحلّ الازمة على حدّ تعبيره) مع اعطاء الوزير الدرزي الثاني الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في مقابل ضمّ وزير ارثوذكسي الى حصّة فرنجية اضافةً الى الوزير الماروني". من جانبه، دعا نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، من النبطية، المعنيين بتشكيل الحكومة إلى بذل التضحيات بعيدا من الحصص والتوزير". وقال: "نعرف أن آمال الناس بحزب الله كبيرة ونسمع البعض يقول أنتم كحزب تستطيعون تشكيل الحكومة. نشكر هذه الثقة لكن في الحقيقة لا نستطيع أن نشكلها وحدنا، فنحن جزء، ولا بد من إقناع الأجزاء الأخرى والتعاون مع الكتل" ووعد باستمرار الحزب "في بذل كل الجهود لتكون ولادة الحكومة قريبة قدر الإمكان حتى لا نصل إلى المزيد من التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي". وعن الاعتراض الذي يأخذ شكل الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة قال: "هذا شغب لا نوافق عليه ولا يوصل إلا إلى المزيد من التأزيم داخل البلد، لذا علينا أن نضغط جميعا ونساهم في إخراج الحكومة من القمقم وتكون بعد ذلك حكومة كل لبنان لأن طريقة اختيارها حصلت وفق الآليات الدستورية، منهم من وافق ومنهم من لم يوافق لكن في النهاية عندما تتشكل ستكون حكومة لبنان لأنها تشكلت وفق القواعد المعتمدة بطريقة قانونية".

فرنسا على الخط: في الأثناء، شدَّدَت وزارة الخارجية الفرنسية على أنَّ "التطلعات المشروعة للمتظاهرين السلميين في لبنان يجب التعبير عنها بسلمية". وركَّزت على أنَّ "على أي حكومة لبنانية جديدة تطبيق الإصلاحات والاستجابة لتطلعات المتظاهرين".

عقدة الكاثوليك: إلى ذلك، أفادت المعلومات ان النواب نقولا الصحناوي وأدغار معلوف وسليم خوري وجهوا كتاباً نهاية الأسبوع الفائت الى الرئيس المكلف حسان دياب، تمنوا عليه أخذ الاعتراضات على تمثيل طائفة الروم الملكيين الكاثوليك وأبرزها البطريرك يوسف العبسي في الاعتبار. وتمنوا ايضا عليه، انطلاقاً من تطلعهم الى اليوم الذي لا تكون فيه الطائفية هي المعيار في اختيار الوزراء، بل الجدارة والمصداقية ونظافة الكف والشفافية والمعرفة والانتماء، اعتماد صيغة تحقق التوازن وتحترم الأعراف في تشكيل الحكومات. وللغاية، عقد البطريرك العبسي لقاءً تشاورياً الرابعة بعد الظهر مع النواب الثمانية الذين ينتمون الى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك.

اجتماع أمني: على صعيد آخر، وغداة "ويك اند" عاصف بالمواجهات على الارض في محيط مجلس النواب (وقد تردد ان اجراءات امنية اضافية اتخذت عند مداخله اليوم)، رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهرا اجتماعا امنيا في قصر بعبدا ضم وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، ووزير الدفاع الوطني الياس بوصعب، والقادة العسكريين والامنيين. في مستهل الاجتماع، نوه الرئيس عون بالجهود التي بذلتها القوى العسكرية والامنية خلال الاسابيع الماضية خلال الاحداث التي وقعت في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، داعيا الى التمييز بين المتظاهرين السلميين واولئك الذين يقومون بأعمال شغب واعتداءات. ثم استمع الحاضرون الى تقارير قدمها رؤساء الاجهزة الامنية عن الاوضاع العامة في البلاد والاجراءات التي اعتمدت لمواجهة العناصر التي تندس في صفوف المتظاهرين للقيام باعمال تخريبية واتضح انها تعمل ضمن مجموعات منظمة. بعد المناقشة، تقرر اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المتظاهرين السلميين، ومنع الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة وردع المجموعات التخريبية، والتنسيق مع الاجهزة القضائية لتطبيق القوانين المرعية الاجراء. كذلك تقرر تعزيز التنسيق بين الاجهزة العسكرية والامنية لضمان حسن تنفيذ الاجراءات التي تم اتخاذها.

الحريري: وفي وقت تغيّب الرئيس سعد الحريري بطبيعة الحال كون الاجتماع امنيا، وليس للمجلس الاعلى للدفاع، أشار عبر تويتر، إلى أنّ "الجيش والقوى الأمنية كافة تتولى مسؤولياتها في تطبيق القوانين ومنع الإخلال بالسلم الأهلي، وهي تتحمل يومياً نتائج المواجهات مع التحركات الشعبية"، لافتاً إلى أنّ "الإستمرار في دوامة الأمن بمواجهة الناس يعني المراوحة في الأزمة وإصراراً على إنكار الواقع السياسي المستجد". وقال "حكومتنا استقالت في سبيل الإنتقال إلى حكومة جديدة تتعامل مع المتغيرات الشعبية لكن التعطيل مستمر منذ 90 يوماً فيما البلاد تتحرك نحو المجهول والفريق المعني بتشكيل حكومة يأخذ وقته في البحث عن جنس الوزارة". وشدّد على أنّ "المطلوب حكومة جديدة على وجه السرعة تحقق في الحد الأدنى ثغرة في الجدار المسدود وتوقف مسلسل الإنهيار والتداعيات الإقتصادية والأمنية الذي يتفاقم  يوماً بعد يوم"، لافتاً إلى أنّ "استمرار تصريف الأعمال ليس هو الحل، فليتوقّف هدر الوقت ولتكن حكومة تتحمل المسؤولية".

المصرف ينفي: من جهة ثانية، نفى مصرف لبنان ومصادر قضائية الأخبار التي جرى تداولها عن توصل التحقيقات الى لائحة بأسماء من حولوا أموالهم الى خارج لبنان في الفترة التي أقفلت فيها المصارف ابوابها. وأكدت مصادر في مصرف لبنان للـLBCI أن هيئة التحقيق لم تتلق أي مراسلة من الخارج تتعلق بالتحويلات التي حصلت من 17 تشرين الأول حتى نهاية العام.

الموازنة: في غضون ذلك، وعشية جلسة مناقشة الموازنة الاربعاء والخميس المقبلين، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان ان التخفيض في الموازنة وصل الى ٨٠٠ مليار ليرة ، لافتا الى أن الموازنة تتضمن اجراءات تقضي بتحويل اموال المرفأ والخلوي الى الخزينة. وقال كنعان بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة "الموازنة تتضمن رفع ضمان الودائع بما يحمي صغار المودعين وهناك تفاهم على وقف الاجراءات في حق المتعثرين للقروض السكنية والزراعية والصناعية والسياحية لستة اشهر". واعتبر أنه يجب اعطاء فرصة للمؤسسات وان يكون هناك تكامل بين المؤسسات والناس عندما يكون الموضوع يتعلق بعمل مثل عمل الموازنة وما تتضمنه من اجراءات تهم الناس. ورأى أن انقاذ لبنان ممكن شرط ان تصفى النيات "ولا نعود للنكايات".

ظريف: اقليميا، نقل موقع البرلمان الإيراني الإخباري على الانترنت عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إنّ خطوات إيران لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 انتهت. وأضاف ظريف "خطوات تقليص الالتزامات (بموجب الاتفاق النووي) انتهت، لكن إذا واصل الأوروبيون سلوكهم غير اللائق أو أحالوا ملف إيران إلى مجلس الأمن، فسوف ننسحب من معاهدة منع الانتشار النووي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o