Jan 11, 2020 3:23 PM
خاص

هل نسـقت ايران ردّها مع واشـنطن؟
القوات الاميركية لن تخرج من العراق...

المركزية– بعد قتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد بغارة جوية اميركية، اتخذت الامور منحى جديدا في العراق. فرغم مطالبة العراق بخروج القوات الاميركية، أكدت مصادر متابعة للملف العراقي أن "الكف" الايراني على قاعدتين اميركيتين في عين الاسد واخرى في المناطق الكردية قرب اربيل، قد تكونان منسقتين مع الاميركيين، فقد تم ابلاغ العراق بالعملية قبل حصولها بفترة وجيزة، ولم تؤد الضربات الى اي اصابات، واكثر الصواريخ لم تسقط في القاعدة انما في محيطها، سواء عن قصد او عن غير قصد".

وأضافت المصادر: "اذا كان هذا هو مستوى الرد، فمعناها ان ايران لا تريد المواجهة. العراقيون أذكياء، طالبوا بعد مقتل سليماني بخروج الاميركيين. فمجلس الوزراء اضطر للتصويت على خروج القوات الاميركية من العراق تحت الضغط السياسي، الا ان الجلسة التي رأسها رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، اقتصرت على حضور النواب الشيعة، أما من السنّة فلم يشارك فيها إلا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبان فقط، ولم يحضرها اي كردي، واستطاعوا بأكثرية بسيطة التصويت على القرار. والجدير ذكره أنه لا يحق لحكومة مستقيلة، ان تتخذ قرارات على هذا المستوى".

وتابعت المصادر: "في المقابل، عندما قصفت ايران القواعد الاميركية في العراق، نددت حكومة عبد المهدي ايضا بالخرق الايراني للسيادة العراقية، تماماً كما نددت سابقاً بالخرق الاميركي الذي ادى الى مقتل سليماني والمهندس، ما ادى الى حصول توازن".

وأكدت المصادر "أن الاميركيين لن يخرجوا من العراق، لأن الولايات المتحدة أنفقت مئات المليارات من الدولارات وتكبدت آلاف القتلى والجرحى عام 2003 عندما اسقطت نظام صدام حسين، وبالتالي ليست مستعدة للخروج، خاصة وان لديها 10 قواعد عسكرية. كما ان العراق هي من طلبت من الولايات المتحدة المساعدة لمحاربة داعش، وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ساخراً: "تكلفت مليارات الدولارات على قاعدة عسكرية في عين الاسد، فلتدفع العراق تكاليفها اولا".

ورأت المصادر "أن الايرانيين خسروا في العراق، بمقتل سليماني، صحيح حصل التفاف شيعي حولهم تلقائيا، ولكن المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني طالب امس بحكومة حيادية مستقلة وألا تكون العراق ساحة قتال وتجاذب وطالب بتحييد العراق عن الصراع الاميركي الايراني وهذه خطوة مهمة جدا".

حاولت العراق ان تكون متضامنة مع ايران، خاصة الشيعة، بعد مقتل الزعيم العسكري الايراني التاريخي قاسم سليماني، لكن بعد الرد الايراني الفاشل على القواعد العسكرية الاميركية، ذات التأثير المحدود جدا، استعاد العراقيون انفاسهم وعادوا للمطالبة بتوازن اميركي ايراني في العراق، لا بل يقولون ان العراقيين لا يريدون احداً يؤثر على سياستهم الداخلية انما يريدون السيادة والحرية والاستقلال عن كل القوى الدولية كالولايات المتحدة والاقليمية كايران".

وختمت المصادر جازمة "أن الاميركيين يعتبرون انهم اعطوا الروس سوريا وأخذوا في المقابل العراق، وزيارة بوتين الى سوريا هي لإبلاغ الاسد بضرورة ايصال موقف محايد في الصراع الاميركي الايراني، وليس الانزلاق مع ايران".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o