مصير التشكيل في مهب مواقف بري: لست من طرح الحكومة السياسية
حزب الله في بكركي: نسَهِل لولادة سريعة...وغصن ممنوع من السفر
ايران: الاميركيون في المنطقـــة في خطر وعليــــهم المغادرة
المركزية- هي هزات ارتدادية للحدث الاميركي- الايراني من بغداد الى بيروت. عملياً، صار لبنان مفتوحاً على المشهد الاقليمي المتفجّر، والأصحّ أنه بات جزءا من ساحات المواجهة المفتوحة ليس عسكريا، اقله حتى اللحظة، بل في السياسة، واولى الشظايا تبدو اصابت التشكيلة الحكومية برصاصة رحمة اطلقها امس الرئيس نبيه بري على حكومة الاختصاصيين. وكالعادة لم يرسم لبنان إستراتيجية الحد الأدنى للتعامل مع إفرازات صراعات الخارج، فباتت الوقائع أكبر من قدرة الدولة وارادة االعهد على رسم إستراتيجيات تحيّد البلاد المتدحرجة نحو الهاوية عن اتون البركان الاقليمي المشتعل.
بري – بعبدا: استنادا الى الواقع المستجد، وعلى وقع مواقف بري الداعية الى ضرورة تشكيل حكومة "تلمّ الشمل"، والمعلومات عن خلافات بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة والرئيس المكلف حسان دياب من جهة ثانية، في شأن أسماء المستوزرين وبعض الحقائب، ومعطيات عن تباينات بين اهل الحكم حول حجم الحكومة، بدا ان مهمة التشكيل دخلت مرحلة شديدة القتامة والصعوبة. وتوقعت مصادر مطلعة عقد لقاء في الساعات الـ٤٨ المقبلة بين بري والرئيس دياب، لتوضيح الصورة التي على اساسها يفترض ان يتجه مسار التشكيل والمساعي المبذولة في اتجاه ولادة الحكومة.
حزب الله مع اي حكومة: وفيما قال بري امام مجموعة من الاعلاميين اليوم "إنّ الوضع في لبنان يتدحرج إنخفاضاً ولا يتمّ الاستفادة من الماضي وان قواعد ومعايير طُرحت في عملية التشكيل غير موجودة في الدستور"، قائلا "غير صحيح انني لا أريد دياب وأتمنّى له التوفيق وساعدت، ولكن هناك حدود لهذا الامر، وقد طُرحت خلال هذا الاسبوع حكومة سياسية وليس أنا من اقترحها فأنا مع حكومة تكنو-سياسيّة"،
تحدث حزب الله في المقابل بمرونة عن التأليف. فبعد ان زار وفد من "الحزب برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد ابراهيم أمين السيد ونائب الرئيس محمود قماطي وعضو المجلس السياسي مصطفى الحاج علي، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي الذي قال "لا أحد بخير في هذه الأيام، وللأسف نرى البيت يتهدم ونتفرج عليه"... شدد السيد على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة"، مؤكدا انه "يجب على كل الأفرقاء تقديم التسهيلات للاسراع في تشكيلها في أقرب وقت ممكن". وقال: "إن الامور التي تمر في المنطقة بغض النظر عن تفصيلاتها تشكل حافزا آخر للجميع من اجل تشكيل الحكومة". واضاف "ما نعرفه من الجميع أن كل الاطراف الموجودة في لبنان بدءا من الرئيس المكلف حسان دياب والقوى السياسية الاخرى، الكل حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن والكل يبذل جهدا على هذا الصعيد". واكد "اننا نحاول مع الاطراف الاخرى ان تتشكل هذه الحكومة اسرع مما تشكلت به الحكومات السابقة، لأن الظروف في المراحل السابقة كانت تسمح ان يطول وقت تشكيل الحكومات الا ان الظروف الآن غير مناسبة"، وقال: "نحن مع اي حكومة تشكل بسرعة ويتوافق عليها الجميع". وقال "قد تكون لدينا رؤية بهذا الاتجاه او ذاك، وهذا الامر طبيعي في لبنان ولكن الظروف الموجودة الآن ما زالت قائمة من اجل تشكيل حكومة متفق عليها وتقوم بواجباتها". وأعلن اننا "نقوم بكل ما يسهل تشكيل الحكومة، وموضوع تغيير اسماء باسماء اخرى من اجل اعتبارات سياسية لم يحصل مطلقا وما زلنا على الموقف الذي نحن فيه، وهو السعي الجدي مع كل الاطراف للوصول الى توافق الجميع على تشكيل الحكومة في اسرع وقت".
رامبلينغ: في الاثناء، قال السفير البريطاني كريس رامبلينغ بعد لقائه رئيس مجلس النواب في عين التينة: من الواضح انها لحظات مهمة للبنان والمنطقة وتحدثنا بشكل اساسي عن الوضع الاقتصادي وأهمية تشكيل حكومة بأقرب فرصة للتعامل مع التحديات التي تواجه البلد.
التقنين القاسي: ووسط الإخفاق السياسي الحكومي، تفاقمت الاوضاع المعيشية. ففيما سجّل الدولار اليوم رقماً قياسياً جديداً مقابل الليرة اللبنانية، حيث تراوح بين 2300 و 2400 للدولار الواحد، نفذ محتجون اعتصاما أمام شركة كهرباء لبنان في محلة كورنيش النهر إعتراضا على التقنين القاسي في التيار الكهربائي. ومنع المعتصمون المواطنين وموظفين من دخول الشركة، ما أدى الى حصول إشكالات محدودة مع القوى الأمنية التي تُنفذ إجراءات أمنية في المنطقة. وفي صيدا، نفّذ محتجون اعتصاما أمام مدخل شركة الكهرباء، اعتراضا على انقطاع الكهرباء منذ أكثر من أسبوع عن عدد من أحياء المدينة وازدياد ساعات التقنين. وأطلقوا هتافات تطالب بحل هذه المشكلة، ملوحين بالتصعيد. وشمالا، نفذ عدد من المتظاهرين اعتصاما أمام شركة كهرباء قاديشا في البحصاص، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. وعمد المحتجون الى قطع الطريق العام أمام مدخل الشركة بالاطارات المشتعلة، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.
تهافت على الغاز: الى ذلك، شهدت مراكز تعبئة الغاز في مدينة صيدا تهافتاً من قبل المواطنين على شراء المادة في ظل ما يثار عن أزمة غاز غير معلنة وما تسبب به ذلك من حالة هلع وخوف لديهم من انقطاعها ونظراً للحاجة الماسة اليها خصوصا للتدفئة مع استمرار الطقس البارد ساحلاً وجبلاً.
بستاني: في المقابل، قالت وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني ان "لدينا فيول يكفينا حتى آخر شباط 2020 وسنؤمن الكهرباء في بيروت بين 16 و21 ساعة لآخر شباط، وفي باقي المناطق بين 8 و10 ساعات". واضافت "فتح الاعتمادات تأخر لأسباب عدة وسنشهد يومَين قاسيين على مستوى التقنين وستعود الكهرباء تدريجيًا بدءًا من يوم السبت". وتابعت: هناك صعوبات كبيرة واجهت مؤسسة كهرباء لبنان في عملية فتح الاعتمادات لشراء مادتي الفيول والغاز أويل وقد تم حل جزء منها ما سمح باستقدام البواخر، الا أن العاصفة حالت دون تفريغ هذه البواخر في خزانات المؤسسة. وأكدت ان لا ازمة مازوت ومنشآت النفط تسلم كمية كافية للسوق المحلي ولا اعلم لماذا الشركات تتصرف بهذه الطريقة وأتأمل ان تأخذ اجراءات لازمة في هذا المجال.
غصن: على صعيد آخر، وبعد 24 ساعة على المؤتمر الصحافي الذي عقده في نقابة الصحافة لشرح ملابسات توقيفه في اليابان وكيفية هروبه من طوكيو الى بيروت بعد اكثر من عام على احتجازه في اليابان، استمع النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات اليوم الى المدير التنفيذي السابق لتحالف "رينو-نيسان-ميتسوبيشي موتورز" للسيارات كارلوس غصن وقرر تركه بسند إقامة في ملف النشرة الحمراء الصادرة عن الانتربول وفي ملف دخول الاراضي الاسرائيلية والتطبيع الاقتصادي معها وفقاً للإخبار المقدم في حقه من عدد من المحامين اللبنانيين، عن دخوله اسرائيل والاجتماع مع عدد من القيادات الاسرائيلية. وقرر القاضي عويدات ترك غصن بسند إقامة ومنعه من السفر إلى خارج لبنان، وطلب من السلطات اليابانية ايداعه الملف القضائي ومذكرة استرداد على ان يتّخذ القرار المناسب بهذا الشأن. وكشف مصدر قضائي لبناني لوكالة "رويترز" ان القضاء اللبناني لن يستجوب غصن مجدداً قبل الحصول على ملفه من اليابان. وفي إطار متّصل، اعلن محامي غصن ان موكله مرتاح للغاية للمسار القانوني في لبنان.
الرد الايراني: اقليميا، أكد القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أنه سيواصل السير على النهج الذي حدده سلفه قاسم سليماني الذي قُتل في ضربة جوية بطائرة مسيرة أميركية الأسبوع الماضي. وقال جنرال إسماعيل قاآني: "سنواصل على هذا الطريق المنير بقوة"، مشيرا إلى أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على أهداف أميركية في العراق سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة. من جانبه، قال قائد القوة الجوية في الحرس الثوري: لم نكن نريد قتل أميركيين في عمليتنا لكن بالتأكيد هناك قتلى وجرحى، مضيفا "وجود الأميركيين في المنطقة بات في خطر وأدعوهم للاتعاظ مما حصل معهم ومغادرة المنطقة طوعاً".