Jan 09, 2020 2:54 PM
خاص

مع اشتداد الصرامة الدولية تجاه ايران.. "النووي" يفقد صلاحيته؟
دفعٌ نحو اتفاق جديد يتلاءم مع المرحلة المقبلة..بوساطة أوروبية

 

المركزية- في أعقاب تصفية الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، أعلنت إيران الأحد، أنها لم تعد ملزمة بآخر قيود "عملياتية" في الاتفاق النووي بشأن تخصيب اليورانيوم  ونسبة التخصيب وحجم المواد المخصبة والأبحاث والتنمية، وذلك بموجب اتخاذها الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزامها بالاتفاق. وقالت الحكومة الإيرانية إن طهران "ستمضي قدمًا في برنامجها النووي من الآن فصاعدًا بناءً على احتياجاتها التقنية"، مؤكدة في الوقت ذاته أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيستمر كما في السابق.

وشددت إيران على أن عودتها إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في آذار 2015، يجب أن يكون مقرونا برفع الحظر وانتفاع إيران من فوائد الاتفاق.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن هذا الاجراء التصعيدي الايراني الاضافي، وضع مصير الاتفاق كلّه على المحك وجعله في حكم الميت. فشركاء ايران في التفاهم سارعوا الى التحذير من مغبة مضي طهران قدما في هذا الخط، داعين اياها الى اعادة النظر في قراراتها. في السياق، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم، إنه تحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وحث طهران على الامتثال لاتفاق الحد من التسلح الذي أبرم العام 2015 ويمنعها من تطوير أسلحة نووية. وقال ميشيل في تغريدة على تويتر "تحدثت للتو مع حسن روحاني بشأن التطورات الأخيرة. تبقى خطة العمل الشاملة المشتركة جوهرية بالنسبة للأمن العالمي. طالبت إيران بعدم اتخاذ إجراءات لا يمكن الرجوع عنها". من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أن جونسون تحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني اليوم، وناقش معه الوضع فى المنطقة بعد مقتل قاسم سليماني، مؤكدا أن "جونسون" دعا في مكالمته مع روحاني إلى إنهاء الأعمال العدائية. وأضاف ان رئيس الوزراء أثار أهمية أن تلتزم إيران بالاتفاق النووي، لافتا إلى أن المكالمة استمرت 20 دقيقة ورئيس الوزراء وجه رسالة واضحة في شأن الحاجة الملحة لوقف التصعيد. وتابع: رئيس الوزراء شدد على التزام بريطانيا بالاتفاق النووي مع إيران، داعيا لمواصلة الحوار بهدف الحد من الإنتشار النووي. هذه المواقف تأتي لتستكمل تنبيهات مماثلة تعاقب على اطلاقها منذ الاحد، المسؤولون الفرنسيون والالمان، اذ دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طهران إلى العودة سريعا إلى الالتزام الكامل بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي، في اتصال مع روحاني منذ ساعات.

لكن عمليا، تقول المصادر ان انقاذ الاتفاق بات غاية في الصعوبة لا بل مهمة مستحيلة. اذ الى كون الخروقات الايرانية له فرّغته من مضمونه، فإن التطورات العسكرية – السياسية الاخيرة، تجاوزته وجعلته منتهي الصلاحية، دافعة في اتجاه اتفاق آخر، جديد تماما، بشروط وبنود وأرقام أخرى، تتناسب وتوازنات القوى الجديدة في الاقليم ومع طبيعة مرحلة "ما بعد مقتل سليماني"، الذي فتح صفحة تشدّد أكبر مع ايران ونفوذها في الشرق الاوسط. وقد جدد ترامب تأكيده امس، على ضرورة أن تتخلى إيران عن طموحاتها النووية. وقال "يجب العمل على صياغة اتفاق جديد مع إيران"، مضيفا "حان الوقت لفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا (الدول الموقعة على الاتفاق)، بأن تعترف بهذه الحقيقة وهذا الواقع. وعليها الابتعاد عن بقايا الاتفاق النووي". وتابع "علينا أن نعمل معا كي نتوصل إلى اتفاق أكثر أمانًا وسلامًا، يسمح لايران بأن تزدهر وأن تستغل مواردها المهدورة". وتتوقع المصادر ان تنشط الدول الاوروبية في المرحلة المقبلة بين واشنطن وطهران، ممهدة الارضية لحوار بين القوى الكبرى يؤسس لتفاهم "نووي" جديد، الا ان هذا المسار، الذي ستواكبه صرامة اميركية "اقتصاديا" وربما عسكريا تجاه ايران، لن يكون سهلا على الاطلاق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o