Jan 08, 2020 4:03 PM
خاص

في أبعاد زيارة بوتين الى سوريا ولقائه الاسد...
نادر: روسيا تسعى للمحافظة على الستاتيكو وتكريس مكتسباتها

المركزية- امس، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى دمشق في زيارة مفاجئة هي الاولى للعاصمة السورية والتقى الرئيس السوري بشار الاسد، بعدما زار أواخر العام 2017 قاعدة حميميم العسكرية التابعة لروسيا في الساحل السوري واستدعى إليها الأسد. وتأتي الزيارة بعد أيام على اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في ضربة اميركية وقعت في بغداد. فما هي أبعادها؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر أوضح لـ " المركزية" "أن توقيت زيارة بوتين مرتبط بالضربة الاميركية واغتيال سليماني، فهي ليست ضربة عادية بل نقطة تحوّل اساسية بالنسبة للمنطقة، لأن سليماني لم يكن مجرد شخصية عسكرية استثنائية بل كان رئيس ما يسمى بالهلال الايراني ومهندس كل سياسة التمدد الايراني في المنطقة وركنا اساسيا في كل المنظومة الايرانية، ويرمز الى مشروع ايران ما بعد الثورة".

وأضاف: "سليماني هو من دعا الروس للتدخل في سوريا لإنقاذ النظام عام 2015، عندما كان على عتبة الانهيار، وقاتل الى جانبهم مع رجاله. روسيا كانت تستخدم سلاح الجو للقتال في سوريا، بينما المقاتلون ميدانيا كانوا تحت امرة سليماني، وبالتالي كانت العلاقة بينهما قائمة على الشراكة والمنافسة، وبالتالي قتله يخلط الاوراق. ومع غيابه تطرح روسيا تساؤلاً اساسياً عمن سيكون البديل، وقد يكون همّها الاول المحافظة على الستاتيكو القائم لأن موازين القوى وقواعد الاشتباك الحالية تصبّ في مصلحتها، وهي الرابح الاول في سوريا، لهذا خشيت من الضربة الاميركية وتداعياتها"، لافتاً إلى "أن الضربة اضعفت ايران، وهناك حديث عن ضربة رد فعل ايرانية. وضربة من هذا النوع، كي تقوم بها اميركا، قد تندرج في إطار مخطط أكبر، لأنها بالطبع حسبت حساب ما بعد الضربة. وبالتالي تخشى روسيا اي مسّ بالستاتيكو وتسعى للمحافظة عليه وتكريس مكتسباتها التي تهددت في سوريا بفعل هذه الضربة".

وتابع نادر: "اذاً، على روسيا ايجاد البديل، وقد لا يكون البديل واحدا، وبالتالي تريد روسيا ان تتدارك الامر لمرحلة ما بعد سليماني والسعي للمحافظة على الستاتيكو القائم، لان سليماني يمثل مشروعا، ومقتله قد يمثل مشروعا مقابلا، واي اطاحة بموازين القوى وستاتيكو آخر قد لا يأتي لمصلحة روسيا"، مشدداً على "أن بوتين قرر زيارة اسرائيل ايضا، لأنه يخشى من تدخل اسرائيلي كرد على الرد الايراني".

ولفت نادر الى "أن الضربة الاميركية متعددة الابعاد، وكافة اللاعبين تأثروا، كما لا يمكننا عدم ربطها بزيارة بوتين الى تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب اردوغان"، معتبراً ان بوتين قد يسعى الى إقامة علاقة مع تركيا تقوم على المنافسة والشراكة في الوقت نفسه كما فعل مع ايران في سوريا"، مشددا على "أن في حال بدأت ايران تضعف، سيتجه بوتين اكثر نحو الاتراك، ايضا للمحافظة على التوازنات مقابل الولايات المتحدة الاميركية"، مضيفاً: " اعتقد ان هناك محاولة لاستنساخ النموذج السوري في ليبيا. التركي في ليبيا يدعم فايز السرّاج، في حين ان الروسي يدعم خليفة حفتر ولكن في نهاية المطاف نجد اتفاقا مشابها لاتفاق استانة على سوريا. ففي سوريا كان الروسي يدعم الاسد في حين ان تركيا تدعم عدو الاسد، ولكن هذا لم يمنعهما من ايجاد تفاهم مشترك لتقاسم النفوذ".

أما عن الرد الايراني الذي استهدف اليوم قاعدتين عسكريتين اميركيتين فقال نادر: "هذه ضربة الحدّ الادنى التي تسمح لها بالتوجه الى قواعدها في الداخل الايراني لحفظ ماء الوجه من دون ان تتورط في حرب، لأن التصعيد العسكري والدخول في مواجهة ليس في مصلحتها، وبرأيي ايران تعمدت استهداف قاعدة اميركية لما تمثل من رمز، إنما من دون ايقاع إصابات، لأن وقوع ضحايا سوف يجبر الاميركيين على الرد. فالاميركيون سبق ان هددوا بالرد في حال وقوع ضحايا. وبالتالي فتحت الولايات المتحدة المجال امام الايرانيين للرد انما من دون اصابات. والرد كما حصل اليوم يخدم الاميركيين ايضا لأنه جعل الايرانيين متساوين في خرق السيادة العراقية، وبالتالي اصبح كل من يطالب بخروج القوات الاميركية مُحرَجا لأن عليه المطالبة بخروج القوات الايرانية ايضاً".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o