Jan 08, 2020 2:36 PM
خاص

دياب يعيد التأليف الى موقعه: انا والرئيس نشكل... فهل ينجح؟
رسائل قوية الى الشارع السني واثبات نفسه لاعباً قوياً

المركزية- خرق اللقاء الذي جمع أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب الجمود الذي تحكم بمسار تأليف الحكومة. وإذا كان الطرفان المعنيان باللقاء قد حرصا على ضخ الإيجابية في فضاء التأليف، فإن الحذر لا يزال يشوب هذا التفاؤل على وقع الكباش بين دياب والفريق الذي قرر ادخاله الى نادي رؤساء الحكومات، لا سيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، علما أن هذا السجال يأتي في وقت لا يزال الرئيس المكلف يفتقر إلى الغطاء السني الواسع الكفيل بتسريع التشكيل، بدليل أن دار الفتوى لم تستقبله بعد، وإن كان أعلن عقب الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب أنه سيزور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بعد ولادة فريقه الوزاري.

كثيرة هي المعارك التي يخوضها دياب على أكثر من جبهة، على ما تشير إليه مصادر سياسية عبر "المركزية"، لافتة إلى أن السجال مع التيار الوطني الحر يبقى أهمها نظرا إلى توقيته والرسائل السياسية المشفّرة التي يحملها بين طياته، خصوصا إلى الطائفة السنية بأركانها وأحزابها وأبنائها على السواء.

وفي السياق، تنبه المصادر عينها إلى أن إصرار الرئيس المكلف على ضم الوزير السابق دميانوس قطار إلى توليفته الحكومية يتجاوز الشخص إلى كونه وسيلة متوفرة بين أيدي دياب ليؤكد قدرته على فرض ايقاعه وشروطه على مسار التشكيل، بغض النظر عن العراقيل التي يزرعها في طريقه بعض ممن أيدوه في الاستشارات قبل ما يقارب الثلاثة أسابيع.

وفي وقت بدا اجتماع عون-دياب الفرصة المناسبة لفك عقدة وزارة الخارجية، من دون أن يعني ذلك خروج قطّار من المشهد الحكومي، على غرار كثير من الأسماء التي طرحت في بورصة التكليف وعادت وسحبت من التداول، تؤكد المصادر أن النتيجة التي انتهى إليها الكباش لا تعتبر خاسرة بالنسبة إلى الرئيس المكلف، ولا بالنسبة إلى رئيس التيار الوطني الحر، فالأول نجح في تحقيق هدفه، فيما الثاني تمكن من إبعاد قطار عن وزارة الخارجية، وهو ما كان يبتغيه، في محاولة لإثبات أن له الكلمة الفصل في توزير الشخصيات المسيحية.

تبعا لهذه الصورة، تلفت المصادر إلى أن الأهم يكمن في أن دياب خاض هذه الجولة من الكباش الحكومي، متيقنا من أهمية إثبات نفسه لاعبا "قويا" في الميدان الحكومي من خلال اعادة امور التشكيل الى نصابها باثبات ما اعلنه منذ تكليفه "ان الرئيس المكلف هو الذي يشكل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية"، حيث صراع الحصص على أشده لتتمكن القوى السياسية التي يرفضها الشارع المحتقن، شأنه في ذلك شأن الشارع السني تحديدا، والذي لم يتأخر في إطلاق السهام في اتجاه الرئيس المكلف، علما أن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، كان انسحب طوعا من الصورة الحكومية، بعد أن نجح في رفع رصيده الشعبي من باب الاستجابة لمطالب المتظاهرين بإعلان استقالة الحكومة، والدعوة إلى تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين. وفي هذا السياق، لا يغيب عن بال المصادر التذكير بأن معركة طويلة خاضها دياب في مواجهة داعميه المفترضين حول شكل الحكومة العتيدة. فكان أن جر الجميع إلى حكومة تكنوقراط من المستقلين، وهو ما اعترف به باسيل  على مضض في مقابلته التلفزيونية أمس، واكد دياب بمواقفه وممارساته حتى اللحظة ان القوى السياسية ليست هي من يولف بل يقتصر دورها على قبول او رفض ما يقترحه الرئيس المُكلف فاما تقبل وتوالي او ترفض وتنضم الى المعارضة، لان الحكومة ليست كونفدرالية طوائف واحزاب كما يريدها البعض. فهل ينجح دياب في استكمال مهمته هذه ام ان مرحلة ما بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني ستقلب كل المعادلات والمقاييس؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o