Jan 08, 2020 2:21 PM
خاص

في تحذير الامم المتحدة مسؤولي لبنان من ابقائه من دون حكومة رسائل خطيرة
الجنوح نحو المحور الايرانـي وازدواجية المواقف يغرقانـــه فــي الانهيار

المركزية- حينما يغرد مسؤول أممي قائلا "ان إبقاء لبنان بدون حكومة عمل "غير مسؤول"، فماذا يعني ذلك في القاموس السياسي؟ هل هو تدخل في شؤون لبنان الداخلية؟ ام ان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش وجد نفسه ملزماً من باب الواجب والمسؤولية توجيه التحذير بلهجة قاسية لمن يُفترض انهم أولياء الامر، وقيمون على شؤون البلاد وعبادها، بعدما لمس تقاعساً وقلة مسؤولية لدرجة حتّمت عليه تذكيرهم بأدنى واجباتهم تجاه شعب يثور ضدهم ووطن متروك لقدره يمضي بإرادتهم نحو الزوال بعدما بلغ قعر هاوية الانهيار؟

تؤكد مصادر سيادية لـ"المركزية" ان الرجل الذي تكاد حركته المكوكية لا تهدأ بين المقار الرسمية اللبنانية، وقد شهدت زخما بلغ الذروة بعيد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، استشعر تلكؤاً وقلة حماسة لدى المسؤولين الذين التقاهم لا بل انغماسا في شؤون ثانوية وتلهياً عن الاساس، ما اضطره الى قول ما قاله، بما ومن يمثل. وتضيف: ان خروج الخلافات بين الرئيس المكلف حسّان دياب وبعض القوى السياسية حول الحصص والحقائب والثلث المعطل وغيرها من المناكفات بدا فاقعاً ومستفزاً في لحظة داخلية خطيرة واقليمية أخطر حيث المنطقة على صفيح ساخن تنتظر اعلان ساعة الصفر لحرب شاملة مدمّرة، تفرض بالحد الادنى على لبنان وقادته الانصراف دون اي تردد الى تشكيل حكومة في اقصى سرعة، بعيدا من الحسابات الضيقة والمحاصصات، تنصرف الى فرملة الانهيار من جهة وتعمل على ابعاد لبنان عن نيران الاقليم وشظايا الصراع الاميركي- الايراني، خصوصا بعدما اشارت معلومات ايرانية الى ان حزب الله ينقل معدات عسكرية الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ولو ان المصادر استبعدت هذه الفرضية وادرجتها في اطار التهويل لا اكثر.

وتعتبر ان المواقف اللبنانية الرسمية منها والسياسية وتلك الايرانية في شأن حزب الله، انما قد تكون عاملا اضافيا حدا بالمسؤول الاممي الى اصدار موقفه هذا، فالمسؤولون الرسميون اثبتوا بعد اغتيال سليماني ان لبنان لا ينفذ سياسة النأي بالنفس ولا يقف على الحياد وفق المنصوص عنه في البيانات الوزارية بل هو منخرط في محور المقاومة والممانعة بقيادة الجمهورية الاسلامية، بحسب المصادر، استنادا الى الممارسات والمواقف. اذ ان بيانات الادانة والاتصالات بالمسؤولين الايرانيين للتعزية اقرنت الشك باليقين. وتذكّر في السياق بأن وزير الخارجية حينما وجهت ايران ضربة الى منشآت ارامكو في السعودية لم يُصدر اي بيان شجب او ادانة على رغم الاستنكار العالمي، عازيا السبب الى ان لبنان يلتزم النأي بالنفس ولا يريد الانحياز الى اي من المحاور الاقليمية. هذا التناقض في الموقف اللبناني رصدته شخصيات سعودية وظهّرته في سلسلة تغريدات موجهة الانتقاد الى لبنان والعهد ووزير الخارجية، فيما اعتُبِر رسائل سعودية خليجية واضحة تعكس مدى الاستياء من السياسة اللبنانية المتبعة واداء وممارسات العهد الذي اعتبرته خاضعا لهيمنة حزب الله ونفوذ ايران. وتتخوف المصادر من ان يترجم هذا الاستياء تراجعا خليجيا وتاليا غربيا عن مد لبنان بأي نوع من المساعدات حتى لو تشكلت الحكومة غدا، خصوصا اذا ما تم عطف المواقف والممارسات السياسية على رفع صور قاسم سليماني في احياء العاصمة وطريق مطار رفيق الحريري الدولي وبعض فروع الجامعة اللبنانية ومشهد النسوة المستفز في المطار.

وتحذر المصادر من ان استمرار المواقف والممارسات الجانحة في اتجاه ايران لن يستجلب للبنان "المتلهف" للمساعدات العاجلة من المجتمع الدولي سوى الويلات ولا يمكن ان يسهم الا في مزيد من الانغماس في الانهيارات المتتالية، فهل من يعي خطورة ما يقترف بحق الوطن؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o