محاولة لاستيلاد الحكومة قيصريا في ربع الساعة الاخير من العام
20 وزيرا بوجوه جديدة وقطع الطريق على الاعتراض السنــي
حزب الله: محاولة محاصرة التكليف تعيد لبنــــان الى الفراغ
المركزية- مع سقوط آخر ورقتين من رزنامة العام 2019، تتلاشى تدريجيا الآمال الرئاسية والشعبية المعلّقة على ابصار حكومة الانقاذ المفترضة النور هذه السنة. ولو ان الرئيس المكلّف حسان دياب يمنّ النفس بتقديمها عيدية للبنانيين ويكثف جهوده في مختلف الاتجاهات السياسية عله يتمكن من استخدام كاسحة الالغام فيزيل من طريق بلوغه السراي ما تبقى من معوقات ومطبات ليست بالسهلة.
اتصالات حكومية: في الساعات الفاصلة عن هذا الموعد، تؤكد اوساط مواكبة لعملية التشكيل لـ"المركزية" ان
ثمة محاولة جدية لتشكيل الحكومة قبل رأس السنة حيث ينوي الرئيس ميشال عون توقيع مراسيمها اذا امكن قبل ان يأخذ اجازة العيد لمدة ثلاثة ايام يمضيها مع العائلة، فتنال بذلك غطاء دستوريا يمكّنها من تصريف الاعمال في نطاق ضيق بدل الحكومة الحالية برئاسة الرئيس المستقيل سعد الحريري، على ان يبقى التصويت على الثقة الى وقت لاحق، في استعادة لتجربة حكومة الرئيس امين الحافظ، وتعمل في هذه الفترة على اعداد ملفات تشكل مطالب ملحة للثورة لا سيما ما يتصل بالفساد وتحيلها للقضاء فتنال بذلك الثقتين الشعبية والدولية قبل البرلمانية. وتوضح مصادر متابعة ان خطوة من هذا النوع اذا نجحت تقطع الطريق على الاعتراض السني الذي يتهم اهل الحكم اليوم الرئيس الحريري بقيادته، والمتوقع ان يتوج بالموقف الحاسم في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى السبت المقبل.
وفي أجندةُ التحركات الحكومية اجتماعاتٍ مكثفة تبدأ في دارة الرئيس دياب ولا تنتهي في القصر الجمهوري. وقالت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان الاتفاق حصل على ان تكون الحكومة من 20 وزيرا، وعلى الا تضم التركيبة العتيدة وجوها قديمة من الوزارة السابقة. وكشفت ان لقاء جمع مساء امس دياب الى المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل ومعاون الامين العام لحزب الله حسين الخليل، سيُستكمل اليوم، مشيرة الى انه سيركّز على مسألة الاسماء التي سيتم توزيرها في الحكومة العتيدة. فالرئيس المكلّف يريد وجوها جديدة كليا. وللغاية، وافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على التخلي عن الوزير سليم جريصاتي، وتبقى معرفة ما اذا كان الثنائي الشيعي سيرد على هذا التنازل الرئاسي، بآخَر مماثل، فيتخلى عن الوزيرين جميل جبق وحسن اللقيس. فإن كان جوابهما ايجابيا، وهو الخيار المرجّح، من غير المستبعد ان تبصر الحكومة النور في الساعات القليلة المقبلة.
قاسم: في غضون ذلك، اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "لبنان لا يحتمل المزيد من التهديم"، مضيفا "انتهت مرحلة اختيار رئيس الحكومة، وتم تكليف الرئيس الدكتور حسان دياب، ويجب تسهيل مهمته في تأليف الحكومة، وأي محاولة لمحاصرة التكليف أو التأليف تهدف الى إعادة لبنان إلى الفراغ، وهو عمل ضد مصلحة لبنان". واعلن أن يمتلك الرئيس المكلف الحكمة والنشاط المكثف ووضوح الرؤية، وهو يحاول إنجاز التأليف في أقرب وقت، ولكن من الطبيعي أن يحتاج إلى بعض الوقت بسبب المروحة الواسعة من الاتصالات التي يجريها لتمثيل أوسع على المستويين السياسي والشعبي، عجيب كيف يعد له بعضهم الأيام وكانوا يتجاوزون الشهور بسبب مصالحهم الضيقة؟! وأكد ان من حق الرئيس المكلف ومسؤوليته أن يتشاور مع فئات المجتمع وسياسييه، ولكنه ليس مسؤولا أن يقف عند "فيتو" الرافضين الذين قرروا عدم المشاركة، هم يتحملون مسؤولية رفضهم، وهو مسؤول أن يقدم الحكومة التي توصل إليها بالتشاور مع رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي لنيل الثقة. وقال: إذا كان الخيار بين "فيتو" التعطيل وبين الحكومة فنحن مع الحكومة، وإذا كان الخيار بين الفوضى وبين البدء بالحل فنحن مع الحل، وإذا كان الخيار بين حكومة تصريف الأعمال التي لا تتابع أمور البلد ومشكلاته وبين حكومة الفرصة للمعالجة والإصلاح فنحن مع حكومة الفرصة. إذا كان الخيار بين الاستغلال السياسي لتفاقم الجوع وزيادة عدد العاطلين عن العمل، وبين وضع حد لوجع الناس وآلامهم، فنحن مع وضع الحد وتشكيل الحكومة، وهو الممر الحصري لذلك، مع ضرورة التذكير بأن متابعة ملفات الفساد والأموال المنهوبة أو المهرَّبة على عهدة القضاء ومصرف لبنان في كل آن، ويجب أن يستمر العمل عليها".
الاحداث لم تضر: في الاثناء، اعتبر رئيس الجمهورية خلال استقباله وفدا طالبيا، ان "الاحداث التي حصلت لم تضر بل كسرت محميات كثيرة وخطوطا حمرا وستبدأ نتائجها بالظهور بدءا من اليوم". وشدد على "اهمية اعتماد الكفاءة في التوظيف بدلا من "الواسطة" لان الكفاءة تؤمن استحقاقا ماديا ومعنويا، في حين ان سياسة "الواسطة" المعتمدة شعبوية تبغي استقطاب اصوات الناس في صندوق الاقتراع اكثر من رفع مستوى العلم والانتاج في البلاد. ونأمل ان تتغير هذه السياسة". وقال: "عندما خاطبت من كانوا يتظاهرون، توجهت لهم بالقول بان مطالبكم محقة فابقوا في الساحات لانكم تساعدوننا اكثر كي نحقق ما نريد تحقيقه من اهداف. ذلك ان فكري يتوجه دائما نحوكم، نحو الشباب، لانني اشعر بكم كاولادي الذين اراكم من خلالهم، وارى كم انتم راغبون ببناء مستقبل لكم، فانتم ستؤمنون التواصل والاستمرارية. انكم ستضعون مدماكا جديدا يكمل ما بنيناه نحن، كما سيضع ابناؤكم مدماكا اخرا لتسليم الوطن بصورة افضل، وهذا هو القانون الطبيعي. لذلك اني مع الشباب ومع تحضيرهم، ليس علميا فحسب، بل تربويا واقتصاديا وسياسيا، لا سيما وان الاهم هو ان تكون القيادات السياسية نظيفة لبناء وطن نظيف".وأوضح الرئيس عون "ان الفساد موجود بكثرة في لبنان ومافياته متضامنة في ما بينها اينما وجدت، بحيث انها تصطنع الخلافات في حين انها ليست كذلك على الاطلاق.
توقيع مراسيم: الى ذلك، وقع رئيس الجمهورية، مراسيم ترقية الضباط في الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والضابطة الجمركية. وحملت المراسيم الى جانب توقيع رئيس الجمهورية، تواقيع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، ووزراء المالية علي حسن خليل، الداخلية والبلديات ريا الحسن والدفاع الياس بو صعب. وجاء التوقيع وفق ما ورد من رتبة عقيد وما دون.
حزب الله يدين: من جهة أخرى، دان حزب الله بشدة "العدوان الأميركي الوحشي والغادر على مواقع كتائب حزب الله في العراق"، واعتبره "اعتداءً سافراً على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي بكامل مكوناته، لا سيما الحشد الشعبي الذي كانت له اليد الطولى في مواجهة الإرهاب التكفيري وإلحاق الهزيمة به وملاحقة فلوله". وأضاف الحزب في بيان: "هذا العدوان يؤكد مجددا أن الإدارة الأميركية تريد أن تضرب عناصر القوة الكامنة في الشعب العراقي والقادرة على مواجهة داعش وقوى التطرف والإجرام، الذين دعمتهم الإدارة الأميركية على أكثر من صعيد ولا يزالون ضمن مخططاتها وأدواتها الخبيثة في المنطقة، كما أنها تكشف عن وجهها السافر باعتبارها عدوا للعراق ومصالح العراقيين وتطلعهم إلى الحرية والسيادة الحقيقية والمستقبل الآمن".
..وايران ايضا: ونددت إيران بالغارات الجوية الأميركية في العراق وسوريا التي استهدفت جماعة كتائب حزب الله المسلحة في العراق. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قوله إن "العدوان العسكري للولايات المتحدة على التراب العراقي والقوات العراقية محل إدانة شديدة باعتباره مثالا واضحا على الإرهاب... وتدينه إيران بشدة".
بومبيو: من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن كبار مستشاري الأمن القومي الأميركي أبلغوا الرئيس دونالد ترامب بالهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفه مسؤولون أميركيون بجماعة ترعاها إيران في العراق وسوريا. وقال بومبيو للصحافيين بعد إطلاع ترامب على الهجمات في بالم بيتش بولاية فلوريدا "لن نتغاضى عن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتصرفات تعرض الرجال والنساء الأميركيين للخطر". وقال وزير الدفاع مارك إسبر إن الهجمات كانت ناجحة وإن المسؤولين ناقشوا خيارات أخرى مع ترامب.