بعد العطب "الميثاقي".. عقبات جديدة يرفعها "الثنائي": مسار التأليف يتعقّد؟
دياب في بعبدا وحزب الله في بكركي: لحكومة اختصاصيين لكن لا مستقلون في لبنان
عون يدعو الاجهزة للتيقظ والسهر..مرسوم الترقيات يتعثر طائفيا..والمستقبل ينفي "الفبركات"
المركزية- هل سيكون وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، بحكومة تبصر النور قبل عيد رأس السنة، صادقا، أم ستحول العقبات السياسية الكثيرة التي تظهر تباعا على طريق الرئيس المكلف حسان دياب، دون تقديم "العيدية" العتيدة في الموعد المرجو؟ لا احد يملك الجواب بعد، لكن الاكيد ان ثمة عراقيل جدية بدأت تفرض نفسها في مشهد التأليف، ليس مصدرها تيار المستقبل والفيتو السني المرفوع في وجه دياب فحسب، بل يرميها "عرّابو" الرئيس المكلف في وجهه، أي حزب الله وحركة امل، اللذين على ما يبدو، لم يستسيغا لا شكل الحكومة التي ينوي دياب وضعها من حيث عددها، ولا طبيعتها، حيث يفضل الاخير حكومة اختصاصيين، في حين يطمح الثنائي الى اشراك سياسيين فيها ولا يكفيه مخرج أن تسمي القوى السياسية الوزراءَ التكنوقراط.
اتصالات دياب: التباعد في وجهات النظر هذا، المضاف الى العطب "الميثاقي" الذي بات مرجحا أن تولد به حكومة دياب (رغم محاولة تجميله باشراك اللقاء التشاوري فيها وقد استقبل دياب وفدا منه بعد الظهر)، من المتوقّع ان يؤثر سلبا على اندفاعته الى التشكيل سريعا، وعلى رغبات بعبدا بحكومة خلال ايام، الا اذا نجحت الاتصالات التي سيقوم بها الرئيس المكلف في الساعات القليلة المقبلة - وتشمل في شكل خاص، ميرنا الشالوحي والثنائي الشيعي، بعد ان زار بعد الظهر القصر الجمهوري وغادر بعد ساعتين من دون تصريح- في ردم هوّة التباينات الناشئة بين اهل البيت السياسي الواحد، علما ان المعلومات اشارت الى ان دياب تمسك خلال لقائه عون بصيغة حكومة من 18 وزيرا لا اكثر، بينما الثنائي يفضّل توسيعها.
عون يأمل: في غضون ذلك، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى أن البلاد تمر اليوم بظروف صعبة جداً وأزمة غير مسبوقة في تاريخها، "لكننا نأمل مع الحكومة الجديدة ان يبدأ الوضع بالتحسن تدريجا ونتخطى الازمة، ويعود لبنان الى ازدهاره". وأضاف "الازمة الاقتصادية والمالية التي نعيشها عمرها 30 سنة وليست وليدة الحاضر، وهي بدأت منذ ان تحول الاقتصاد الى اقتصاد سياحة وخدمات، وتراكمت الديون دون ان تعمد الدولة الى تسديدها فوقعت في عجز كبير. لذا نعيش اليوم في مرحلة تقشف على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة ومؤسساتها، لكن ذلك مطلوب في الوقت الحاضر للمساعدة على تجاوز الازمة الراهنة".
سأبقى مستقلا: من جانبه، وفي تغريدة "حمّالة رسائل"، كتب الرئيس المكلف حسان دياب على تويتر "عشت مستقلا وسأبقى مستقلا أما التصنيفات فلا تعني لي شيئا، القضية الرئيسية تتمثل في تحقيق نهضة للبنان، والوصول إلى نتيجة ترضي اللبنانيين".
لا مستقلون! في المقابل، كان حزب الله يقول من بكركي حيث هنأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالميلاد، ان الحكومة ستكون من اختصاصيين لكن في لبنان "ليس هناك مستقل بالمعنى الكامل للكلمة". وقال الشيخ محمد عمرو الذي رأس وفد الحزب الى الصرح "نؤيد حكومة الرئيس حسان دياب ونستبشر خيراً لأنه شخص كفوء ونظيف الكفّ وليس له خلفية في هذا الامر وجاء ليقول انه يريد ان ينقذ البلد ويصلح الوضع الاقتصادي". واكد "اننا نريد حكومة ونريد وطناً مستقلأً اقتصادياً وبسيادته عن كل اطماع الخارج وان تحافظ الحكومة واعضاؤها على كل حبة تراب ونقطة ماء". واشار الى "ان "حزب الله" مع حكومة كفية واختصاصيين نظيفي الكف، على رغم كل انتماءاتهم السياسية، وهمه الاوحد الاخلاص للوطن وانقاذه". وتابع "لا نتصور ان هناك مستقلا بالمعنى الكامل للمستقل. ولذلك، لا بد ان تكون حكومة اختصاصيين، كما قال فخامة الرئيس، ولكن ان يؤيدها المجلس النيابي وتقوم بعملها ضمن هذه الشبكة الموجودة من تعقيدات اقليمية ودولية". وردا على سؤال، قال "لم نقدم أي اسم وننتظر ان يتصل بنا الرئيس المكلف وان يكون جاهزا للأسماء، وبناء عليه سنتكلم، ولكن الوقت ما زال مبكرا لطرح الاسماء". وعن عرقلة في تأليف الحكومة، قال "نحن مطمئنون الى أنه سيكون هناك تأليف سريع ولكن ليس متسرعا، ولن تكون الحكومة من لون سياسي واحد انما حكومة لبنانية صرف وتخدم كل لبنان وتنقذ الوضع الاقتصادي، لأن هذا هو هدفها بغض النظر عن مواضيع سياسية اخرى. ومع احترامنا للرئيس سعد الحريري، وكنا وما زلنا نتمسك بأن يكون رئيسا الوزراء، وعملنا جاهدين لذلك، لكنه اعتذر وانسحب وأصر على ذلك على رغم اصرارنا على بقائه. وعندما قدم اليه فخامة الرئيس الأسماء الثلاثة قال ان دياب رجل كفي ومخلص، ولذلك نحن واياه ورئيس الجمهورية وكثيرون متفقون على الرئيس المكلف، لأننا نأمل أن تكون هذه الحكومة حكومة انقاذ وطني فعلي وليست لعبة سياسية مقبلة".
للتيقظ والسهر: في غضون ذلك، وخلال استقباله وفودا عسكرية وامنية مهنئة بالاعياد، نوه رئيس الجمهورية بالجهود التي تبذلها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وخصوصاً في الأيام السبعين الأخيرة التي شهدت تظاهرات وحراكاً شعبياً، ودعاها الى التيقظ لمكافحة اي خلل امني يحصل، وابقاء عيونها ساهرة لمكافحة الفساد ومعالجة الخلل وفق ما يعود اليها من صلاحيات يصونها القانون. كما دعاها الى البقاء متضامنة لأنها تعي واجباتها الوطنية وتقوم بها على أكمل وجه. من جانبه، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون من بعبدا ان الجيش سيستمر في تحمل مسؤولياته وفي حرصه على السلم الاهلي ومنع الفتن مهما كانت التضحيات". أما المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، فأشار الى "اننا نعمل على تنفيذ القانون وعدم السماح بتجاوزه مع الحفاظ على حقوق المواطنين، وقد أصيب 295 عنصراً من قوى الأمن بجراح مختلفة خلال المواجهات مع المحتجين".
الترقيات تتعثر: ووسط الاجواء المشدودة داخليا والتي تفرض على المؤسسات العسكرية والامنية اعلى درجات الاستنفار، يبدو ان الحسابات السياسية والطائفية ستؤخر، من جديد، ترقيات العسكريين. فقد أعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب أنّ هناك اشكالية في ترقية العقداء الى رتبة عميد في الجيش. ولفت بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا إلى أنّه طلب لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للبحث في الملف إلا أنه لم يستطع الحصول على لقاء معه للوصول الى حل. وأكّد أنّه يجب الوصول الى حل لأن هؤلاء الضباط يستحقون الترقية، مشيرا الى ان "كان هناك للأسف اختلال في التوازن الطائفي في موضوع الترقيات للعقداء، واقترحت تخفيض العدد هذا العام وترقيتهم في أعوام مقبلة". وقال: "تبلغت بأن القرار حتى الساعة هو عدم توقيع مرسوم ترقية العقداء ولا خيار لدي إلا ارسال المرسوم إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لحفظ حقوق هؤلاء الضباط". أضاف "الترقيات العالقة تشمل قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، ونأمل ألا تدفع الأجهزة الأمنية والعسكرية الثمن".
المستقبل والفبركات: في الاثناء، وفيما يكثر الحديث عن تحركات ستتصاعد في الشارع رفضا لتكليف دياب، نفى مصدر قيادي في "تيار المستقبل" نفياً قاطعاً المعلومات المفبركة التي تزعم وجود قرار من "تيار المستقبل" بالنزول الى الشارع بعد الاعياد والتي تقاطع على ترويجها وئام وهاب وبعض الصحافيين الناشطين في فلك الثامن من آذار. وقال: "ان حملة الترويج هذه تصب في اطار التحريض على الفتنة وجر البلاد الى الفوضى وتستدعي تحرك القضاء المختص لملاحقة المحرضين".
حبيش لم يحضر: قضائيا، وفي تطورات ملف حبيش- غادة عون، لم يحضر النائب هادي حبيش صباح اليوم الى دائرة قاضي التحقيق في بيروت اسعد بيرم للاستماع الى أقواله حول الشكوى المقدمة من النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون بجرائم القدح والذم وتحقير القضاء على خلفية توقيف مدير عام هيئة ادارة السير هدى سلوم. وحضر عن حبيش وكيله المحامي مروان ضاهر الذي استمهل لتقديم مذكرة دفوع شكلية، وقد امهله القاضي بيرم خمسة أيام وارجأ الجلسة الى العاشر من كانون الثاني المقبل.