وتيرة الاتصالات تتسارع عشية 26 آذار وتحالف قواتي-مستقبلي في بعلبك-الهرمل
جهود باسيل تثمر في كسروان..و"القضاء الأعلى" ينتظر مبادرة رئاسية تؤمن المطالب
"الاستراتيجية" والكهرباء في مجلس الوزراء الاربعاء..وبوتين يتطلع لحوار لحل النزاعات
المركزية- على بعد أسبوع بالتمام والكمال من تاريخ اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية في 26 آذار الجاري، تبدو الانتخابات النيابية وحدها قابضة على الاهتمامات الرسمية والحزبية والشعبية، فيما الملفات الداخلية الاخرى من موازنة العام 2018 والازمات المتفرعة عنها من "صندوق" القضاة و"سلسلة" اساتذة التعليم الخاص، وصولا الى الاستراتيجية الدفاعية، مرورا ببواخر الطاقة، تجد لنفسها بـ"صعوبة" مكانا على الساحة المحلية وقد أُضيف بعضها، الى "ترسانة" الاسلحة المستخدمة بين الاطراف في مواجهاتهم الانتخابية.
اتفاق بعلبك – الهرمل: وسط هذه الاجواء، تواصل القوى السياسية كلّها اتصالاتها لحسم تحالفاتها الانتخابية. وفي هذه الخانة، يصب اللقاء الذي جمع مساء امس وزير الاعلام ووزير الثقافة غطاس خوري في بيت الوسط، والذي يفترض ان يستكمل اليوم. وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" فان الاجتماع انتهى الى اتفاق مستقبلي – قواتي، شبه نهائي على التحالف في منطقة بعلبك – الهرمل، فيما المباحثات مستمرة لدرس امكانية الالتقاء في مناطق اخرى كعكار وجزين وصيدا-الزهراني، مع ان حظوظ إبرام هكذا تفاهم تبدو ضئيلة. وتقول المصادر ان "اذا كان الاتفاق الشامل صعبا بفعل طبيعة القانون، فإن الاتفاق الجزئي مرغوب، ويدل الى ان لا تباعد في الجوهر او الاستراتيجيا، بين معراب وبيت الوسط. أما التحالف القواتي – الاشتراكي في الشوف-عاليه، فسيكون اليوم حاضرا في زيارة يقوم بها النائب اكرم شهيب الى رئيس القوات سمير جعجع عصرا.
جهود باسيل تثمر: الى ذلك، علمت "المركزية" أن جهودا بذلها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أفضت الى إزالة التباعد الذي كان سائدا بين المرشحين في كسروان نعمة افرام ومنصور غانم البون، حيث بات شبه محسوم ان يكونا في عداد لائحة التيار في المنطقة.
عون: وكان موضوع الانتخابات النيابية حضر في مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد خلال استقباله وفداً من بلدة روميه في المتن، "ان لبنان تخطى المرحلة السابقة التي كانت تسودها المشاكل والازمات وبدأنا العمل على تأمين الاستقرار واجواء الحرية للمواطنين الذين آمل أن يحافظوا في الانتخابات النيابية المقبلة على هدوئهم، لأن ليس من ربح او خسارة في هذه الانتخابات لا بل انها تؤدي الى اختيار الاكثرية التي عليها في المقابل ان تلتزم بمصلحة الناس، والا فانها ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل". واضاف "القانون الانتخابي الجديد سينظم الحياة السياسية في البلاد، قد يكون هناك ارباك الآن وذلك لعدم معرفة الاطراف والافراد احجامهم الحقيقية، الا ان هؤلاء سينتظمون بعد فترة سياسيا لتصبح الخيارات، تاليا، سياسية لا عن طريق الافراد، ويكون الالتزام السياسي الاساس في اختيار المرشحين على ان يتم وضع الصوت التفضيلي لمن يفضله المواطنون على المستوى الشخصي".
بري: من جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "لم يعد هناك 8 ولا 14 آذار"، مشيرا الى ان "تحالفنا ليس ثنائيا شيعيا بل "أمل ووفاء" وأدعو أهلنا في الجنوب والبقاع إلى أن يقترعوا بكثافة". وأكد خلال لقائه عددا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن "ليس لدي اعداء في لبنان بل هناك خلافات سياسية وخصومات"، مضيفا "العدو الوحيد هو اسرائيل".
القضاء الاعلى: على اي حال وفي وقت كان تلويح الجسم القضائي بالاعتكاف احتجاجا على "الانتقاص من حقوقه" في موازنة 2018، يتهدد مستقبل الانتخابات النيابية، قرر مجلس القضاء الأعلى اليوم إعطاء فرصة للرسميين لمعالجة قضيتهم. فرأى ان "الاعتكاف في خضمّ السنة القضائية في ضوء الظروف الراهنة يلحق الضرر بالمواطن ولن يؤدي إلى أيّ نتيجة"، معوّلا على "حكمة رئيس الجمهورية وإرادته المتجهة إلى تحصين القضاء وعلى الرئيسين بري والحريري"، ومضيفا "ننتظر أن تثمر جهودهم مبادرة تشعر القضاة بأنّ مطالبهم تلقى آذاناً صاغية".
الاستراتيجية الدفاعية: على صعيد آخر، بقيت الاستراتيجية الدفاعية التي تعهد لبنان الرسمي بدرسها بعيد الانتخابات النيابية، في دائرة الضوء، في ظل تشديد أركان المجتمع الدولي على ضرورة انجازها. وكانت مدار بحث اليوم بين رئيس الجمهورية ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال من بعبدا "أطلعت الرئيس عون على مقررات "مؤتمر روما" حيث أثبت المجتمع الدولي فعلاً ضمانته وحمايته لاستقرار لبنان في عدة مقررات صدرت في البيان الختامي أهمها اعتبار استقرار لبنان جزءاً من الاستقرار الدولي، والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي شركاء في المعادلة الدولية في مواجهة الارهاب. وقد عرضنا الاستراتيجية الدفاعية وتبنّي المجتمع الدولي لطرح رئيس الجمهورية في الاسبوعين الماضيين والذي لقي استحسان كل الدول المشاركة، لأن الاستراتيجية الدفاعية هي التزام بالحوار بين اللبنانيين والتزام المجتمع الدولي بأهمية هذا الحوار بدلاً من اعتماد أو الاستمرار باعتماد أسلوب المواجهة أو أسلوب العقوبات أو الحصار الاقتصادي الذي يتسبب بمشاكل كثيرة للبلد. وان شاء الله، نجلس بعد الانتخابات، حول طاولة ونجد إجابات على كل الاسئلة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية".
مجلس الوزراء: ويتوقع ان يكون هذا الملف الدسم حاضرا على طاولة مجلس الوزراء الذي ينعقد قبل ظهر الاربعاء في قصر بعبدا بدلا من الثلثاء (بسبب مشاركة عدد من الوزراء بندوة اقتصادية في الموعد نفسه غدا)، حيث يعتزم حزب الله، وفق ما تقول مصادر وزارية لـ"المركزية"، اثارة القضية، سائلا عن أسباب اعادة طرح الاستراتيجية اليوم وفي هذا التوقيت. الى ذلك، على جدول أعمال مجلس الوزراء 35 بنداً معظمُها عادي، غير ان بند "شراء إنتاج الطاقة الكهربائية من البواخر" قد يثير بعض التوتر في ظل الشرخ العمودي حياله. وبحسب المصادر، اذا طرح على التصويت، فإن من المستبعد ان يمر خصوصا ان وزراء القوات اللبنانية وحركة امل وتيار المردة غير موافقين عليه.
لجنة المال: في الاثناء، واصلت لجنة المال والموازنة اليوم درس مشروع موازنة العام 2018. وقد اكّد رئيسها النائب ابراهيم كنعان انّ "الحضور كان جيدا وقد جرى حصر النقاش بشكل جدي واقرينا موازنتي وزارتي الداخلية والبلديات والمالية مع الادارات التابعة لهما"، لافتا الى انّ "التخفيض الذي حصل بالحكومة التزمت به لجنة المال". أما بالنسبة للمتقاعدين، فأوضح أن "تم الاتفاق مع وزير المال على ان لا تراجع عن اي زيادة اقرت في العام 2017 ووزير المال جاهز لاعادة صياغة المادة 43 من الموازنة عندما نصل اليها". واعتبر ان "يجب الاخذ بالاعتبار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الحلول الجذرية لملف الكهرباء والاتصالات وسواه". وتطرقت اللجنة الى اعادة جدولة جلساتها حيث قررت عقد اجتماع غدا وذلك لعدم اضاعة الفرصة على لبنان للذهاب الى مؤتمر "سادر" بافضل اصلاحات.
بوتين: دوليا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غداة انتخابه لولاية رابعة "أننا نريد حوارا بنّاء مع شركائنا الدوليين وسنفعل كل ما في وسعنا لحل النزاعات، لافتا الى اننا "لا نخطط لسباق في التسلح". الى ذلك، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اتصال بنظيره الروسي عن قلقه إزاء أوضاع عفرين والغوطة الشرقية داعيا روسيا الى انهاء القتال في سوريا. وفي وقت هنّأ الملك سلمان بوتين بفوزه، قالت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن لا بد من حصول اتصال بين الرئيس دونالد ترامب وبوتين، يهنّئ الاول فيه نظيره بفوزه في الانتخابات، وقد تشكّل المكالمة المنتظرة، مناسبةً للاتفاق على عقد لقاء مباشر بين الرجلين، ربما أنعش مسار التسوية في سوريا.. وتجدر الاشارة الى ان ترامب يستقبل غدا في البيت الابيض ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.