Dec 20, 2019 6:08 AM
صحف

العهد ينتقل الى الخطة "ب"... وتأليف الحكومة لن يكون سهلاً

أفادت معلومات "الأخبار" بأن الرئيس سعد الحريري لمّح أول من أمس إلى أنه ربما سيسمّي حسان دياب.

من جهة أخرى، أكّد الحريري لمقربين انه لن يشارك في الحكومة المقبلة، ولو كانت حكومة اختصاصيين. هذا الموقف يعني أن تأليف الحكومة لن يكون سهلاً، بل ربما لن تبصر النور، وأن رئيس الحكومة المستقيل ربما يتعامل مع تكليف دياب كـ"وقت مستقطع" قبل إعادة تسميته. 

فعدم مشاركة الحريري يعني ان الحكومة ستكون "من لون واحد"، وهو ما يرفضه حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى الرئيس المكلف. ففريق 8 آذار يصر على التفاهم مع الحريري، لأن خلاف ذلك يعني مواجهة تعيد البلاد إلى ما قبل حكومة الرئيس تمام سلام، وتمنح الأميركيين فرصة بث المزيد من الفوضى في البلاد التي تشهد ازمة اقتصادية غير مسبوقة، وانتفاضة شعبية لا يبدو أنها ستهدأ قريباً.

حكومة مواجهة: وسط مخاوف من أن تكون "حكومة مواجهة"، رفضت مصادر قريبة من "8 آذار" اتهام الحكومة بأنها حكومة مواجهة، قائلة لـ"الشرق الأوسط" إنها "حكومة تهدئة وتسوية ومحاولة للخروج من الأزمة للحدّ من الانهيار الاقتصادي، وحصل رئيسها على أغلبية بعملية ديمقراطية عدديّة"، مشدّدة على أن الميثاقية تكون بالتأليف لا بالتكليف.

وقالت المصادر إن تسمية دياب مرتبطة بعدم مجيء سلام، "وحصلت بتسوية وتغطية مع الفريق الذي امتنع عن التصويت لتحقيق مرحلة انتقالية تحاول تهدئة النفوس والخروج من الأزمة الاقتصادية"، مشيرةً إلى أن الثنائي الشيعي "بقي مع الحريري حتى اللحظة الأخيرة".

وإذ أشارت المصادر إلى أن الخطوة المقبلة ستكون "تشكيل حكومة سريعة"، لافتةً إلى أن ما حصل "لا يبدو أن الحريري يمانعه بمجرد عدم التسمية"، كشفت عن "وعود بأن كتلة المستقبل ستعطي الثقة للحكومة" على قاعدة أن مواصفات رئيسها "مثالية" وتنسجم مع الطروحات السابقة، كون الرئيس أكاديمياً وأستاذاً في الجامعة الأميركية وغير متحزب وعلى مسافة من الجميع ولا شبهات فساد عليه.

الخطة "ب": يبدو ان العهد انتقل الى الخطة "ب"، الى المواجهة. كل المؤشرات تشي بذلك، بحسب "النهار".

حكومة مواجهة تستبعد ما كان يعرف بفريق 14 اذار بعد اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن ترؤس حكومة مسبقة الشروط والتركيبة ، وذهاب "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية كل في طريق مختلف عن الاخر، لتتحقق ارادة الوزير جبران باسيل بأن اصرار الحريري على اخراجه من الحكومة، لن يمر من دون اخراج الاخير من السرايا الحكومية.

لذا كان الحصار الذي استمد دعماً خارجياً من خلال تواصل الوزير جبران باسيل مع دولة قطر في محاولة لتوفير غطاء لمرشح بديل يحظى بالدعم المالي ايضا لانطلاق حكومته، وجرى بحث في اسم النائب فؤاد مخزومي، الذي جبه برفض "حزب الله" له.
واذا كان الخيار وقع أخيراً على اسم الوزير السابق حسان دياب، فان الاخير وضع في خانة "حزب الله" مباشرة بما يوحي ان البلاد ذاهبة الى حكومة مواجهة، خصوصاً ان الحزب الذي يمتنع غالباً عن تسمية رئيس للوزراء خلال الاستشارات، سمى دياب بما بدا دعما كاملا له. 

قمع الانتفاضة: قالت مصادر مطلعة لـ"النهار" إن السلطة خططت لقمع الانتفاضة أو تلطيفها منذ عشية الاستشارات بدليل الخطة الامنية المتشددة التي اعتمدت ليل الاربعاء - الخميس بحواجز تفتيش اقامها الجيش اللبناني.

 وأضافت المصادر ان قوى السلطة وتحديداً "حزب الله"، بعدما قررت الذهاب الى المواجهة، اتخذت قراراً بـ"تلطيف" الانتفاضة من دون تصفيتها لعدم التصادم مع المجتمع الدولي الذي يؤيدها، لكن الخطة تقضي بمحاصرتها وابقائها في عدد من الساحات المقفلة والمحاطة بجدران عزل ووضعها تحت المراقبة بحجة الحماية، فيقتصر نشاطها على حلقات بحثية ومحاضرات وندوات، بحيث تُدفع الى تصفية ذاتية بعد حين، ما يعتبر انتصاراً على مخطط اميركي لاثارة الفوضى عبرها.

وأكدت هذه المصادر ان قوى السلطة لا تزال تنظر الى الانتفاضة بعين الريبة كأنها حراك أميركي غربي ولا تريد الاعتراف بانها ثورة نابعة من وجع الناس.

وفي رأيها ان الاعتداء على المتظاهرين في غير منطقة واحراق الخيم واشجار الميلاد انما تصب في هذه الخطة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o