Dec 19, 2019 2:48 PM
خاص

السلطة السياسية تبني جدار الفصل بين الشعب وممثليه عوض بناء الثقة
اين "الاعلى للدفاع" والاجتماعات الامنية الحكومية من "الفتنة" المرَوّج لها؟

المركزية- اسوأ من الاداء السياسي للسلطة الحاكمة بفسادها اللامتناهي وعلاّتها الاكثر من ان تحصى، لاسيما صفقاتها المُعلّبة التي تُحَوّل الاستحقاقات الدستورية مجرد مسرحيات سياسية هزلية جمهورها الشعب الثائر، بناء جدران بين اللبنانيين والمؤسسة الدستورية التي يُفترض انها تمثلهم، فهي لحظة رفع الجدار اسقطت عن نفسها صفتها التمثيلية وحوّلت المجلس النيابي الى فاقد للشرعية. اذ بالعودة الى مقدمة الدستور،"الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"، وحينما يصبح بين "صاحب السيادة" ومن يمثله حاجز تعود السيادة لصاحبها.

مصادر سيادية تسأل عبر "المركزية" هل بناء الجدار الفاصل بين الشعب والسلطة التشريعية اسهل على السياسيين من بناء جدار الثقة التي فُقدت بفعل ممارسات السلطة التي اودت بالبلاد الى حيث هي اليوم في الهاوية الاقتصادية والمالية والاجتماعية السحيقة؟ ولمَ لا تحاول هذه السلطة، على الاقل لحفظ ماء الوجه لا اكثر، اعادة بناء الثقة ولو بالحد الادنى، بعدما هدمتها بمِعوَل فسادها، فتعمد الى فتح قنوات تواصل بين الشعب وممثليه لسماع نبض الناس والعمل على تلبية مطالبهم لتحقيق العدالة الاجتماعية وصولا الى مستقبل افضل، عوض استخدام الفتنة التي تتقنها جيدا لضرب الثورة ومطالبها؟

واذ تؤكد ان السلطة باتت عن حق من دون شرعية بعدما سحب منها الشعب وكالته، توضح انها عرّت نفسها بنفسها وكشفت الاعيبها بدفع اللبنانيين ضد بعضهم البعض لاشعال الفتنة واسكات الصوت ضد الفساد، سائلة بعد ليالي الغزوات "الميليشياوية" واحراق الخيم في صيدا وكفررمان يهبّ حزب الله وحركة امل الى نفض ايديهما من " البلطجية" ليتبين في اليوم التالي ان قيادتيهما في صيدا تسلمان الى الجيش عددا من المطلوبين من حارة صيدا للاشتباه فيهم، على خلفية الاحداث وعمليات التخريب التي جرت في ساحة ايليا قبل ايام.

اما فيديوهات التحريض الاسوأ من "ادوات الشغب" التي توزعها احزاب السلطات في الساحات لتعيث خرابا وحرقا وتحريضا فلا تقلّ سوءا عن هؤلاء، وتعرب المصادر عن اعتقادها بأن من يقف خلفها هي السلطة نفسها، ما دامت تشكل وسيلة تخدم هدفها الاساسي للمرحلة، اخماد الثورة بترهيب الثوار وترويعهم كل ليلة بطريقة مبتكرة، بحرق سياراتهم او بالاعتداء على القوى الامنية من خلال الاندساس بين الثوار ورشقها بالحجارة والمفرقعات النارية وما تيسّر بين ايديهم من "عدة العمل"، والا واذا كان الامر خلاف ذلك، وسلسلة المواقف السياسية والحزبية المحذّرة من الفتنة حقيقية لا تهويلية، لمَ لا تعقد حكومة تصريف الاعمال جلسة خاصة بالوضع الامني تتخذ في خلالها الاجراءات الكفيلة بمنع انزلاق البلاد نحو الفتنة المذهبية والحرب الاهلية،، اذا كان لها من بيئة مناسبة وارض خصبة، كما يروجون، وهو ترويج بعيد كل البعد عن الحقيقة في ضوء ثورة لا تنادي الا بالسلمية ووجود فئة حزبية واحدة تملك السلاح في لبنان تسأل المصادر؟ وتتابع: واذا كان من خوف حقيقي لدى المسؤولين على الاستقرار الامني الذي ما يزال الوحيد الصامد في وجه الازمات ، بعدما انهار الاستقرار السياسي والاقتصادي، اين المجلس الاعلى للدفاع من قراراته السرية المفترض ان تضع حدا للممارسات البلطجية والفتنوية الليلية واين هو من الاعتداءات الميليشياوية على الثوار المسالمين الذين تدعو دول العالم المهتمة بلبنان الى حمايتهم، وهل يُعقل ان تكون هذه الدول اكثر حرصا على اللبنانيين من المسؤولين اللبنانيين انفسهم؟ ام ان هؤلاء ما زالوا يعيشون نشوة بعض تظاهرات مناصريهم التي حاولوا عبرها اظهار الشعب منقسما وغير موحد على مطلب تنحي مَن فشل في ادارة البلاد على مدى ثلاثة عقود لمن هو قادر على انقاذها من الغرق ويتنفسون من اوكسيجين فائض القوة التي يستخدمونها وقودا لاستمرار تمترسهم على كراسي السلطة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o