Dec 18, 2019 6:13 AM
صحف

ما علاقة فوضى الشارع بزيارة هيل إلى بيروت؟

تنشغل الاوساط السياسية بزيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية بمقدماتها الرافضة لأي وجود لحزب الله في حكومة "الاختصاصيين المستقلين" التي يرفضها حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما قرر التيار الوطني الحر البقاء خارجها، رئيسا واعضاء، مخترعا الخلاف مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، حتى لا يظهر في موقف المعارضة للتطلعات الاميركية.

وأشارت الاوساط السياسية لـ"الأنباء" الكويتية إلى أن "ديفيد هيل سيتناول مسائل النفط والغاز وترسيم الحدود المائية مع اسرائيل، اما بالنسبة للحكومة فسيقول ما معناه انه اذا كان التعامل مع الحكومة السابقة ارتكز على مقاطعة وزراء حزب الله فإن المقاطعة ستشمل الحكومة الجديدة كلها في حال ضمت وزراء للحزب".

إلى ذلك، علمت "الجمهورية" انّ "هيل سيصل الى بيروت مساء غد الخميس، تزامناً مع انتهاء استشارات الخميس ان بقيت في موعدها. وسيبدأ زيارته الرسمية الى بيروت من قصر بعبدا بلقاء يعقده قبل ظهر الجمعة مع رئيس الجمهورية، قبل ان يجول على كل من رئيس المجلس النيابي وقائد الجيش". 

ولم تلحظ المعلومات الأولى عن موعده مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية فيها.

من جهة ثانية، لم تستبعد مصادر دبلوماسية، لـ"العرب"، أن يكون جانب كبير من حالة الفوضى الميدانية والسياسية التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية على علاقة بالزيارة التي سيقوم بها هيل إلى بيروت، حيث يود كافة الفرقاء إظهار تموضع ما من شأنه التأثير على قرارات واشنطن اللاحقة بشأن لبنان.

وتضيف المصادر أن عواصم الخارج تشعر بالقلق الجدي حيال تأزم الوضع في لبنان وتخشى انجرار البلد إلى حرب أهلية يترافق مع انهيار مالي واسع.

زيارة لبري: في المقابل، أوضحت مصادر لصحيفة "الأخبار" مطلعة على الموقف الأميركي الى أن زيارة هيل ستكون "كلاسيكية" من ناحية الجولة على جميع القيادات السياسية. 

ورأت المصادر أن هيل "صديق الجميع منذ أن كان سفيراً في لبنان، وسيزور عدداً من السياسيين من جميع الانتماءات وعلى رأسهم الرؤساء الثلاثة".

واعتبرت أن "المفارقة هنا أن بعض السياسيين ممن تقتصر وظيفتهم على "تنفيذ الأوامر الخارجية"، ينتظرون بفارغ الصبر زيارة هيل بعدما استنفدت كل الحلول اللبنانية. فربما قد يحمل إليهم "أمر اليوم" ليشرعوا في التسويق له". 
وأكدت المصادر أن "هيل لا يحمل حلولاً جذرية سياسية أو اقتصادية، إنما يقوم بجولة استعراض سياسي، مستبعدةً أن يتطرق الى أي طرح عسكري. فلا مجال لحكومة عسكرية في ظل وجود رئيس للجمهورية، والشارع الذي خرجت منه سابقاً بعض الأصوات المشيدة بالعسكر وتوليهم الحكم إنما كانت بفعل فائض الحماسة ولم تعد مطروحة اليوم. فضلاً عن معارضة غالبية القوى السياسية لطرح مماثل". 

وقالت المصادر إن "الزيارة الأهم ستكون لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيتطرق خلالها الى موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة، برعاية الأمم المتحدة. وكانت المفاوضات قد علقت نتيجة رفض أميركي وإسرائيلي للثوابت اللبنانية وإصرارهما على التزام لبنان بخط هوف وفصل ترسيم الحدود البحرية عن البرية".

معالجة التدهور الاقتصادي: إلى ذلك، علمت "الشرق الأوسط" أن هيل سيصل مساء غد إلى بيروت في مهمة استثنائية، موفداً من وزير الخارجية مايك بومبيو للاطلاع على الأوضاع الناشئة منذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان، والتغييرات التي أحدثتها على المعادلة السياسية، وحجبت إلى حد كبير التوازنات التي كانت قائمة.

وبذلت السفارة الأميركية لدى لبنان جهوداً لإبقاء موعد زيارة هيل سرية، وذلك في إطار الإجراءات التي اتخذها جهاز الأمن في السفارة. وأفاد مصدر دبلوماسي في بيروت بأن ما كُتب عن زيارة هيل يندرج في باب الاجتهاد، لأن لبنان الرسمي لم يتبلغ أي جدول أعمال محدد أو رد من واشنطن، لافتاً إلى أن ما يُنشر هو من باب المتوقع من المواضيع التي يمكن أن تطرح.
وقال المصدر: "من الطبيعي أن يثير الدبلوماسي الأميركي مع محدثيه موضوع الاحتجاجات وتداعياتها على القرار السياسي، لكنه سيبلغ رسالة دعم قوية من واشنطن لن تقتصر على الحركة التغييرية ضد الفساد، بل أيضاً أن واشنطن مع الشعب اللبناني، وستسعى إلى تقديم المساعدات في المجالات التي تركت الاحتجاجات تداعيات عليها، لا سيما في مجالي الاقتصاد والنقد، خصوصاً الشح في التداول بالدولار، والتداعيات السلبية التي طالت المصارف، كما تأثر بها تجار المواد الغذائية والأدوية، وكل ما يتعلق بالحياة اليومية للمواطن. ومن المتوقع أن يكشف عن وسائل الدعم، سواء في البنك الدولي أو صندوق الدعم الدولي أو مع عدد من الدول الصديقة".

وأكد المصدر أن هيل سيشدد على موقف بلاده المطالب بالإسراع بتشكيل حكومة جديدة، مع اختصاصيين قديرين بعيدين عن أي ارتباط بالقوى الرئيسية.
وأشار المصدر إلى أن برنامج لقاءات هيل، يوم الجمعة، مليء بالمواعيد، ويمتد على مدى ساعات، بدءاً بالمسؤولين وانتهاء بعدد من الشخصيات، والجديد في مواضيع النقاش تأييد واشنطن للتحركات الاحتجاجية، وحق التظاهر السلمي ضمن أجواء هادئة تغييرية.
ومن الطبيعي أن يلتقي هيل رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وعدداً من وزراء الحكومة المستقيلة، وقد طلب موعداً من وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، لكن أي موعد لم يحدد بعد. كما سيلتقي قائد الجيش العماد جوزيف عون للبحث بالتعاون لتنفيذ برنامج التسلح والتدريب للقوات المسلحة، ولشكره على الأداء الجيد في حماية المتظاهرين، فيما بقي احتمال أن يلتقي هيل بناشطين بارزين في الحراك، وهناك اتصالات بهذا الصدد، لكن أي موعد لم يحدد بعد.
وتوقع المصدر أن يسمع هيل من الرئيس عون تأييداً لهذه الحركة، واستعداده للتحاور مع ممثلين عنها. ويتجه عون إلى أن تكون مطالب المتظاهرين في صلب مشروع البيان الوزاري للحكومة الجديدة.
ولم يستبعد أن يطالب المسؤولون بعدم السماح لإسرائيل بقضم أي جزء من ثروة النفط والغاز اللبنانية. كما سيسمع هيل تكرار دعوة لبنان للشركات الأميركية للتنقيب عن النفط للاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخالصة. وهناك اتجاه لتكرار دعوة واشنطن لاستئناف مساعيها بين بيروت وتل أبيب، لمنع الأخيرة من ارتكاب تجاوزات أو قضم كميات من الغاز اللبناني. ويتثبت ذلك بترسيم الحدود والمنطقة المتنازع عليها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o