Dec 03, 2019 6:38 AM
صحف

تراجع التفاؤل بتشكيل الحكومة وباسيل مكمن العقدة!

في جديد البازار الحكومي المفتوح على مصراعيه متجاهلاً الواقع المتأزم، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ‏ومعيشياً، لا تزال مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية تؤشر بالإصبع الى الوزير جبران باسيل ‏باعتباره يجسّد مكمن العقدة المستحكمة بعملية التأليف "متسلحاً بورقة التكليف التي يقبض عليها رئيس ‏الجمهورية ويرفض تحريرها قبل تأمين شروطه الحكومية"، وأكدت المصادر لـ"نداء الوطن" أن ‏‏"حزب الله" يعمل على فرملة النزعة نحو تشكيل حكومة من لون واحد وهو كان قد استمهل عون حين ‏كان ينوي الدعوة الأسبوع الماضي إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة أكثرية وطلب منه التريث في ‏الموضوع، مشيرةً إلى أنّ الحزب لا يزال يأمل بإقناع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ‏بترؤس الحكومة الجديدة، في حين أنّ الحريري يرفض الخوض في أي تشكيلة تعيد استنساخ التركيبة ‏السابقة لا سيما وأنه يرفض طروحات باسيل في هذا المجال ولن يقبل لا بتوزيره أسوةً بالأسماء ‏الاستفزازية التي يرفضها الناس ولنّ يسلّم بالعودة إلى نغمة التحاصص الوزاري وكأنّ شيئاً لم يكن في ‏الشارع ولا انتفاضة شعبية جرت في 17 تشرين. وعن الخطيب، أكدت المصادر أنه واصل لقاءاته ‏خلال الساعات الأخيرة مع مختلف الأطراف لكنه لم يصل إلى نتيجة حاسمة بعد والأمور لا تزال عالقة ‏على أن تتضح توجهاته أكثر اليوم بين التكليف أو الانكفاء‎.

تراجع التفاؤل: واشارت "الشرق الاوسط" الى "ان اجواء التفاؤل التي بثّت قبل يومين عادت وتراجعت امس مع عدم تسجيل اي تقدّم في المباحثات التي تدور في هذه المرحلة فيما تبقى الإيجابية في عدم توقفها، بحسب ما تشير مصادر وزارية مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية. وتلفت المصادر إلى "ان اجتماعا عقد مساء أول من أمس بين الخطيب والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين خليل ووزير المالية علي حسن خليل بعد أيام على اجتماعه بوزير المال منفرداً كذلك بالوزير باسيل.
وفيما تدور المباحثات الحالية حول توزيع الحقائب والمعايير التي على أساسها سيتم اختيار الوزراء، تشير المصادر إلى نقاط ومطالب محددة يبحث بها الثنائي الشيعي ويريد إجابات عليها. وتقول: "الأمور لم تنضج لغاية الآن ولم يطرأ اي عنصر جديد يشير إلى حل نهائي لكن الإيجابية هي في استمرار الاتصالات وعدم توقفها".
ومع تأكيد المصادر أن البحث في تكليف الخطيب، الذي لا يزال الأوفر حظاً، لا يعني الإبعاد النهائي لخيار عودة الحريري إلى رأس الحكومة، تقول "ان الحريري داعم للخطيب لكن هذا الأمر لم يترافق مع خطوات عملية، خاصة أن الخطيب كان قد طلب منه إصدار بيان تأييد له وهذا ما لم يحصل لغاية الآن".
هروب من المسؤولية: في المقابل، ترى مصادر وزارية في "تيار المستقبل" أن إصدار بيان بهذا الشأن يمثّل "هروباً إلى الأمام ومحاولة إلقاء الكرة في ملعب الحريري فيما هي في ملعب رئاسة الجمهورية التي عليها الدعوة لاستشارات نيابية لتكليف شخصية قادرة على إدارة الأزمة الراهنة وليس العكس". وحمّلت هذه المصادر أيضاً باسيل "مسؤولية التعطيل والسباق للاستئثار بالوزارات".
وتسأل مصادر «المستقبل» «على أي أساس سيصدر الحريري بياناً في هذا الشأن وقبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي ينص الدستور ويحدّد بموجبها اسم الرئيس المكلف؟». وتجدد المصادر التأكيد على أن الحريري كان واضحاً في بيانه الأخير لجهة قوله إنه «ومع احترامه لجميع الأسماء المطروحة، فإن خياره سيتحدد مع الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سئمها اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج لأخرى».

انقلاب سياسي على الطائف: وليس بعيداً، اتّهمت مصادر قريبة من رؤساء الحكومات السابقين "التيار الوطني الحر" بالسعي إلى "انقلاب سياسي على اتفاق الطائف"، معتبرة عبر "الشرق الاوسط" "ان كلام محطة "او.تي.في" التلفزيونية امس الاول "يضرب العيش المشترك، ويحاول أن يقيم ثنائية شيعية - مسيحية في مواجهة السنّة"، مشيرة في المقابل إلى "ان الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" كانا واضحين في رفض أي صراع سنّي-شيعي و"قالوا بالفم الملآن انهم يرفضون إقصاء الرئيس سعد الحريري في عملية تأليف الحكومة". ورأت المصادر "ان باسيل يسعى إلى الضغط على الحريري للقبول بالشروط والعودة إلى رئاسة الحكومة كي يعود معه إلى الحكومة".
واستغربت المصادر كلام المحطة الذي حمّل رؤساء الحكومات مسؤولية الأزمات منذ العام 1956.

موقف نوعي جديد: وفي إطار "الإحراق"، تراجع امس منسوب التفاؤل، حتى عند اكثر المتفائلين سابقاً، بقرب تكليف الخطيب ترؤس ‏الحكومة. تراجع التفاؤل سبق لجوء "المستقبل" إلى قطع الطرقات. فهؤلاء باتوا متوجسين من مماطلة الحريري، ‏ومن الشروط التي يحمّلها للخطيب، ولو بلهجة إيجابية توحي بأنه لا يزال متمسكاً بمرشحه". ومن المتوقع ان يعلن ‏التيار الوطني الحر موقفاً اليوم بعد اجتماع تكتل "لبنان القوي". وقالت مصادر التكتل لـ"الاخبار"  إنه سيتضمّن "توضيح الموقف ‏عن كل الفترة السابقة، بعد استقالة الحكومة، لعدم جواز السكوت بعد التعدي المتمادي على موقف التيار وتشويهه عن ‏حقيقته، وتحديد موقف نوعيّ جديد‎".

اذا صدقت النيّات: وأبدت مصادر متابعة لحركة الإتصالات تفاؤلها بالمسار الذي اتخذته المفاوضات في ‏الساعات الأخيرة، وقالت لـ"الجمهورية": "إذا صدقت النيّات فسنكون امام حكومة ‏أسرع مما نتوقّع بعد تذليل كثير من العقبات، وأوّلها مشاركة الحريري الفاعلة في ‏المفاوضات وعرضه شروطه على الطاولة وهو مدار أخذ ورد بين الاطراف ‏المشاركة".‎
اضافت المصادر "على عكس ما كان في السابق، فإن اياً من القوى ‏السياسية لا تتمسّك بأسماء، اما الحقائب فهي قابلة للبحث باستثناء ما هو ‏متفق عليه، والثابت ان حجم الحكومة هو 24: ثلثان تكنوقراط وثلث سياسي من ‏وجوه جديدة، وهذه الحكومة التي اتفق الجميع على ان لا يكون لأي مكوّن منها ‏حسابات شعبوية وفئوية وانتخابية، ستلقى على عاتقها المهمات الانقاذية ‏الصعبة وإجراءات موجعة تنفذها بكل جرأة، أما عمرها فلن يتجاوز ال 6 أشهر".
وأوضحت المصادر "ان المفاوضات جدّية ودقيقة هذه المرة ويجب ان تؤدي الى ‏نتيجة، وإلا فإننا نضيّع فرصة كبيرة وتثبت أطراف اساسية أنها تناور وتلعب في ‏الوقت الضائع، وعندها سنكون أمام مرحلة اكثر صعوبة‎".

مهمة صعبة: وذكرت مصادر مطلعة لـ"اللواء" ان المشاورات التي يقوم بها المهندس ‏سمير الخطيب مع عدد من الافرقاء السياسيين لم تصل الى مرحلة الاسماء وان البحث يدور على كيفية الوصول الى ‏نقاط توافقية في ما خص الحقائب وعدد الوزراء ومهمات الحكومة الجديدة ملاحظة انه حتى الساعة لا تزال هذه النقاط ‏محور تباين بين الاطراف المعنية‎.‎‎ ‎
واكدت ان مهمة الخطيب صعبة بفعل الطلبات والطلبات المضادة التي ترد من الاطراف التي يلتقيها. ولفتت الى انه ‏التقى الخليلين اول من امس ويواصل لقاءاته وثمة مشاورات اخرى علما انه قاد جولات مكوكية بين المعنيين مؤخرا ‏انتهت الى وضع عقبات امامه تتصل برفض ما يعرض في توزيع الوزارات وباتت اتصالاته متأرجحة بين المطالب، ‏واملت ان يتم تذليل العقبات في وقت قصيرة وقالت ان التيار الوطني ووفق ما تردد ابدى تسهيلا لمهمة الخطيب ‏وتجاوبا لما طرح دون التمسك بحقيبة ما او مطلب معين. واكدت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية عبر "اللواء" ان ‏في ظل التباين بين وجهات النظر التي برزت خلال تحرك الخطيب وعدم الوضوح في مواقف بعض الاطراف. حيال ‏تسمية الخطيب رأى الرئيس عون انه من المناسب الافساح في المجال امام الاتصالات الجارية وبالتالي التريث في ‏الدعوة الى الاستشارات كي لا تنعكس التباينات بين الافرقاء السياسيين على مسار هذه الاستشارات‎.‎
‎ ‎وفي اتصال مع المرشح لتأليف الحكومة المهندس الخطيب أكد لـ"اللواء" ان الاتصالات لم تتوقف وهي مستمرة مع الأطراف ‏المعنية بعيداً من الأضواء من أجل تدوير الزوايا والتفاهم على كل الحيثيات ذات الصلة بما في ذلك مطالب الحراك ‏والحاجة إلى حكومة ترضى تطلعاتهم وتجعلها مقبولة لديهم.
وكشف ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بعيداً من الانفعال والتسرع من أجل الوصول إلى خواتيمها المنشودة التي ‏نأمل ان تكون قريبة جداً‎.‎
‎اية حكومة نريد؟ وقالت مصادر شبه رسمية ان الخطيب وضع الرئيس سعد الحريري في لقائه أمس الاول معه في نتائج مشاوراته، وان ‏باسيل قدم التسهيلات للخطيب، فيما قدم الخليلان وجهة نظرهما حول التأليف، وطرحا استيضاحات حول توزير القوى ‏السياسية والحقائب الممكن ان تؤول لهم كذلك معايير اختيار الوزراء التكنوقراط، في حين لم يظهر لدى مجموعات ‏الحراك الشعبي رأي حاسم بالنسبة إلى مسألة القبول بالخطيب على رئاسة حكومة يربطها كثيرون الموافقة عليها ‏بتغيير النهج والبرنامج، ويفضل كثيرون آخرون التركيز على الإجابة على سؤال: "أية حكومة نريد في سبيل التغيير ‏المنشود"؟
‎ ‎ورجحت مصادر قريبة من الحراك لـ"اللواء" ان لا تشهد الأيام القليلة المقبلة تحركات دراماتيكية في الشارع، ‏والاكتفاء بالتحركات الموضعية الاحتجاجية امام المؤسسات والدوائر الرسمية، إذ ان الرأي الغالب لدى الحراك انه من ‏الأفضل الآن ان يتم التهدئة في انتظار ما ستتمخض عنه الفترة المقبلة، علماً ان قوة الاحتجاجات قد تراجعت نسبياً في ‏الأيام الأخيرة من دون ان يعني ذلك تأثر الحجم الشعبي والتأييد في الساحات، نتيجة تعدّد المجموعات المناهضة ‏للسلطة وعدم مركزيتها وافتقادها إلى القيادة، حيث اختار كل فريق طريقاً يناسبه في تظهير احتجاجه، كما في الاسلوب ‏الذي يراه الأكثر قدرة على ايذاء من هم السلطة الحاكمة‎.‎
وذكرت "اللواء" أن الرئيس نبيه برّي تمسك بالوزير علي خليل في وزارة المال‎.‎

عون ليوم حاسم: وفي الانتظار، لازال الرئيس ميشال عون يعطي الاتصالات مداها للوصول الى نتائج ايجابية على صعيد التأليف، ‏وقالت مصادر مطلعة على موقف بعبدا: ان الرئيس عون يفضل استغراق وقت قليل للتوافق على التكليف والتأليف ‏حتى لاندخل في فترة طويلة للتأليف بعد التكليف كما حصل سابقاً. فما نخسره من اسابيع للتوافق نربحه بعد التوافق في ‏تشكيل الحكومة‎.‎‎ ‎
ورجحت المصادر ان يكون نهار اليوم حاسماً سلبا او ايجابا، ليُبنى على الشيء مقتضاه من حيث تحديد موعد ‏الاستشارات او العودة الى نقطة الصفر‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o