Dec 02, 2019 6:57 AM
صحف

جمود في التشكيل: انتظار حسم الحريري و8 اذار تتعامل مع الخطيب "بحذر"!

يستمر المرشح "الاوفر حظاً" سمير الخطيب في عقد لقاءات والاستماع الى مطالب وشروط كي يبني على الشيء مقتضاه. وفي هذا الاطار، افادت "النهار" من مصادر قصر بعبدا، ان الرئيس عون لا يزال ينتظر الجواب الحاسم من الخطيب ليعين موعد الاستشارات النيابية. وأوضحت مصادر متابعة أن بعض العقد حول توزيع الحقائب لا تزال عالقة. ويمكن ان تظهر مؤشرات ايجابية في اليومين المقبلين، على ان تتألف الحكومة من 18 الى 24 وزيراً، ولا يزال الخلاف على تولي وزراء سياسيين الحقائب الاساسية أو من يمثلهم، كما توزيع الحقائب الاساسية بعد اجراء تغيير يكون تمهيداً لمداورة فيها.
على صعيد آخر، جزم وزير سابق متابع للملف لـ"النهار" بأن الامور لا تزال في بداياتها، وان ما حكي عنه لدى مسؤولي "حزب الله" عن اشارات خارجية وصلت الى لبنان وهي تهدف الى تسهيل تشكيل الحكومة، صحيح في الجزء الاول منه ضمناً، أي ان لبنان ينتظر الاشارة الخارجية التي لم تصل بعد. وان باريس مهتمة كثيراً بعقد لقاءات لدعم لبنان خوفا من انهيار اقتصادي يطيح كل الانجازات السابقة. وهي تسعى الى تحديد موعد لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، ولقاءات أخرى، وافيد في هذا الاطار ان الموفد الفرنسي الذي زار لبنان أخيراً التقى نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، وكذلك مسؤولين أمميين في لبنان، للمساعدة في تقريب وجهات النظر.

التعامل بحذر: من جهتها، اشارت "الاخبار" الى ان الملف الحكومي لم يشهد أي تقدم جدي. لكن مؤشرات عديدة تؤكد أن الأسبوع المقبل قد يحمل في طياته بوادر اتفاق ‏على اسم الرئيس المكلف وبرنامج عمله، بما يؤدي عملياًَ إلى الدعوة إلى الاستشارات النيابية. وفيما لا يزال اسم ‏سمير الخطيب مطروحاً على الطاولة كأكثر الأسماء جدية حتى اليوم، كان لافتاً أمس لقاؤه بالمعاون السياسي للأمين ‏العام لحزب الله حسين خليل، بحضور الوزير علي حسن خليل، علماً أنه اللقاء الأول الذي يجمعه بحزب الله. ورغم ‏تقدم الخطيب على لائحة الترشيحات، إلا أن فريق 8 آذار لا يزال يتعامل مع المسألة بحذر، وسط تشكيك في أهداف ‏الحريري وقراره عدم قيادة الحكومة‎.

الأفضلية للحريري
وأوضحت أوساط قريبة من "حزب الله" لـ"الجمهورية" "انّ الحزب لا يزال يعطي ‏الأفضلية لتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة أو من يسمّيه‎".‎
واعتبرت هذه الاوساط "انّ السيناريو الآخر المتمثّل في تشكيل حكومة مواجهة ‏من لون واحد ليس وارداً حتى الآن، لأن لا مصلحة وطنية في اعتماد مثل هذا ‏السيناريو، في مرحلة تتطلب اكبر مقدار ممكن من التوافق الوطني لتحسين ‏شروط مواجهة التحديات والاستحقاقات التي تواجه لبنان حالياً‎".‎
وقالت الاوساط نفسها "انّ الحريري كان قد وافق في بدايات التشاور معه على ‏ترؤس حكومة تكنو- سياسية، بحيث انتقل النقاش معه آنذاك الى البحث في ‏التفاصيل المتعلقة بالحقائب الوزارية، لكنه عاد وبَدّل رأيه مُبدياً تمسّكه بتشكيل ‏حكومة تكنوقراط‎".‎
وأضافت: "انّ الحزب ليس في وارد الموافقة على خيار التكنوقراط، مع قبوله بمبدأ ‏تسليم الاختصاصيين الحقائب المتصلة بالملفات التقنية والخدماتية، على ان يتم ‏تعيين عدد من السياسيين أو الحزبيين وزراء دولة، لأنه لا يجوز ان تكون الحكومة ‏المقبلة خالية من التمثيل السياسي، وخصوصاً في هذا التوقيت المزدحم ‏بالضغوط والاستهدافات‎".‎
واعتبرت الأوساط نفسها "أنّ الاصرار على ترؤس الحريري او من يسمّيه الحكومة ‏المقبلة، يعود الى سببين اساسيين: الاول، وجوب أن يشارك في تحمّل مسؤولية ‏معالجة نتائج السياسات المالية والاقتصادية التي أوصلت الى إنتاج المازق ‏الحالي. والثاني، ضرورة مراعاة التوازنات السياسية والطائفية التي تفرضها قواعد ‏النظام اللبناني، وبالتالي الأخذ في الاعتبار انّ الحريري لا يزال يمثّل الاكثرية في ‏بيئته‎".

توضيح الصورة: واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" الى ان الملف الحكومي لا يزال قيد التشاور، واي ايجابية تسجل تكون المؤشر إلى الدعوة ‏للاستشارات النيابية في القصر الجمهوري، مع العلم ان حتى الساعة لا يمكن منذ الآن الحديث عن ابعاد المهندس سمير الخطيب عن ‏دائرة المرشحين لرئاسة الحكومة وما يجري في حقيقة الأمر ان المسألة التي يعمل عليها الخطيب بين المعنيين تتناول احداث تطور ‏معين في موضوع الأسماء المستوزرة اكثر منه توزيع الحقائب الأساسية‎.‎
واعربت المصادر عن اعتقادها ان مطلع الأسبوع المقبل من شأنه ان يوضح الصورة اكثر لجهة المناخ الحكومي الحقيقي حتى وان ‏كان المشهد الحالي غير مستقر ولا يبشر بأي ايجابية‎.‎
ورأت ان اللقاءات مع الخطيب واخرها اجتماعه مع الوزير جبران باسيل، ثم الرئيس سعد الحريري من دون احراز تقدم يؤشر الى ‏اقتراب الفرج لكن ذلك لا يعني انقطاع الأمل الا اذا صدرت اشارات ما في الساعات المقبلة عن اخفاق المشاورات‎.‎
اما المصادر المقربة من بعبدا، فتحدثت عن ان هناك اتصالات تجري لتدوير الزوايا انما ما من شيء نهائي بعد‎.‎

التزام باسيل للخطيب: وكشفت معلومات لمصادر قريبة من الوزير باسيل لـ"اللواء"، بأن الأخير قدم التزاماً للمهندس الخطيب، خلال اللقاء به أمس الأوّل، تعهد ‏عبره بالخروج من أي تشكيلة حكومية، على ان يستكمل الخطيب خط مشاوراته باتجاه الثنائي الشيعي، الا ان المصادر نفسها لم تنف ‏أو تؤكد مسألة الشروط بأن تكون للتيار الحر حقائب معينة مثل الخارجية والطاقة والداخلية عدا عن الدفاع‎.‎
في المقابل، ذكر مرجع رسمي كبير سابق مطلع على بعض تفاصيل الاتصالات، ان لقاء الحريري بالخطيب لم يدم أكثر من أربع ‏دقائق، وان الحريري لازال عند موقفه بعدم تبني تسمية أي شخصية رسمياً وعلنياً تشكيل الحكومة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية ‏الملزمة‎.‎
لكن المرجع المذكور اكد انه لو كان صحيحا ان البحث يجري في تفاصيل التركيبة الحكومية، فالأزمة ستطول ولن يتم تشكيل الحكومة ‏في وقت قريب، وقد مررنا بهذه التجربة سابقا مع اكثر من رئيس مكلف حيث استغرق تشكيل الحكومات اشهرا طويلة، لأن المعنيين ‏من القوى السياسية بالوضع الحكومي لا زالوا يعملون وفق النمط القديم، اي تقاسم الحقائب وفرض شروط وشروط مضادة. هذا عن ‏اعتبار توازي التأليف مع التكليف بات بدعة مرفوضة لأكثر من سبب سياسي وميثاقي. فلا يجوز هنا (والكلام للمرجع الرسمي ‏السابق) مصادرة صلاحية الرئيس المكلف أياً كان - وقبل تكليفه- بالحديث عن تفاصيل التأليف ومحاولة فرض اعراف جديدة على ‏الوضع اللبناني السياسي والرسمي، كما لا يجوز فرض شروط عليه حول عدد الوزراء لهذا الطرف او ذاك وتسلم هذه الحقيبة او ‏تلك. وذلك في اشارة الى ما تردد عن مطالبة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بأربع حقائب هي الداخلية والدفاع ‏والطاقة والبيئة، وبأن يكون كل الوزراء المسيحيين في الحكومة من حصة رئيس الجمهورية والتيار‎.‎
ورأى المرجع "ان استنكاف الرئيس الحريري قد يدفع خصومه، لا سيما من يُحكِمون قبضتهم على الحكم، الى التمادي في طروحاتهم ‏والتأخير اكثر في تشكيل الحكومة‎"‎
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o