Nov 27, 2019 6:52 AM
صحف

لا حلحلة في تشكيل الحكومة.. والخلاف الدولي يُعمّق الازمة

تعليقاً على "اعتذار" الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، أبلغ مستشاره الوزير السابق غطاس خوري "النهار" ان "قرار الحريري عدم ترؤس الحكومة المقبلة يعود الى أن هناك رفضاً كاملاً لحكومة التكنوقراط وإصراراً على حكومة تكنو ـ سياسية مشكَّلة من شخصيات كانت في الحكومة السابقة وفي طليعتها الوزير جبران باسيل، ونحن لا نريد ان تعود الحكومة السابقة مع بعض "الرتوش"، وهذا ليس ما يطالب به الشعب الذي ينادي بحكومة خبرات قادرة على إخراج البلد من الوضع المالي والاقتصادي المتأزم". وأوضح خوري أنه "ليس لدى تيار المستقبل أي مرشّح لرئاسة الحكومة ولن يسمّي أي شخصية، وعلى الكتل النيابية أن تختار المرشح في الاستشارات النيابية التي سيجريها رئيس الجمهورية".
يريدون الحريري بشروطهم! ورداً على سؤال عن هروب الحريري من تحمل المسؤولية، قال: "فريق رئيس الجمهورية وحزب الله وأمل يريدون الحريري بشروطهم التي ستفشّله وتفشّل أي مرشح آخر، ونحن لا نريد حكومة مواجهة، فالبلد لا يحتمل". وعن امكان مشاركة "المستقبل" في الحكومة المقبلة، قال خوري: "لن نشارك سياسياً في الحكومة المقبلة، أما إذا شُكّلت حكومة تكنوقراط، فيمكن أن ندعمها".
لا حلحلة: من جهة أخرى، أفادت معلومات مصادر مواكبة لحركة الاتصالات الجارية أنه لم يحرز تقدم جدي في موضوع الحكومة وتأليفها، وان الأمور لا تتجه الى الحلحلة. وتخوفت المصادر من ان يلقى اسم الخطيب مصير اسمي الصفدي وطباره. وتحدثت عن اسم سيدة لا يزال مطروحاً أيضاً.
واضافت أن المطلوب أن يحسم الرئيس الحريري موقفه بصراحة ولاسيما بعدما أعلن عدم استعداده لرئاسة الحكومة وعزوفه عن هذه المهمة. وان ما صدر عنه في بيانه أمس، وصولاً إلى الكلام الصادر عن مصادر مقربة منه، خصوصاً بعد تنصله من مجموعة من الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة، لن يؤدي إلى تضييق مساحة الخلافات.

حكومة تكنوقراط: واشارت مصادر مطلعة لـ"اللواء" إلى "ان "وزراء الذين يحملون الصفة في الحكومة التي يجري التحضير لها السياسية في الحكومة ‏العتيدة لن يتجاوز الخمسة، وبقية الوزراء تكنوقراط"، واوضحت ان "موعد الاستشارات الذي حدد الخميس قابل للتعديل، لا سيما ان ‏هناك سلسلة اتصالات تجري مع الكتل النيابية من اجل حضورها في وقت يُسجّل فيه غياب نواب لدواعي السفر"، لكن ‏المصادر قالت ان "هذه الإتصالات تتركز على الاسم". مشيرة الى أن "لا يمكن الخروج حتى الآن عن رغبة الرئيس الحريري في ‏موضوع الأسماء". وتحدثت عن ان "الموعد للاستشارات غير محسوم بعد اذا كان الجمعة او السبت المقبلين"، ويتردد ان انعدام ‏التوافق على اسم هو من دفع الى التأجيل في الموعد مع العلم ان الحديث عن الاستشارات يشكل حضا للنواب في موضوع التسمية‎.‎

خلاف دولي: وسط هذه الأجواء غير الواضحة حول مسار التأليف، فإن مصادر سياسية مطلعة عن كثب عن الحراك الدولي الجاري بشأن الأزمة ‏في لبنان كشفت لـ"اللواء" عن وجود خلاف بين واشنطن وباريس حول نوعية الحكومة الجديدة، ويقابل ذلك ايضا خلاف اميركي- روسي ‏حول دور ووجود حزب الله في الحكومة، حيث سأل المسؤولون الروس نظراءهم الأميركيين ما إذا كان استبعاد حزب الله عن ‏الحكومة ينهي الدور الإيراني في لبنان والمنطقة‎.‎
وجزمت المصادر بأن طبخة التأليف لم تنضج بعد وهي ما تزال تحتاج إلى بعض الوقت، الا إذا ذهبت الأمور باتجاه حكومة مواجهة ‏وهو قرار لم يتخذ بعد إلى الآن وقالت: اننا امام مأزق حقيقي فلا الانتفاضة قادرة على التحوّل إلى مشروع حكم، ولا الحكم قادر على ‏تلبية مطالب الحراك وهو ما يضعنا امام حائط مسدود‎.‎
لا تقدّم جدياً‎: ونقلت "الجمهورية" عن مصادر معنية قولها "ان البورصة الحكومية لم ترسُ بعد على اسم محدد ‏لتشكيل الحكومة الجديدة، والامور ما زالت في حاجة الى عملية إنضاج. 
وقالت هذه المصادر: "لا تقدّم جدياً حتى الآن، وكل كلام عن انّ الامور اصبحت ‏على وشك الحلحلة ليس واقعياً. ويجب بالتالي انتظار بعض الوقت الى حين تبلور ‏صورة مخارج ما زالت غير متوافرة حتى الآن، وأولها واهمها اسم الشخصية التي ‏ستشكّل الحكومة الجديدة‎.‎
وعلى رغم من إعلان الحريري عزوفه، قالت المصادر: "ان الكرة ما زالت في ملعبه، ‏والمطلوب ان يحسم موقفه بصراحة، وهذا لم يحصل حتى الآن، علماً أنّ ما صدر ‏عنه في الفترة الأخيرة وصولاً الى بيانه أمس، لم يساهم في تضييق مساحة ‏الخلاف، بل على العكس يساهم في توسيعها، وهو ما تبدّى في ما تم توزيعه ‏مساء أمس بلسان مصادر قريبة منه، والتي تسحب دعمها لبعض الاسماء ‏المطروحة‎".‎
ثلاثة أسماء‎: الجدير بالذكر في هذا السياق انّ الاسماء التي تم تداولها بالأمس، انحصرت بثلاثة ‏هم: النائب فؤاد مخزومي ووليد علم الدين وسمير الخطيب، مع إعطاء الارجحية ‏للأخير، وذلك بعد عزوف الوزير السابق بهيج طبارة عن تولّي رئاسة الحكومة، وهو ‏أبلغ اعتذاره الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اتصال هاتفي أجراه معه ‏بعد ظهر امس‎.‎
إلا انّ المصادر المتابعة للمستجدات الحكومية، عكست جواً سلبياً مساء امس، ‏رسَم إشارات سلبية حول الاسماء المتداولة، التي قيل انها تحظى بالغطاء ‏السني الذي يوفّره الحريري. وما دفع الى هذا الأمر هو ما أكدته مصادر الحريري ‏من أنه لا يسمّي، ولم يسمّ احداً، وانّ من يسميه يعلن عنه في الاستشارات ‏النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية‎.‎
‎"‎بيان نسائي‎": الى ذلك، توقفت مصادر سياسية عند مضمون بيان الحريري، وقالت ‏لـ"الجمهورية": "انّ التَمعّن في مضمون بيان الحريري يمكن ان تُشتمّ منه رائحة ‏نسائية، بمعنى انه يستبطن رغبة في ترشيح سيدة لرئاسة الحكومة، لا نقول ‏هنا انّ الاختيار قد يتجه نحو النائب بهية الحريري بل ربما في اتجاه نسائي آخر، ‏الأرجح ان تكون وزيرة الداخلية ريا الحسن‎".‎

حكومة من 20 وزيراً: وبعدما بات محسوماً أن التوجه هو لتشكيل حكومة "تكنوسياسية"، أشارت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، أن التوجه لتشكيل حكومة مصغرة من 20 وزيراً، مؤلفة من 16 شخصية من "التكنوقراط" و4 سياسيين من دون حقائب، أي وزراء دولة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o