Nov 27, 2019 6:41 AM
صحف

الحريري لم يرفض "تكنوسياسية"..وبري لم يعد داعماً له!

سم رئيس "تيار المستقبل" خياره بالابتعاد عن الواجهة في المرحلة المقبلة. حجّته التي وثّقها ببيانه ‏المكتوب، هي "حالة الإنكار المزمن"، ورفض "الاصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة". أهم ما ‏أراد توضيحه هو تشديده على أنه لم يتخل عن مطلب حكومة اخصائيين، ورشّح من يراه مناسباً ‏لتشكيلها، ثم تبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو- سياسية، لينفض عنه تهمة ‏العرقلة والمناورة‎.
‎لكن بين سطور الاحتمالين، ثمة اعلان واضح وصريح صادر عن لسان الحريري ذاته يقضي بعدم ‏رفضه حكومة تكنو- سياسية، ولو أنّه لم يقل من يراه مناسباً لهذه المهمة‎.‎
وبهذا المنحى، تُفهم خطوة رئيس الحكومة المستقيل على أنّها بمثابة هدف في مرمى رئاسة الجمهورية ‏مصوباً باتجاهها: سموا من تريدون رئيساً للحكومة طالما أنّ الكرة صارت في ملعبكم‎.
بري لم يعد داعماً للحريري: ‎تؤكد مصادر قوى الثامن من آذار لـ"نداء الوطن" أن الضغط الذي راحت تمارسه رئاسة الجمهورية خلال الأيام ‏الأخيرة على الحريري لحسم خياراته، أنتجت القنبلة التي رماها رئيس "تيار المستقبل". لا بل يذهب ‏البعض إلى حدّ التأكيد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الحريري على نحو واضح أنّه لم يعد ‏داعماً لعودته إلى رئاسة الحكومة، خصوصاً بعد مشاركة "تيار المستقبل" في التطويق السياسي الذي ‏تعرّض له البرلمان، وبعدما تأكد فريق الثامن من آذار من الدبلوماسيين الأوروبيين المعتمدين واولئك ‏الضيوف أنّ مشاريع "سيدر" ليست مرتبطة بأي اسم، وبالتالي أنّ عودة الحريري إلى السراي ليست ‏شرطاً إلزامياً لتدفّق المال‎.
‎حتى ساعات المساء الأولى كان "حزب الله" يدقق في الظروف التي تكون قد دفعت الحريري إلى القيام ‏بهذه الحدفة، ما يعني أنّ الرجل قام بها بمعزل عن أي تفاهم على اسم بديل، وبالتالي إن طرح بعض ‏الأسماء لا يتعدى محاولة فرضها على طاولة المشاورات كمرشحين محتملين، مع وقف التفاهم‎!
الأكيد أن "حزب الله" لن يغطي أي حكومة لن تولد في كنف التفاهم مع الحريري، وهو بالتالي لن ‏ينضم الى جهود قيام حكومة من لون واحد‎.‎

استشارات نهاية الاسبوع: وعلى وقع التوترات الشعبية، التي نجح مفعولها في تشتيت الانتباه عن المطالب المحقة للمنتفضين منذ 45 يوماً، اشارت "الاخبار" الى ان ‏فترة السماح التي أعطاها رئيس الجمهورية للرئيس الحريري ليحدد خياره انتهت. بعد بيان الأخير الذي حسم فيه مسألة ‏رفضه تشكيل الحكومة، وتمسكه بقاعدة "ليس أنا، بل أحد آخر"، لم يعد من داع لانتظاره أكثر. لذلك، سرعان ما بدأت ‏دوائر بعبدا التحضير لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة. كان يفترض أن يكون الموعد الخميس (غداً)، إلا أن ‏التشاور مع الكتل النيابية أفضى إلى تأجيلها ما بين 24 و48 ساعة، أي إلى الجمعة أو السبت. إذ أن الكتل ليست كلها ‏جاهزة، وعدداً من النواب لا يزال خارج البلاد، أضف إلى ذلك وجود تعديلات في أسماء أعضاء الكتل وأسماء النواب ‏المستقلين. كما أن معظم الكتل لم تحسم اسم مرشحها لرئاسة الحكومة، في انتظار تبلور الأمور أكثر‎.
لا فيتو على الخطيب! لكن، بحسب مصادر بعبدا، فإن هذه المهلة لن تذهب سدى، وستكون مناسبة لمزيد من التشاور في شأن المرحلة ‏المقبلة. لا اسم محسوماً بعد، لكن من الأسماء التي طرحت خلال اليومين الماضيين، يبدو أن اسم المدير العام لشركة ‏‏"خطيب وعلمي" سمير الخطيب هو الأكثر ترجيحاً، بعدما تبيّن أن لا فيتو من أحد على اسمه. فهو على علاقة ‏‏"مميزة" مع الحريري الذي سمّاه، كما أن اسمه مقبول من قوى 8 آذار، وهناك قبول دولي به، لا سيما من السعودية. ‏لكن مع ذلك، ثمة في 8 آذار من يرى أنه لا يمكن التسليم بموقف ثابت للحريري، إلى حين إجراء الاستشارات. فهؤلاء ‏لديهم تجربة مع الحريري الذي سبق أن طرح اسمي محمد الصفدي ثم بهيج طبارة، بعد أن التقاهما وأبلغهما أنه ‏سيسمّيهما لرئاسة الحكومة، ثم قام هو نفسه بحرق اسميهما عبر الشارع. لذلك، تخشى قوى 8 آذار من تكرار الأمر ‏نفسه مع الخطيب. وما زاد الخشية من هكذا سيناريو هو البيان الذي صدر مساء عن المكتب الإعلامي للحريري. وجاء ‏فيه: "مع احترامه لجميع الأسماء المطروحة، إن خيار الرئيس الحريري سيتحدد مع الدعوة للاستشارات النيابية ‏الملزمة ويعلن في بيان صادر عنه، وما عدا ذلك لا يتعدى محاولات سئمها اللبنانيون لإحراق أسماء أو الترويج ‏لأخرى". كذلك كان لافتاً ما قاله مستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري، لناحية اعتباره أن "قرار المشاركة ‏في الاستشارات يقرر لاحقاً‎".

بري متمسّك بمصلحة البلد: وكان الرئيس نبيه بري أشار، تعليقاً على الاسم الذي سيكلّف تشكيل الحكومة، إلى أن "لا اتفاق نهائياً حتى الآن، ‏وكان هناك قبول ببعض الاسماء تقابله محاولات لاحراقها كما حصل مع الوزير السابق محمد الصفدي". أما بشأن ‏طبارة، فعلمت "الأخبار" أنه أبلغ بري "ظهر يوم أمس أنه سيعتذر عن التكليف‎".
وكرّر بري، أمام زواره، كلامه بشأن "عدم تمسّكه بأشخاص وإنما بمصلحة البلد". واعتبر أنه في حال تمت الدعوة ‏الى الإستشارات "فلن يطول وقت التأليف". وأعاد التأكيد أمام زواره أنه "من غير الوارد القبول بحكومة تكنوقراط ‏خالصة، وإنما ستكون هناك حكومة تكنوسياسية"، معتبراً أن المهم هو "برنامج الحكومة، لانها ستكون حكومة ‏انقاذية للوضع النقدي والإقتصادي". وأشار إلى أن "الانفراج سيبدأ عندما تأخذ الثقة". وعن الدعوة للإستشارات ‏النيابية، قال "من المفترض أن يُصار الى الإتصال بدوائر المجلس النيابي لطلب لائحة حول الكتل النيابية والنواب ‏المستقلين لوضع جدول وهذا ما لم يحصل حتى الان‎".‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o