Mar 15, 2018 2:03 PM
صحف

"هآرتس": ما هي جريمة تيلرسون الكبرى؟

المركزية- نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا قالت فيه إن "إسرائيل ومؤيديها من اليمين الأميركي سيحتفلون بالإقالة غير اللائقة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وتنصيب مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، مكانه".  

وأوضحت أن "العالم كان ينظر إلى تيلرسون على أنه متحفظ وبعيد عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، في وقت ينظر إلى بومبيو على أنه مؤيد حميم، وكان تيلرسون حريصا على الاحتفاظ بالاتفاق النووي مع إيران، بينما يميل بومبيو إلى رأي الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالحاجة إلى تعديله أو الانسحاب منه تماما".

وقالت إن "إقالة تيلرسون تثير المخاوف من أميركا انعزالية تصد حلفاءها التقليديين، ومع أنه كان من المعروف أن هذه الإقالة كانت قادمة، لكن الإقالة المفاجئة، التي لم يعرف عنها تيلرسون إلا من خلال "تويتر"، بينما كان في طريقه عائدا من جولة في أفريقيا، تبرز الفوضى الدائمة التي تبدو سمة مميزة لرئاسة ترامب، حيث يخرج مستشارون وأعضاء حكومة كانوا موثوقين بشكل مخز، ويدخل آخرون من بابه دائم الدوران". 

وتابعت "مع أن كلا من بومبيو وهاسبل أكثر تشددا تجاه روسيا من تيلرسون، إلا أن إقالته خلال 24 ساعة من تحميله موسكو المسؤولية عن تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا، لا يمكن إلا أن يزيد من الشكوك بأن ترامب يأخذ أوامره مباشرة من الكرملين".

ولفتت الى أن "ترامب وتيلرسون كانا من البداية شخصيتين مختلفتين، ولم يعرف الرئيس المدير السابق لشركة إكسون موبيل عندما أغراه بترك وظيفته، التي يحصل منها على راتب بالملايين، ليتسلم وزارة الخارجية، وكان تيلرسون غير راض عن قرار ترامب أحادي الجانب بفرض جمارك على الصلب والألمنيوم، متوقعا أن ذلك سيشعل حربا تجارية دولية، ويزيد من توتر العلاقات المتوترة أصلا مع أقرب حلفاء أميركا، خاصة في أوروبا".

ونقلت عن مصادر البيت الأبيض، قولها يوم الثلاثاء بأن "أحد أهم أسباب إقالة تيلرسون كان تحفظه على قرار ترامب الصادم بلقاء كيم جونغ أون، حيث كان بومبيو أكثر تأييدا للقاء، الذي يحمل مخاطرة عالية، مع ديكتاتور كوريا الشمالية". 

وبينت أن "جريمة تيلرسون الكبرى هي أنه لم يعرف كيف يتملق لترامب إلى الدرجة التي من الواضح أن الرئيس يحتاجها ويرغبها، ما جعله دائما عرضة للشتائم المستمرة والإهانات الصادرة عن البيت الأبيض"،  معتبرة أن "مصيره كان مقررا منذ شهر تشرين الأول الماضي، عندما نقل عنه أنه وصف ترامب بالأحمق".
وأشارت الى أن ش "ترامب لم يكن الوحيد غير الراضي عن تيلرسون، حيث أدرك زعماء العالم أن تيلرسون لا يتكلم دائما عن رئيسه، بالإضافة إلى أن تيلرسون وافق على تخفيضات كبيرة لميزانية وزارته، ورفض أن يقوم بتعيينات كثيرة، وحث دبلوماسيين ذوي خبرة على البحث عن مستقبلهم في مكان آخر، ويبدو أن رحيل تيلرسون سيسعد مؤيدي إسرائيل، مثل شلدون أديلسون، ومن يسمون بالمستعربين في وزارة الخارجية الأميركية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o