Nov 02, 2019 3:33 PM
خاص

انتفاضة العراقيين ضد الفساد و"الدور الايراني"..هل تنجح؟
مطالباتٌ شعبية وروحية بكفّ يد طهران تنشط الأخيرة لاحباطها!

المركزية- في موجة من الاحتجاجات هي الثانية ضد الحكومة، خرج آلاف العراقيين الى الشوارع هذا الأسبوع، متحدّين السلطة التي تقمعهم وتواجههم، مستخدمة القوة حيث بلغ عدد القتلى 250 شخصا على الأقل منذ انطلاق التظاهرات في الأول من تشرين الاول الماضي.

واليوم، استخدمت القوات الأمنية العراقية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ميناء أم قصر ومحافظة ذي قار، قرب البصرة جنوبي البلاد. اما المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، فتحدثت عن إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين مباشرة، والذخيرة الحية أيضا، عند ميناء أم قصر الرئيسي المطل على الخليج، ما أسفر عن إصابة 120 متظاهرا. وقالت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء أن القوات فرقت متظاهرين أغلقوا ميناء أم قصر، قرب البصرة، منذ ثلاثة أيام، مشيرة إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين. وأفادت الوكالة بأن القوات أدخلت وأخرجت الشاحنات من الميناء بعد إعادة فتحه، بعد ان كان اقفال المرفق المخصص للسلع الأولية، تسبب بحسب مسؤولين، بتوقف جميع العمليات فيه.

الحركة الاحتجاجية في العراق اندلعت رفضا للفساد، وسوء حالة الخدمات العامة. ووفق ما يردّد المعتصمون في أكثر من منطقة، من بغداد الى البصرة، ومنهم من المذهب الشيعي، فإن لايران دورا كبيرا في تردي الاوضاع المعيشية في البلاد.

ففي رأيهم، تتدخل الجمهورية الاسلامية في تشكيل الحكومات حيث تسعى دائما الى ادخال موالين لها في تركيباتها، كما انها تنشر الحشد الشعبي على الارض وهو ذراع عسكري تابع لها تموّله وتمدّه بالسلاح. وهذه العوامل كلّها، تساعدها على وضع اليد على القرار في العراق من جهة، وعلى ثرواته من جهة ثانية.

ومن هنا، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" يمكن فهم موقف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي قال خلال خطبة في مدينة كربلاء منذ ايام "ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف إقليمي أن يصادر إرادة العراقيين أو يفرض رأيه عليهم". وحذر من "الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب" إذا شنت قوات الأمن أو الفصائل شبه العسكرية حملة على الاحتجاجات.

ففيما يطالب الشعب برحيل حكومة عادل عبد المهدي، أفادت "رويترز" هذا الأسبوع بأن فصيلاً قوياً تدعمه إيران فكر في التخلي عن عبد المهدي، لكنه قرر إبقاءه في منصبه بعد اجتماع سري حضره جنرال من الحرس الثوري الإيراني. وأكد مسؤول أمني إيراني أن الجنرال قاسم سليماني حضر اجتماع الأربعاء، قائلاً إنه كان هناك "لتقديم المشورة". وقال الرئيس برهم صالح، إن عبد المهدي مستعد للاستقالة إذا اتفقت الكتل الرئيسية في البرلمان على بديل.

وبحسب المصادر، فان المتظاهرين ينتفضون ضد التدخلات الايرانية، وباتوا يشددون على ان شيعة العراق مرجعيتهم عراقية لا ايرانية، وهم يطالبون بتبديل النظام القائم في البلاد والمبني على قواعد "طائفية"، بما يساعد في تحريرها من "السطوة" الايرانية.

فهل تفلح هذه الثورة في تحقيق أهدافها؟ أم يتم تطويقها امنيا وسياسيا في ظل انعدام موازين القوى وميلها بوضوح لصالح السلطة المدعومة من الجمهورية الاسلامية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o