Oct 29, 2019 6:26 PM
خاص

تظاهرات العراق ولبنان: وجهان لعملة واحدة
السـاحات ملتـهبة والنهاية غيـر معروفـة

المركزية- في مقابل تظاهرات اللبنانيين، منذ مساء الخميس 17 تشرين الأول، احتجاجا على الفساد مطالبين بإسقاط الحكومة، بدأت في العراق تظاهرات في الأول من تشرين الأول احتجاجا على تردي الخدمات وتفشي الفساد والبطالة، مطالبين أيضاً بإسقاط الحكومة. واعتبرت مصادر ملمّة بالشؤون العراقية أن تظاهرات لبنان والعراق وجهان لعملة واحدة.

 ولفتت المصادر الى "ان تظاهرات العراق اكثر ديناميكية من لبنان وطبيعتها أقسى، حيث سقط الكثير من القتلى والجرحى، ودخلت قوى جديدة على خط المعادلة، كمقتدى الصدر، الشيعي المحسوب على الايرانيين، يقاتل خلافا لرأيهم، محاولاً الوقوف الى جانب الثوار، كما أنه يتمتع بمصداقية ويتزعم كتلة "ثائرون" التي تضم 53 نائبا في البرلمان، وتدعمه كتلة "تيار الحكمة الوطني " التي يتزعمها عمّار الحكيم، بمواجهة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي".

وأكدت المصادر "أن الاميركيين تهمهم المحافظة على توازن بينهم وبين الايرانيين في العراق، لكن الظاهر ان كفة الايرانيين راجحة، عبر الدعم الشيعي. لكن شعور الشيعة بالتهميش وان الايرانيين يهمهم ايران فقط وان العراق هو العراق، عبروا عن سخطهم من خلال التظاهرات التي تعم معظم المحافظات، مطالبين بإسقاط الحكومة".

وأضافت: "الامور في العراق تتجه نحو منحى تصعيدي كبير اكثر من لبنان، حتى استقالة حكومة عبد المهدي، لأن العراقيين يملكون ثروات نفطية هائلة وليس كلبنان، حجم السرقات والسمسرات تجاوزت الـ450 مليار دولار، بينما الشعب يئن ويشكو وعاطل عن العمل ولا كهرباء مؤمنة ولا مياه نظيفة والفساد مستشر. صحيح ان هناك كباشاً اميركياً ايرانياً ولكن كما أن في لبنان، لا يريد "حزب الله" قلب الطاولة وتغيير السلطة، كما انه لا يريد ان يقوم بانقلاب على الدولة ويظهر انه منفرد بالسلطة، فيلاحقه الاميركيون، إنما يحرك الامور من بعيد ويتحكم بالسلطة دون ان يضع يده بشكل مباشر على الرئاسات، في المقابل تسعى ايران الى استمرار المعادلة القائمة لأنها لمصلحة ايران وسط العقوبات الاميركية عليها، تقوم باستنزاف كل ثروات العراق جاعلة منها ممرا لتجاوز هذه العقوبات".

وتابعت: "ايران تستخدم الساحة العراقية بشكل اساسي ومهم لأنها ساحة غنية بالموارد النفطية والزراعية، خلافا للساحة اللبنانية الضيقة والضعيفة، او الساحة السورية التي تحتاج الى مساعدة. لذلك يحاول الايرانيون مع حكومة عبد المهدي الاستمرار بالتسلط على العراق، رغم محاولات الاخير الخروج من العباءة الايرانية عبر فتح علاقة مع السعودية وعبرها مع الولايات المتحدة الاميركية ولكنه لم يستطع ان يتجاوز الواقع السياسي المر الذي تسيطر عليه ايران".

واعتبرت المصادر "أن الامر الايجابي في التظاهرات العراقية، ان الشيعة يتحركون بينما السنّة نائمون، لأن تحرك السنّة يعتبر مؤامرة على شيعة العراق، كما ان القيادات السنية صامتة ولكنها ترحب بما يجري، وكل ذلك في ظل ضغط ايراني على المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني والمشايخ الشيعة الموجودين في كربلاء والنجف من اجل تحصين وضعهم، لكنهم يفشلون رغم الضغوط المتزايدة".

وأوضحت المصادر "أن الساحتين العراقية واللبنانية مترابطتان، اذا سقط الحشد الشعبي في العراق فقد ينعكس ذلك على حزب الله اللبناني. سقوط الاولى يعني سقوط الثانية، لهذا السبب لا يريد حزب الله في لبنان سقوط الساحة اللبنانية لأنها تؤثر على الساحة العراقية والعكس صحيح. الساحات ملتهبة ولا احد يعرف اين تنتهي الامور".

وختمت: "العراق ينذر بعملية كبيرة وبقلب النظام، لهذا السبب يمكن بأي لحظة ان يستقيل رئيس الحكومة ولكن الضغوط الايرانية تمنع سقوط الحكومة وتشكيل أخرى جديدة، رغم ان رئيسي الجمهورية برهم صالح والحكومة عادل عبد المهدي، قريبان من الغرب، إنما لا طائل لهما طالما الايراني يسيطر عبر الحشد الشعبي والدعم الشيعي على الوضع في العراق. الانتفاضة ستقلب الوضع في العراق لغير صالح الايرانيين، لكن متى؟ سيتطلب الامر بعض الوقت".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o