الموازنة من المعبر الحكومي الى المحطة المجلسية والقوات تصّر على الاصلاحات
مؤتمر للطاقة الاغترابية في بيروت...وعون: الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتخابات
نصف مليون قتيل في سوريا والنظام يسيطر على ستين بالمئــــة من الغوطة
المركزية- وصل قطار مشروع موازنة العام 2018 الى محطته الحكومية الاخيرة، قبل فتح ابواب البرلمان امامه ليبدأ رحلة الالف ميل في لجنة المال والموازنة تمهيدا لاقراره. بيد ان الانجاز الحكومي الذي سجل قفزة نوعية عبر تخفيض موازنات الوزارات بنسبة 20 في المئة، على امل ان يقترن بإصلاحات جذرية تلبي ادنى طموحات الدول الراغبة بتقديم الدعم للبنان في المؤتمرات الثلاثة التي تنطلق الخميس المقبل من روما لدعم الجيش والاجهزة الامنية استنادا الى خطة خماسية قبل ان تحط في باريس مع مؤتمر "سادر" وصولا الى بلجيكا لدعم النازحين. بيد ان موجة تبادل الاتهامات بالفساد التي لم يسبق لها مثيل بين وزراء حكومة "استعادة الثقة" باتت تضع صورة الدولة على المحك عشية المؤتمرات نظرا لتخطيها المقبول والمعقول، والاخطر انها تمر من دون مساءلة ولا محاسبة، مع ان تهما مماثلة في دول اخرى تطيح ليس بالوزراء فحسب بل بحكومات وانظمة برمتها.
اعتراضات وزارية: وفيما يناقش مجلس الوزراء في جلسة عقدها في الثالثة بعد الظهر مشروع الموازنة الذي انجزته اللجنة الوزارية المختصة، لدرسه واقراره، يتوقع ان يعقد الحريري ووزير المال علي حسن خليل مؤتمرا صحافيا مشتركا عقب انتهاء الجلسة، على ان تنتقل بعد ذلك الى ملعب مجلس النواب لتباشر لجنة المال والموازنة درسها، علما ان اجتماعا لها برئاسة النائب ابراهيم كنعان سيعقد في العاشرة والنصف من قبل ظهر غد. وفي وقت افيد ان وزير العدل سليم جريصاتي اعترض خلال الجلسة على النسخة الرسمية للموازنة معتبرا الوقت غير كاف لدراستها، علم ان وزير الاعلام اعترض بشدة على تخفيض مخصصات قضاة الادارة الى مليوني ليرة وطالب برفعها الى 5 ملايين كحد أدنى نتيجة الجهد الذي يضعونه لحماية الادارة من اي خطأ قانوني.
وجعجع ضد اي موازنة دون اصلاحات: وفي السياق، اطلّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "المركزية" ليؤكد "ان الحزب سيقف ضد اي موازنة لا تتضمّن اصلاحات جذرية في مجلسي الوزراء والنواب، لان خلاف ذلك، مجرد مسرحية صغيرة توهم اللبنانيين بأن انجازاً ضخماً تحقق في حين لم يتحقق اي شيء". وقال "ان ما انجزته اللجنة الوزارية المصغّرة في موازنة 2018 كان بالاتجاه الصحيح، لكنه لا يعدو كونه حبّة مسكّن صغيرة في جسم مريض يعاني من مرض خطير. وبالتالي سيناقش وزراء "القوات" في جلسة الحكومة حتمية الذهاب الى اصلاحات جذرية، وحدها كفيلة في إعادة عقارب ساعة التدهور الاقتصادي الى الوراء ووضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي، ومن ابرز تلك الاصلاحات: وقف كل توظيف في مؤسسات الدولة كافة من دون استثناء، وضع حدّ للنزف الحاصل في قطاع الكهرباء من خلال اشراك القطاع الخاص،
تطبيق القانون الرقم 431 لجهة خصخصة القسم الاكبر من قطاع الاتصالات والابقاء على حصة معيّنة للدولة.
الرئيس يأمل: من جهة ثانية، وعشية انطلاق مؤتمر روما في 15 الجاري، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في ان يحقق النتائج المرجوة منه لجهة توفير الدعم للجيش والقوات المسلحة اللبنانية كي تتمكن من الاستمرار في قيامها بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الشرعية الى كل الاراضي اللبنانية. واعتبر "ان مشاركة الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في هذا المؤتمر تدل مرة اخرى على الثقة بلبنان والرغبة في مساعدته على مواجهة التحديات المرتقبة. ولعل ما يعزز هذه الثقة التضامن الوطني الواسع حول الجيش والمؤسسات الأمنية كافة التي تحظى بثقة جميع الأطراف السياسيين ودعمهم. وعلى رغم التباينات في المواقف السياسية التي تظهر من وقت الى آخر، الا ان لا خلاف بين اللبنانيين على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش والمؤسسات الأمنية الاخرى".
الاستراتيجية بعد الانتخابات: وفي موقف لافت، شدد رئيس الجمهورية - خلال عرضه اليـوم التحضيـرات
للمؤتمر في لقاءين منفصلين الاول مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل والثاني مع سفير ايطاليا في لبنان ماسيمو ماروتي- على ان ما سيصدر من قرارات وتوصيات عن مؤتمر روما سوف يعزز قدرات المؤسسات الأمنية كافة لا سيما منها الجيش الذي يطالب لبنان بتزويده باسلحة نوعية تمكنه من اداء دوره من خلال الاستراتيجية الدفاعية الوطنية التي ستكون موضع بحث بين القيادات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل والتي ستنبثق منها حكومة جديدة. وشكر عون كل من ساهم في تنظيم مؤتمر روما لاسيما الدولة الإيطالية وسائر الدول والمنظمات الدولية المشاركة .
الطاقة الاغترابية في بيروت: الى ذلك، وفي اعقاب اختتام مؤتمر الطاقة الاغترابية في اوستراليا السبت الماضي، تستعد الدوائر المختصة في وزارة الخارجية لمحطتين تاليتين الاولى في باريس مع مؤتمر الطاقة الذي يعقد في 7 نيسان في اليوم التالي على انعقاد مؤتمر "سادر" في 6 منه، لتحفيز اللبنانيين على المشاركة في الاستثمارات في لبنان في ضوء الدعم الذي ستقدمه الدول المؤمنة بضرورة صون الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي فيه. اما الثانية، ففي بيروت، حيث علمت "المركزية" ان مؤتمرا شاملا للطاقة الاغترابية سيعقد ايام 11 و12 و13 ايار سيدعى اليه اركان الاغتراب من مختلف دول الانتشار اللبناني في العالم ليشكل تتويجا لمؤتمرات الخارج وواحة للمشاركة بكثافة في ورشة تعزيزالتواصل وانشاء شراكة وتشجيع الاستثمار بين الداخل والخارج.
بين لبنان وارمينيا: في الاثناء، جال رئيس الوزراء الأرميني كارين كارابيتيان اليوم في بيروت في زيارة رسمية حيث التقى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ومن السراي، اشار في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الحريري أن "تم الإتفاق على تأسيس صندوق مشترك بين لبنان وأرمينيا لدعم المبادرات بين البلدين، وتطوير نظام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين قائمة على مستوى رفيع. من جهته، اعلن الحريري أن "تم الإتفاق على التعاون المصرفي وتمويل مشاريع عامة وخاصة، كما اتفق على تعزيز التعاون في القطاع السياحي، مبديًا حرصه على ان تجتمع اللجنة العليا بين البلدين وتتبلور العلاقة بينهما في شكل عملي أكثر، مشيرا الى ان تم الإتفاق ايضا على تعاون في مجال التكنولوجيا. وأكد أن العلاقة مهمة جدًا بين البلدين، وسيتم تطويرها بالشكل الذي يرضيهما.
الحاج – عيتاني: على صعيد آخر وفي جديد قضية الحاج – عيتاني، استجوب قاضي التحقيق العسكري الاول في بيروت رياض ابو غيدا، اليوم المقرصن ايلي.غ. وفي وقت استكمل أبو غيدا الاستماع الى ايلي في الرابعة من بعد الظهر تم ارجاء جلسة الاستماع الى المقدم سوزان الحاج الى العاشرة من صباح غد. واذ علم ان وكيل إيلي لم يحضر الى المحكمة العسكرية لاعتباره التبليغ غير قانوني، اشارت معلومات صحافية الى ان المقدّم الحاج بدت بحالة جيدة اليوم، لكنها لم تقابل أحداً من المقرّبين منها، مشيرة الى ان "الوزير السابق رشيد درباس هو المحامي الأول الذي سيقوم بالدفاع عن الحاج وقد استعان بخبراء فنيين لدحض الأدلة التي ستُعتمد ضدها". أما وكيل المسرحي زياد عيتاني فأوضح ان "طلب اخلاء سبيله سيبت غدا او بعد غد".
نصف مليون قتيل: اقليميا، وعشية دخول الحرب السورية عامها السابع، أعلن المرصد السوري سقوطَ أكثر من نصف مليون قتيل في المواجهات المستمرة منذ آذار من العام 2011. ميدانيا، قال "المرصد" إن الجيش السوري فرض سيطرته على نحو ستين بالمئة من المدينة المحاصرة خلال ثلاثة عشر يومًا من المعارك، لافتًا الى أن قوات النظام تحاصر حرستا وأن الخسائر البشرية ارتفعت ووصلت إلى نحو 1150 شهيدا مدنيا. في المقابل، أعلن "جيش الإسلام"، أحد أكبر الفصائل المسلحة التي تقاتل في الغوطة الشرقية، عن التوصل إلى اتفاق مع روسيا من خلال الأمم المتحدة من أجل إجلاء الجرحى، من المدينة. اما شمالا، فأشار المرصد الى ان مئات المدنيين فروا من عفرين مع اقتراب القوات التركية منها.