استنفار سياسي واسع يواكب جملة محطات محليــــــة وخارجية "مفصليّة"
موازنة 2018 من الحكومة الى البرلمان.. ومهرجانات واتصالات انتخابية بالجملة !
الحريري الى روما 2 ووفود سعودية وأرمنية في بيروت..وأمل-التيار عود على بدء
المركزية- لن تعرف الحركة السياسية استراحة حتى في عطلة نهاية الأسبوع. فالاستحقاق النيابي الذي تتطاير أوراق الرزنامة بسرعة جنونية في اتجاه تاريخه المحدد 6 أيار 2018، ومواعيدُ مؤتمرات الدعم الدولية التي صارت "خلف الباب"، سيفرضان ايقاعهما على النشاط المحلي الذي سيشهد من الان فصاعدا، دينامية استثنائية ضرورية لمواكبة المحطات المحلية والخارجية المفصلية هذه، بأفضل صورة وأتم جهوزية..
لجنة الموازنة غدا: وعليه، تعقد اللجنة الوزارية المكلفة درس الموازنة لعام 2018، غدا الاحد، اجتماعا يُفترض ان يكون الاخير، سيخصص لقراءة نهائية لمشروعها، على ان يجتمع مجلس الوزراء بعد ذلك بساعات لاقرارها واحالتها الى مجلس النواب. وقد أكد رئيسه نبيه بري اليوم انه تلقى وعدا بأن يتسلّم المجلس الموازنة الاثنين أو الثلثاء على أبعد تقدير، موضحا أنه سيحيل مشروعها إلى اللجنة النيابية للمال والموازنة فور وروده، وأن التوجّه هو لعقد جلسات نهارية ومسائية للجنة بما يمكّنها من إنجاز مهمتِها خلال أسبوعين أو ثلاثة على الاكثر، بما يعني إمكان عقد جلسة لإقرار الموازنة أواخر آذار الجاري، أو مطلع نيسان المقبل.
الى روما 2: وبعد ان يطمئنّ الى سلوك الموازنة طريقها الصحيح، بما يُثبت جديّة لبنان الرسمي في ملاقاة متطلبات الدول المانحة التي ستشارك في مؤتمرات الدعم الدولي، يُتوقع ان يغادر الرئيس سعد الحريري بيروت متوجّها الى أوّلها، مؤتمر روما 2. وبحسب معلومات "المركزية" يصل الحريري الى العاصمة الايطالية الاربعاء المقبل، يرافقه وفد امني كبير يضم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدفاع يعقوب الصراف ووفد عسكري من كبار ضباط الجيش وقوى الامن الداخلي برئاسة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام جهاز امن الدولة اللواء طوني صليبا. وقد وضعت الاجهزة العسكرية والامنية دراسة وافية لحاجاتها، بُحثت صيغتها النهائية في اجتماع "الاعلى للدفاع" أمس في بعبدا، سيصار الى مناقشتها في المؤتمر الذي من المنتظر ان يخرج منه الجيش والقوى الامنية بسلّة مساعدات وفيرة، تمكنهم من المضي قدما في مواجهة الارهاب وتحديات المرحلة، وقد مهدت لها هبة فرنسية جديدة للجيش، بقيمة 14 مليون يورو (17 مليون دولار) تشمل تدريبات وصواريخ مضادة للدبابات، أعلنت عنها باريس الخميس الماضي، لمناسبة زيارة الصراف فرنسا.
حركة انتخابية ناشطة: غير ان الصوت الاعلى على الساحة الداخلية في الايام المقبلة، سيبقى لهدير الماكينات الانتخابية. ففيما تدور عجلات الاتصالات بدينامية مطّردة، تتّجه الانظار بعد ظهر غد الى مجمع «seaside» الذي يستضيف حفل إعلان مرشحي "تيار المستقبل"، ويلقي خلاله الرئيس الحريري كلمة، يرسم في متنها خارطة طريق "تيار المستقبل" نحو 6 أيار". الى ذلك، يطلق حزب "الكتائب اللبنانية" برنامجه الإنتخابي لعام 2018 في مجمع The Legend- نهر الكلب. أما "المبادرة الوطنية" فتجتمع غداً في فندق البريستول "لإطلاق معارضة وطنية في وجه الحكم والحكومة والإرتكاز الى شرعيات ثلاث: اللبنانية، العربية والدولية"، على حد تعبير النائب السابق فارس سعيد.
بين القوات والمستقبل: وفيما ستكرّ تباعا سبحة المهرجانات الانتخابية التي ستساهم في تظهير معالم الاستحقاق المرتقب، مرشّحين وبرامج وتحالفات، حيث ترفع "القواتُ اللبنانية" الاربعاء المقبل، الستارَ عن مرشحيها، في حفل تقيمه على مسرح "بلاتيا" في جونية، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ان الاتصالات بين معراب وبيت الوسط، مستمرة على قدم وساق غداة زيارة موفد الرئيس الحريري الوزير غطاس خوري لمقر قيادة القوات، موضحة ان الاجواء ايجابية وان الحزب يدرس ما حمله خوري من اقتراحات وهو يُخضعها لبعض التنقيح قبل ان يبلغ موقفه النهائي منها، الى التيار الازرق في غضون ساعات. واذ تقول ان طبيعة القانون الانتخابي قد تفرض على الطرفين التحالف في بعض المناطق والتباعد في أخرى، توضح المصادر ان خريطة التحالفات المنتظرة ليست معيارا صالحا لقياس العلاقة التي ستجمع الحزبين في المرحلة المقبلة. فالمسار الايجابي الذي انطلق بين المستقبل والقوات منذ اسابيع، كان هدفه اولا اعادة ترسيخ دعائم التفاهم السياسي – الاستراتيجي الذي يجمعهما، وسيأتي لقاء الحريري وجعجع، ليتوّجه وربما حصل عشية ذكرى 14 آذار، في خطوة رمزية، ستؤكد ان المبادئ الاساسية التي جمعتهما في ذلك اليوم من العام 2005، لناحية التمسك بالسيادة والاستقلال وبقيام الدولة القوية ورفض السلاح غير الشرعي، لا تزال حيّة اليوم، أكثر من اي وقت.
حزب الله – التيار: على الضفة المقابلة، المشاورات ايضا مستمرة بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وقد أشارت معلومات صحافية الى أنّها حتى الساعة، أفضت الى اتفاق على التحالف الانتخابي في دوائر بعبدا وعاليه - الشوف اضافة الى بيروت الثانية، ولايزال البحث عن صيغة تفاهم في البقاع الغربي ليصل عدد الدوائر المتحالف فيها حزب الله والتيار الوطني الحر الى اربعة، وهو العدد المتوقع لتحالف "الوطني الحر" مع "المستقبل" أيضاً.
حركة زوّار: وسط هذه الاجواء، يستقبل لبنان عددا من الزوار الاسبوع الطالع. اذ علمت "المركزية" أن "رئيس حكومة ارمينيا كارين كارابيتيان يصل الى بيروت بعد غد الاثنين تلبية لدعوة رسمية وجهها اليه الرئيس الحريري للقاء كبار المسؤولين واجراء محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتشجيع الاستثمارات والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية. الى ذلك، ومتابعة لمسار توطيد العلاقات اللبنانية – السعودية، يُتوقع ان يصل الى لبنان الأسبوع الطالع وفدان سعوديان. الاول، يتردد ان سيرأسه وزير خارجية المملكة عادل الجبير، لتسليم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونقل دعوة الى وزير الخارجية جبران باسيل لزيارة الرياض. أما الثاني، فوزاري – تقني، وفق معلومات "المركزية"، سيجول على المسؤولين اللبنانيين حيث يجري مباحثات تندرج في سياق التحضير لمؤتمرات الدعم الدولية للبنان، وأولها مؤتمر روما 2.
سجال: من جهة ثانية، اشتعلت جبهة التيار الوطني – امل مجددا وتوالى سجال باسيل – وزير المال علي حسن خليل فصولا، وتوسّع بيكاره بدخول وزير الزراعة غازي زعيتر على الخط. ففيما غرد باسيل عبر تويتر من اوستراليا حيث اختتم اعمال مؤتمر الطاقة، قائلا "أخجل من القول بأن هناك في لبنان من يحرم المستحقين توقيعه لتعيين قناصل فخريين مستعدين لخدمة لبنان مجانا فيما يجب ان يكون لنا جيش من القناصل الفخريين من دون ان نترجى احدا من السياسيين"، قال زعيتر "ليخجل باسيل من نفسه. واطلاق مواقف سياسية لكسب بعض اصوات المغتربين معيب، فالقناصل لا يعرقلهم احد انما هو من يعينهم"، متوجّها في المقابل الى وفد من الناجحين في مباراة حراس الأحراج زاره اليوم قائلا "باسيل الذي يعتبر نفسه عابرا للطوائف بتياره وحزبه يعرقل توقيع مرسوم تعيينكم وهذا نوع من العرقلة والكيدية السياسية". وكان وزير الخارجية رد اليوم على كلام خليل معتبرا ان "الانتشار تسمم لانهم ادخلوا السياسة عليه وقسّموه. الانتشار مسمم ونحنا عم نعملّو detox"، وسأل "كيف يمكن ان يفاخر احد بأنه خرب مؤتمرا للاغتراب"؟
عزل الغوطة: اقليميا، واصل النظام السوري عملياته في الغوطة رغم القرار الدولي 2401. اذ عزلت قواته اليوم مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق اثر تقدم جديد حققته على حساب الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد المرصد السوري الذي أوضح أن عزل دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، يأتي بعد "سيطرة قوات النظام على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها"، مشيراً إلى أن "قوات النظام تمكنت من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب".