Mar 05, 2018 6:40 AM
صحف

الحريري العائد والسعودية "الناعمة"!

انهى رئيس الحكومة سعد الحريري زيارة "ناجحة جداً" (كما وصَفها)، للمملكة العربية السعودية دامت ستة ايام التقى خلالها كلاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعقد لقاءات عدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين سعوديين آخرين، ويُنتظر ان تنصبّ الاهتمامات والمتابعات اليوم على حركته، وذلك لمعرفة نتائج هذه الزيارة من خلال الخطوات التي سيتّخذها، سواء على المستوى الانتخابي، او مستوى علاقاته السياسية.

وبحسب المعلومات التي استقتها «الأخبار»، من مصدر مواكب، "لم تطلُب الرياض اصطفافاً سياسياً صدامياً يُعيد إلى الأذهان مشهد عامَي 2005 و2009 ولم تطلب مواجهة "حزب الله" بالقوة، بل قرّرت أن تتعامل مع الساحة اللبنانية في شكل ناعم، بما يُعيد التوازن الذي يمنع "حزب الله" وحتى "التيار الوطني الحرّ" من السيطرة على مفاصل الدولة".

ولم يكُن صدفة وفق "الاخبار" أن توقيت التحرك السعودي بفي اتّجاه الحريري أتى قبل الإعلان النهائي عن طبيعة التحالفات التي يرسِمها "تيار المستقبل" لخوض الانتخابات التشريعية. وفيما ذكر مسؤولون في «المُستقبل» أن السعودية «طلبت من الحريري عدم التحالف مع "التيار الوطني الحرّ"، وتحديداً في دوائر بيروت الأولى وزحلة وصيدا - جزين»، ذكرت مصادر أخرى في التيار الأزرق "أن السعودية لم تلزم الحريري بأي خيارات انتخابية، داعية إلى عدم القفز «إلى أي استنتاجات متسرعة منذ الآن».

وفيما تؤكد قيادات في المستقبل أن زيارة الرئيس فؤاد السنيورة في دارته في بلس مساء امس كانت مقررة قبل زيارة السعودية، يشير آخرون إلى أن هذه الزيارة وإعادة ترشيح رئيس الحكومة الأسبق للانتخابات عن دائرة صيدا ــ جزين، هي نتاج الرحلة السعودية، وقال هؤلاء إن مبادرة الحريري، استناداً إلى «الهمس السعودي»، «محاولة تعويض ونوع من الاعتذار عن تعاطي الحريري معه طوال الفترة السابقة»، وأشاروا إلى أن هذا الجو كان قد بلغ السنيورة عبر نزار العلولا.

ومن المتوقّع أن يعلن السنيورة، الذي كان قد طلب مهلة لحسم خياراته، عزوفه عن الترشّح للانتخابات، في مؤتمر صحافي يعقده اليوم في مجلس النواب، على أن يبقى هو رئيس كتلة المستقبل في مرحلة ما بعد الانتخابات، إذ أكدت مصادر مطلعة على مضمون اللقاء أن السنيورة «لم يبدُ متحمساً للفكرة التي طرحها الحريري، وهو الذي رفض هذا الطلب سابقاً قبل سفر رئيس الحكومة». غير أن قبول السنيورة أو رفضه، لا يلغي حقيقة أن المملكة قررت انتهاج سياسة جديدة ستطوي حقبة ضبابية شابت علاقتها بلبنان، وخصوصاً بعد استقالة الحريري.

وعلى هذا الخط، افادت "النهار" ان الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الذي زار ‏بيروت الأسبوع الماضي سيعود اليوم إليها لاستكمال لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية التي لم يتمكن من ‏لقائها في زيارته الاولى بعدما اضطر الى العودة بسرعة الى الرياض للمشاركة في اللقاءات التي عقدت بين ‏المسؤولين السعوديين والرئيس الحريري.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o