Jul 07, 2019 7:06 AM
صحف

إعتراض سنّي... وزيارة هزيلة لرئيس "التيار" لطرابلس

عكس هزال استقبال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل في مدينة طرابلس أمس، في ظل الأجواء المشحونة التي يشهدها لبنان، الاعتراض الطرابلسي على زيارته بعد أحداث الجبل التي نجمت عن زيارته إلى عاليه الأحد الماضي والتي نقلت البلد إلى حال من التوتر والتأزم. وامتنع عدد من قادة المدينة عن التواجد في عاصمة الشمال أمس تفاديا للإحراج أو رفضا لاستقبال باسيل في حال طلب زيارتهم، فغادرها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى الخارج، كذلك الوزير السابق محمد الصفدي، فيما تردد أن النائب فيصل كرامي الذي يتمتع بعلاقة تحالف مع باسيل، غادر إلى المنزل الصيفي للعائلة في بلدة بقاعصفرين الشمالية، بينما تغيب قادة "تيار المستقبل" عن المشاركة في أي من محطات زيارة باسيل في طرابلس وفي عكار، بعد أن وجه "التيار الحر" دعوات إليهم قبل يومين.

وكان رموز المدينة الآخرين وسياسيوها رفضوا الزيارة أصلا وهاجموها مثل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي والنائب السابق مصباح الأحدب، فضلا عن صدور مواقف عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي ضدها.

وشهد بعض الطرق الرئيسة المؤدية إلى معرض رشيد كرامي الدولي حيث التقى باسيل بمناصريه تعليق لافتات ترفض الزيارة وشمل بعضها تعليق أحذية فيها تعبيرا عن السخط على قيامه بها. وقال قياديون في المدينة لـ"الحياة" أن "ما حصل في الجبل تسبب بفورة اعتراض سني على رئيس "التيار الحر" بحيث بات عدد عناصر الحماية العسكرية من الجيش وقوى الأمن أكثر عددا بأشواط من مستقبلي باسيل.

استنفار بالغ الذروة

وسط استنفار وانتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الامنية في مدينة طرابلس، شمال لبنان بدأ باسيل زيارةً الى المدينة أمس السبت بعدما كانت مقررة اليوم (الأحد) لم يلتق خلالها احداً من فعاليات المدينة السياسية.

باسيل الذي جال شمالا في زيارة أصرّ على القيام بها، مع تقديم موعدها، بدءا من طرابلس بدت محصّنة امنيا من خلال الانتشار العسكري والامني الكثيف وعبر مواكبتها من وزير الدفاع الياس بو صعب، لكنها اقتصرت على لقاء منسقيات "التيار" وكوادره في منشآت معرض رشيد كرامي الدولي. وأعقب ذلك مهرجان أقيم في قاعة المؤتمرات في المعرض حضره اضافة الى وزير الدفاع ، النواب بيار رفول وروجيه عازار وجورج عطالله، الوزيران السابقان يعقوب الصراف وطارق الخطيب، رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء انطوان حبيب، رئيس مجلس إدارة المعرض المهندس أكرم عويضة.

كما اقتصر الاعتراض الطرابلسي الشعبي على اعتصام سلمي نفذه المحتجون عند ساحة عبد الحميد كرامي في ظل انتشار عناصر الجيش وقوى الامن في المنطقة، قبل ان ينتقلوا الى مستديرة النيني على بعد امتار من معرض رشيد كرامي الذي بدأ باسيل زيارته منه، معربين عن رفضهم لهذه الزيارة. وقطع الجيش الطريق بين دوار النيني ومعرض رشيد كرامي لمنع وصول المتظاهرين.

"الإجراءات فرضتها تهديدات تلقيناها"

وألقى باسيل كلمة استهلها بالحديث عن زيارته لطرابلس "التي أحببتها وأنا صغير، والتي سأظل أحبها بكرا وبعد بكرا ولو كره الكارهون"، معتذرا من الحضور"على تغيير البرنامج وأن تبدأ هذه الزيارة اليوم وليس غدا، وكنا نرغب بأن نزور شوارع المدينة وأن نفتتح محلات جديدة وأن نبدأ بزيارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة، ولم نود إزعاج أحد من أهل المدينة بالإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها والضرورات التي فرضتها التهديدات التي تلقيناها للأسف، من بعض الجهات فإرتأينا حصر لقائنا بمناصري التيار ولو بسرعة، والموضوع لم يعد مهما ما هو البرنامج، ومع من نلتقي".

"طرابلس لا قطع طرق ولا سلاح"

وتابع: "صحيح ان زياراتي لألتقي التيار الوطني في كل قضاء، حيث سأتوجه من هنا إلى عكار ومساء إلى زغرتا وفي الأسبوع القادم سأزور الجنوب ونلتقي مع التيار، ولكن الموضوع لم يعد مهما إلا برمزيته، بأننا لن نقبل أن لبنان يتقسم ولا أن يصبح كانتونات، ولا ان تفرض خطوط حمر على اللبنانيين، اللبنانيون يجولون في المكان الذي يريدونه، هذه الأرض لهم، وبلاد العالم كلها لم تسعهم، ينتشرون في كل مكان وينجحون فكيف يستطيع لبنان أن يسعهم، اللبناني لا ينزوي لا في منطقة ولا في قضاء، اللبناني مساحته كل الوطن وكل العالم".

وزاد: "نأتي لنعبر عن رأينا بكل حرية، ونستمع إلى الآراء الأخرى. وبالمناسبة أود أن أشكر الذين تجمعوا اليوم ليتظاهروا ضد هذه الزيارة، لأن هذه هي طرابلس السلمية الحضارية التي تعبر عن رأيها بحرية، طرابلس لا قطع طرق ولا سلاح، غصبا عنا مولوا وسلحوا ليربطوا طرابلس بأشكال لا تشبه أهلها ولا طيبتهم ولا سلام طرابلس، طرابلس الفيحاء نحن نعرفها "منيح" وأنا لست غريبا عنها".

أضاف: "قيل الكثير عن هذه الزيارة وصدقوني انها لم تكن تستأهل كل هذا، ولكن الهدف من ذلك هو لتشويه معنى الزيارة، لأنهم يريدون تركنا بعيدين عن الناس، لا يريدون ان نقترب من بعضنا بعضا، بدأوا يصورون الزيارة بأنها غزو واقتحام واجتياح وانتهاك خصوصيات، وهي كما ترون زيارة صغيرة: نحكي الحكي الطيب ونروح".

وتابع: "ليس نحن من تقال عنهم هذه الكلمات، غزو وإجتياح، نحن ولا مرة اعتدينا على أحد في طرابلس، ولا انتهكنا حرمة أي منطقة، وليس نحن من طلعنا على الجبل وعملنا معارك، ولا جئنا إلى طرابلس وعملنا معارك، ولم نشارك أصلا في أي حرب، وكنا دائما مع الجيش اللبناني ضد الميليشيات ولم نشارك في حروب الآخرين، نحن لم ننصب في تاريخنا حواجز على الطرق وفتشنا أهل طرابلس ولم ننتهك حرماتهم وكراماتهم، ولا مرة البترون سكرت طريقها على احد، بالعكس "روحوا شوفوا" أهل تنورين الذين يعيشون في طرابلس والطرابلسيين كيف يعيشون في البترون، وكيف نحن ابناء بلد واحد ومنطقة واحدة، ونحن نعرف بعضنا جيدا، وخصوصيات طرابلس نعرفها لأن في قلب التيار عندنا الماروني والأرثوذكسي والسني والعلوي في طرابلس".

"لسنا نحن من قتلنا رئيس حكومة لبنان في طرابلس"

واستطرد:" لسنا نحن من قتلنا رئيس حكومة لبنان في طرابلس، نحن في وقتها وفي ذلك الحين كنا نأتي إلى طرابلس في عز أيام الحرب والصعوبات، لأن طرابلس ولا مرة سكرت أبوابها في وجهنا في عز أيام الحرب لأننا لسنا طائفيين، ولا مرة تعرضنا لأحد على اساسة طائفته. واليوم نزور طرابلس لترسيخ العيش الواحد، ومن الطبيعي ان أكون اليوم في طرابلس، وغير الطبيعي ان أمنع عن زيارتها، والفتنة ليست أن آتي إلى طرابلس، الفتنة هي بمنعي وبمنع التيار من التواجد فيها، زمن الانقطاع عن بعضنا انتهى، والخطر على السلم الأهلي هو بمنع اللبنانيين من التواصل مع بعضهم بحجة خصوصيات المناطق. أنا الذي أعرف خصوصيات كل المناطق لأن التيار موجود في كل المناطق ويعيش في هذه الخصوصيات التي يعرفها".

"ماكينة اعلامية سياسية تعمل لتشويه سمعتنا"

أضاف: "افطار البترون، كما تتذكرون، أقمناه للمسلمين المنتسبين إلى التيار، وقد أزعجهم أن يكون هناك تيار سياسي في الوطن متنوع هكذا، ولديه خمسة آلاف بطاقة انتساب من المسلمين، هكذا هو التنوع في التيار وهكذا يعيش المنتسبون إلى التيار مع بعضهم بعضا. ماذا قلنا في افطار البترون حتى قامت علينا القيامة؟، قلنا إننا في التيار: المسلم يدافع عن المسيحيين أكثر من المسيحيين الموجودين في التيار، لأنه يعرف ان المسيحي في قلب التيار يدافع عن حقوق المسلمين في الوطن أكثر من المسلم في قلب التيار، ولذلك ترون ان هناك ماكينة اعلامية سياسية متعددة الأضلع مشاربها كثيرة وتمويلها كبير تعمل لتشويه صورتنا وسمعتنا، والتشويه يطال كل شيء حتى الأمور الحلوة التي نتحدث عنها في طرابلس".

وتابع: "نحن لا نقبل إلا أن تقوم منطقة اقتصادية خاصة في طرابلس ولها الأولوية، وان تكون منصة لإعادة إعمار سورية، وتحدثنا عن مطار القليعات وعن المرفأ في طرابلس وعن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس والتي لها الدور المهم، لكن إذا أقمنا مشروعا مهما في منطقة لا يعني ذلك اننا مع إلغاء مشروع في منطقة أخرى، لماذا هذا الفكر الإلغائي؟. نحن بإمكاننا إنشاء منطقة إقتصادية هنا وهناك ومعمل هنا ومعمل هناك، وان نتفق مع فريق سياسي هنا ومع فريق سياسي آخر هناك، هذه هي ميزة التيار يستطيع ان يعمل على كل الجبهات، وليس محصورا في منطقة أو بفريق واحد".

"باسيل يريد رئيس حكومته قويا في البلد"

وتابع: "قلنا اننا لا نريد لا مارونية سياسية ولا شيعية سياسية ولا سنية سياسية، قولونا اننا نريد ان تأتي المارنية السياسية وتحل مكان السنية السياسية، كل ذلك تشويه وغسل عقول، كل ذلك ليبعدونا عن بعضنا كلبنانيين، وأحلى تهمة اتهمونا بها اننا نمس بصلاحيات رئيس الحكومة، ومن الذي اتهمنا؟، هو أول من مس بصلاحيات رئيس الحكومة عندما تآمر عليه بمس أول صلاحية له في إقالته من الحكومة، ونحن الذين دافعنا وقلنا لا أحد يستطيع أن يفرض على رئيس حكومتنا شيئا، وهو الذي يقرر وبحرية قراره وبموجب ما يقوله الدستور، نحن الذين لا نقبل، وليس جبران باسيل الذي يقبل ان تمس صلاحيات رئيس الحكومة، جبران باسيل الذي يريد رئيس حكومته قويا في البلد، قوي بالدستور، قوي بالصلاحيات، وبالشعبية، وبالناس، ويقف معه على هذا الأساس من منطق القوة، نقف مع بعضنا، والذي يقوى منا نقوى معه، والذي يضعف منا نضعف معها".

"البلد ليس محميات وطرابلس تنبذ الإرهاب"

وقال: "نحن اليوم في قلب طرابلس، ونحب ان نتواجد اكثر ونتوسع بحضورنا، واعرف ان هذا يزعج بعض الناس، لكننا لن نحكي مع اهل طرابلس إلا بالسلام والتلاقي والمحبة لأننا نحن ولا يوم كنا من أمراء الحرب، نحن أمراء السلم في لبنان، نبني السلم مع بعضنا، ولذلك ليس لدينا حاجة ان نأخذ إذن من احد حتى ندخل عند أحد، هذا البلد ليس محميات، وليست كل منطقة مخصصة لأحد، هذا البلد يجب ان يكون مفتوحا على بعضه، وإلا "بكونوا عم يردونا على الحرب" وهذا المنطق سقط ولن نرجع إليه، ليست هناك رجعة للحرب في لبنان، هناك تقدم نحو السلام، نحو العيش الواحد، ومن ضمنه حرية التعبير المقدسة ولكن من دون ان تتخطى الحقيقة لأنها تفقد قدسيتها وتصبح وكأنها تمس بخصوصية الناس وكرامتهم".

وأعلن: "ما أود ان اقوله لكم، مع كل هذا الهيجان غدا ترون اننا سنرجع قريبا في زيارة ثانية إلى طرابلس وفق برنامج عادي. ان الإرهاب لا دين له، وليس له طائفة ولا ينتمي إلى طائفة او اي مجموعة لبنانية او اي مدينة لبنانية، ممكن ان نجد لبنانيا ارهابيا أو مارس عملا إرهابيا لكن هذا لا يوصم لا شعب ولا مدينة وقد بينت طرابلس انها تنبذ الإرهاب ورافضة له لأنها تريد ان تعيش بسلام، وهذا هو تاريخها وهذا هو حاضرها اليوم وهكذا سيكون مستقبلها".

"نريد الجيش وغيرنا يريد الأمن الذاتي"

وختم: "لذلك لا نقبل بأن يفرض علينا أحد أمرا واقعا مناطقيا وأن يقوم بالهيمنة على اي منطقة تحت مسمى الخصوصية، نحن نريد ان نتواصل مع الجميع ونرد الكذبة والتهمة والتشويش بمزيد من التلاقي، هم يشوهون ويكذبون ونحن نحكي الصدق، هم يحكون ونحن نعمل، وبئس الزمن الذي يتحول معه الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى جلاد، وحيث تتحول زيارات التلاقي والعيش الطيب الحلو إلى زيارات للإستفزاز وانتهاك الحرمات، ولكن اليوم اقول لكم اننا وأهل طرابلس انتصرنا، ولكن لم ننتصر على طرابلس كما سمعت احد السياسيين يقول، انتصرنا لطرابلس، والانتصار الحقيقي عندما نأتي وندشن المشاريع كما جئنا في المرة السابقة ودشنا محطة تحويل الكهرباء في طرابلس، وننتصر لأهل طرابلس عندما نأتي قريبا لنضع حجر الأساس لمحطة تكرير النفط ولمعمل دار عمار، هذا هو الانتصار الحقيقي لأن كل هذه المشاريع لكي تكون عندنا دولة ونحن أبناء الدولة، ونحن الذين نريد الدولة وغيرنا يريد المزرعة، نحن نريد الجيش اللبناني وغيرنا يريد الأمن الذاتي، هذا نحن وهذا هو التيار، تيار كل المناطق والطوائف، تيار مد اليد وتيار الدولة، وليس لديه مشروع إلا مشروع الدولة والدستور والقانون، ونحن وإياكم نريد أن ننتصر للبنان ولطرابلس".

...ومن عكار: لا "نكنتن" لبنان

ومن طرابلس، انتقل باسيل الى عكار للقاء هيئة التيار ايضا. واتّخذ الجيش وقوى الامن الداخلي تدابير أمنية مشددة على الطرق الرئيسية والفرعية في مناطق محددة من محافظة عكار، بالتزامن مع الزيارة. وتم تسير دوريات مؤللة وانتشار عناصر امنية عند عدد من مفارق الطرق، كما تموضعت آليات عسكرية وحواجز في وسط بلدة حلبا وعند مداخل بلدتي منيارة والشيخ طابا حيث اقيم لقاء شعبي مع باسيل.

وأشار باسيل، إلى أن "الظروف الأمنية التي فرضت علينا، قد قلصت هذه الزيارة، التي كنا نريدها يوما كاملا". وقال: ""نحن لا نحكي عن لبنان الصغير المعزول ولا "نكنتن" لبنان ولا نقسمه أو نعزله، ونتحدث عن حقوق المكونات في هذا الوطن، كي نتعادل، وندافع عن صلاحيات الكل، لكي نكون متساوين".

اضاف: "هم لا يريدون تيارا منفتحا، بل أن نجلس في التركيبة، التي صنعوها بعد الحرب، كل واحد عنده طائفته وصندوقه، وكل واحد له زلمه في قلب الإدارة، وعندما نريد أن نتحدث خارج الصناديق والمناطق والطوائف، يحاولون قتلنا جسديا أو سياسيا"، مستنكرا "أساليب الكذب والتشويه، التي يتعرض لها التيار"، مؤكدا "نحن لم نقفل الطرق، ولم نقم الحواجز، ولسنا نحن من قتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي، هذه كذبة اليوم، ودليل أن ثمة أناسا غير قادرين على الخروج من ماضيهم، ويريدون تزوير حتى التاريخ".

وتابع: "نحن سنتلاقى دائما، ونمد يدنا لبعضنا بعضا، وهذا المشهد اليوم، هو مثال لصورة التيار في كل لبنان، فيه المسيحيون والمسلمون. علينا أن نتحمل الكذب والتشويه، لكن علينا أيضا أن نرد عليهم بالمزيد من العمل والجهد والانفتاح، وأن ندع الوقت يكشف كذبهم. إننا متمسكون بلبناننا الكبير، وبعيشنا مع بعصنا، وسندخل إلى كل القرى والبلدات، فأنتم لا تنطقون إلا بالكلمة، التي فيها السلام والخير، ونحن لا نريد حماية إلا من الجيش اللبناني، ولن تتمكن أي قوة من فصلنا عن جيشنا، علينا المحافظة على دولتنا ومؤسساتنا الوطنية الجامعة، وهكذا نبني لبنان المتنوع والكبير". بعد ذلك انتقل إلى بلدة رشعين، لرعاية عشاء هيئة قضاء زغرتا في "التيار".

المصدر: الحياة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o