Jul 05, 2019 7:15 AM
صحف

بعبدا توضح ميثاقية وصلاحية "الاعلى للدفاع"

أبدت مصادر وزارية قريبة من قصر بعبدا استغرابها لما صدر من تسريبات لا هوية لمطلقيها، تتساءل عن "الميثاقية" في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بسبب غياب الوزراء الدروز عنه. ودعت من لم يكشف عن هويته الى مراجعة قانون الدفاع الوطني الصادر بالمرسوم الاشتراعي الرقم 102 تاريخ 16 أيلول 1982(المادة 7) والذي قال بوضوح، انّ المجلس ينعقد برئاسة رئيس الجمهورية ويضمّ رئيس الوزراء نائباً للرئيس وأعضاء حُكميين هم وزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية والاقتصاد. كذلك نصّت الفقرة 2 من المادة نفسها انّه يحق لرئيس المجلس الأعلى ان يستدعي من يشاء ممن تقضي طبيعة أعمال المجلس حضورهم. 
ودعت المصادر الوزارية الذين تناولوا الاجتماع الأخير للمجلس الاعلى للدفاع الى "وقف النفخ الطائفي والمذهبي والكف عن تضليل الرأي العام والعزف على اوتارهما، وافتعال إشكالات لا معنى لها ولا مضمون ولا تأتلف مع دعوات التهدئة الصادرة عن معظم القيادات الرسمية والسياسية والروحيّة بهدف معالجة ما حصل الأحد الماضي في منطقة عاليه، بما يحفظ الاستقرار الأمني ويمّكن الأجهزة القضائية من القيام بدورها من دون ضغط واستباق للتحقيقات". 
من جهة أخرى، اضافت المصادر، ان من حضر اللقاء لديه ما يبرره في نظام المجلس الأعلى. لذلك، ورداً على أي ملاحظات، أشارت الى ان مشاركة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي من خارج الأعضاء الحكميين اجتماع الاثنين الماضي، جاء بناء على طلب رئيس الجمهورية، وكذلك حضور القادة الأمنيين في الجيش وقوى الامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والمسؤولين عن المخابرات في الجيش وقوى الامن، وذلك نظراً الى طبيعة المواضيع التي طُرحت في الاجتماع الذي شارك فيه أيضاً النائب العام التمييزي بالنيابة القاضي عماد قبلان نظراً لكونه باشر التحقيقات في ما حصل. 
واوضحت المصادر، انّ مشاركة القادة الأمنيين في الاجتماع مسألة طبيعية، لأنّ البحث تركّز على هذه الأحداث التي تابعتها الأجهزة الأمنية التي تقع تحت أمرتهم ولديهم التقارير المفصّلة عنها. 
وعن صلاحيات المجلس ودوره قالت المصادر، انه يتخذ إما توصيات تُرفع الى مجلس الوزراء اذا كانت طبيعتها تتطلب إتخاذ قرارات في شأنها، وكذلك للمجلس أن يطلب الى القادة الأمنيين إتخاذ إجراءات تدخل في صلب مهماتهم الأمنية ولا تحتاج الى موافقة مسبقة من مجلس الوزراء، ولم يحصل ان تجاوز المجلس الأعلى، لا في اجتماع الاثنين الماضي، ولا في غيره من الاجتماعات، الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء، وكل ما قيل خلاف ذلك يندرج في إطار سياسي لا صلة له بالواقع القانوني الخاص بمهمات المجلس ومسؤولياته. 

خطوة استنسابية: من جهته، اعتبر عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن "ان إستبعاد ممثل درزي عن اجتماع المجلس الاعلى للدفاع خطوة استنسابية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: لو تم الالتزام بقانون الدفاع المدني والاكتفاء بحضور الوزراء الأعضاء لم نكن لنطرح علامة الاستفهام، أما أن تتم دعوة أشخاص من خارج السياق كوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي فهنا لا بد من طرح السؤال.
وإضافة إلى تغييب رئيس الأركان عن عدد كبير من اجتماعات سابقة للمجلس الأعلى للدفاع، فإن موقف «الاشتراكي» و«المجلس المذهبي الدرزي»، المنتقد لاستبعاده جاء وفق أبو الحسن انطلاقا من أسباب عدّة أهمّها، أن الاجتماع الأخير كان مخصصا للبحث في أحداث الجبل ومسألة حساسة مرتبطة بالطائفة الدرزية، إضافة إلى أن اللواء العرم كان يتابع الأوضاع على الأرض إلى جانب قائد الجيش، ورغم ذلك لم تتم دعوته في الوقت الذي دعيت فيه شخصيات من خارج السياق على غرار الوزير الدولة سليم جريصاتي.
ومع رفضه الدخول في النيات لجهة استهداف الطائفة الدرزية، قال أبو الحسن: «هذا الموضوع ليس قضية مركزية لكن كان من الأفضل استدراك هذا الأمر ودعوة الشخصية الثانية بعد قائد الجيش لا سيّما في قضايا كتلك التي بحثت في الاجتماع الأخير».
وفي رد منها على هذا الانتقاد، توضح المصادر الوزارية أن «دعوة رئيس الجمهورية للقيادات الأمنية صودف أن توزيعها الطائفي يغيب عنها الدرزي»، مشيرة في الوقت عينه إلى أن رئيس الأركان عادة ما يحضر نيابة عن قائد الجيش إذا كان غائبا.
وتشير المصادر إلى أن المجلس الأعلى للدفاع يأخذ قرارات أمنية تدخل ضمن النطاق العملاني للمؤسسات أما تلك المرتبطة بقضايا أكبر وأكثر أهمية فيقدم توصيات بها إلى الحكومة الممثلة لكل الطوائف والأفرقاء، وبالتالي فإن اجتماعه بعد حادثة عاليه لم ولن يأخذ أي قرارات من شأنها تجاوز الحكومة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o