Jul 03, 2019 6:31 AM
صحف

ساترفيلد يتراجع... وترسيم الحدود يتأخّر

حجبت التطورات الداخلية، زيارة الموفد الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي يقوم بجولات مكوكية بين لبنان واسرائيل أملاً في تحقيق اختراق جدي في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين البلدين. وعلى رغم الاجواء الايجابية التي صدرت من غير مكان أمس، فقد افادت "النهار" ان حصيلة لقاء بري وساترفيلد لم تكن إيجابية. وتبين أنهما لم يتفقا، خصوصاً ان ساترفيلد حمل إلى لبنان جملة من المواقف والاقتراحات نسفت كل ما كان متفقاً عليه سابقاً. وأظهر الموفد الأميركي انه تراجع عن طرح رئاسة الأمم المتحدة للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل والتي كان مقرراً ان تنطلق خلال الاسبوع الجاري. 
وكان مقرراً أن يرأس هذه المفاوضات المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش بناء على تكليف من الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس. وعرض ساترفيلد على بري أن تجرى هذه المفاوضات في ضيافة الأمم المتحدة من غير أن تتم في اشراف مباشر من المنظمة الدولية. ويعني هذا التحول أن الوسيط الأميركي هو الذي يريد رئاسة المفاوضات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. ورد بري بشكل قاطع بأن لبنان لا يوافق إلا على أن تكون المفاوضات برئاسة الأمم المتحدة ورعايتها، قائلاً: "ليس هذا ما اتفقنا عليه. والطرح الجديد الذي تقدمونه غير وارد عندنا أبداً". كذلك كرر بري موقف لبنان بضرورة تلازم مساري البر والبحر في الترسيم. وسئل ساترفيلد، الذي ينهي مهمته لتولي سفارة بلاده في تركيا، هل ينعكس موقفه على الملف مع تسلم خلفه ديفيد شنكر المهمة، فأجاب بأنه سيعلن "انه بذل جهوداً كبيرة وان لبنان لم يتجاوب ولم يستجب لانجاح المفاوضات التي كانت مقررة". ورد عليه الرئيس بري: "إذا أعلنت مثل هذا الموقف وهو غير حقيقي، سأقول من جهتي أنكم (الأميركيون) ماطلتم في هذا الملف وتماطلون". 

مهمة تُحتضر! وذكر مصدر دبلوماسي لـ"اللواء" ان زيارة ساترفيلد قد تكون الاخيرة كوسيط بعد موافقة الكونغرس الاميركي على تعيينه سفيرا في تركيا، مستبعدا ان يستمر بمهامه كوسيط بينما يتسلم رئاسة بعثة بلاده في انقرة، متوقعا ان يتسلم منصبه? دايفد شنكر الملف لاطلاعه على دقائق السياسة اللبنانية. 
على ان اللافت في هذه الجولة، انها ترافقت مع معلومات أفادت ان المسؤول الأميركي لم يحمل للمسؤولين اللبنانيين أي جديد، بل انه تلا على مسامعهم أفكاراً سبق ان ابلغوه رفض لبنان لها، ما أوحى ان الزيارة قد تكون الأخيرة بالنسبة إلى موضوع مفاوضات الحدود. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o