تنقية الاجواء الداخلية مستمرة: بعبدا تطمئن دارَ الفتوى والحريري الى القصر
جلسة لمجلس الوزراء الخميس وكتلة المستقبل في طرابلس رافضة التوظيف السياسي
حلحلة في تمويل المؤسسات الاجتماعية..ايران: سنسلّم زكا لحزب الله..وساترفيلد يعود غدا
المركزية- بين استكمال عملية تنقية الاجواء المحلية من رواسب خلافات الاسبوع الماضي، والتي يُفترض ان تُتوّج بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا من جهة، وانطلاق ورشة درس الموازنة في مجلس النواب من جهة ثانية، وحلحلة أزمة دعم المؤسسات الاجتماعية المخنوقة ماليا، من جهة ثالثة، مرورا باحتواء ذيول تفجير طرابلس الانتحاري وجهود اعادة اللبناني نزار زكا من ايران، بين كل هذه الملفات، توزّعت الحركة السياسية اليوم التي استعادت زخما غير مسبوق في أوّل أيام النشاط الرسمي بعد عطلة الفطر.
جريصاتي في الدار: فعشية لقاء من المتوقّع ان يجمع في الساعات المقبلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري في بعبدا، لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتبديد غبار اشتباكات التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بما يتيح عقد جلسة "هادئة" لمجلس الوزراء الخميس على الارجح، حرص رئيس الجمهورية على توجيه رسائل ايجابية الى دار الفتوى التي رفعت السقف في الايام الماضية ضد المس بصلاحيات الرئاسة الثالثة. فأوفد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الى "الدار". ومن هناك، أكد بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ان رئيس الجمهورية "حريص على الصلاحيات لا سيما رئاسة الحكومة"، وقال "الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا". وأعلن "اننا توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير "حكم الأقوياء" الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته". وأشار جريصاتي الى انه نقل للمفتي تحيات الرئيس عون، "وقد بادلني سماحته بالإحترام للرئيس عون". وقال "أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه". وتابع "تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية"... وفي سياق مساعي تنفيس الاحتقان، نفسها، من المتوقع ان يزور وفد من التيار الوطني الحر دار الفتوى غدا، علما ان رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل يغادر الى لندن في الساعات المقبلة.
الكتلة في طرابلس: في غضون ذلك، وتضامنا مع طرابلس بعد التفجير الذي هزها والهجوم السياسي الذي شنّه البعض عليها في أعقابه، اجتمعت كتلة المستقبل استثنائيا في المدينة بعد الظهر مؤكدة "دعمها الكامل للقوى الامنية والجيش للقضاء على الارهاب ورفضها التوظيف السياسي لأحداث طرابلس" وذكّرت ان "العفو العام جزء من البيان الوزاري الذي على أساسه حصلت الحكومة على الثقة وهو للذين ظلموا في أحكام جائرة". وقبل الاجتماع زارت رئيستها النائبة بهية الحريري الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي. وكانت مناسبة للرد على منتقدي الرئيس الحريري من أهل البيت وسواهم..فأكدت ان "احدا لم يقدر ان يغير مسار طرابلس وعلاقتها بالدولة المركزية والدولة الوطنية". وقالت "مشروعنا بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويكمله الرئيس سعد الحريري، وكما هو قال ما في حدا اكبر من بلده". من جهته، اكد الرئيس نجيب ميقاتي ان الهجمة على الرئيس الحريري بغير موقعها، لافتا الى أن الرئيس الحريري اتى بتسوية معينة وباق في هذا العهد رئيسا للحكومة.
بناء لطلب نصرالله!: وسط هذه الاجواء، خرقت التطورات على خط ملف اللبناني الموقوف في ايران نزار زكا المشهدَ الداخلي. ففي وقت وصل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى طهران اليوم حيث يواصل لقاءاته تمهيدا لاعادته الى بيروت اعتبارا من الغد، برز موقف ايراني نقلته وكالة انباء "فارس"، عن مصدر ايراني مطلع، قال فيه "سيتم في غضون ساعات الافراج عن الجاسوس الاميركي -اللبناني نزار زكا وتسليمه الى حزب الله". أضاف "ان تسليم هذا الجاسوس الاميركي -اللبناني يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ولم تجر في هذا السياق أي مفاوضات في أي مستوى مع اي شخص او حكومة وان هذا الامر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية". ويأتي هذا الكلام في وقت كان تردد داخليا ان اطلاق زكا يأتي استجابة لمطالب وجهود الرئيس عون.
الموازنة في المجلس:على صعيد آخر، بحثت لجنة المال والموازنة في ساحة النجمة مشروع موازنة 2019 في حضور وزير المال علي حسن خليل. واكد رئيسها النائب ابراهيم كنعان على الاثر "اننا مع اقرار الموازنة في موعدها الدستوري لأن التأخير فيها وتجاوز السنة المالية يسمح للحكومة بانفاق ما صرفته وتنتفي مع ذلك الحاجة اليها". ولفت الى ان "وزير المال اعلن احالة قطع الحساب الى ديوان المحاسبة ولكن مشروع القانون لم تتم احالته حتى اليوم الى المجلس النيابي كما يفترض الدستور والقانون"، مضيفا "لا نفهم اسباب عدم احالة قطوعات الحسابات كمشاريع قوانين من الحكومة الى المجلس النيابي حتى الساعة". ولفت الى ان "لا يجوز الاستمرار بسياسة التوظيف المعتمدة وسيكون هناك اصلاح من قبل لجنة المال لوقف الاستثناءات في تخطي القوانين".
حلحلة في التمويل: وفي شأن غير بعيد، سُجّلت حلحلة في أزمة تمويل المؤسسات الاجتماعية. فبعد ان وجّهت عائلة مؤسسة SESOBEL رسالة إلى الرئيس عون، طالبة منه الدعم لتتمكن من الاستمرار، اتصل رئيس الجمهورية بوزير المال، واتفق معه على دفع جزء من المساهمات لعدد من المؤسسات الإنسانية المهدّدة بالإقفال، في خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان الوزير خليل وَعَد بعد مداخلات من لجنة المال، بتلبية بعض الاحتياجات الاستثنائية ومنها المطالب المتعلقة بجمعية "سيزوبيل" على أن يُجرى لاحقاً تدقيق محايد بملف الجمعيات كما أوصت اللجنة سابقاً.
عون يأمل: من جهة أخرى، اعرب الرئيس عون عن امله في ان يأخذ التفهم الاميركي للموقف اللبناني المطالب بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، طابعا عمليا يساهم في تحقيقه، مشيرا الى ان وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو كان متفهما للواقع اللبناني ولمطالب لبنان في هذا الاتجاه، "وقد اكد على ذلك في شهادته امام الكونغرس الاميركي إثر عودته من لبنان". واشاد خلال استقباله وفدا من "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان"، بروابط الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والاميركي، داعيا الشركات الاميركية "الى المشاركة في عروض تلزيم بلوكات التنقيب عن النفط والغاز التي ستنطلق بعد قرابة الشهر، وغيرها من المشاريع التي ستطلقها الدولة اللبنانية". وردا على سؤال، جدد رئيس الجمهورية شكر لبنان للولايات المتحدة الاميركية على المساعدات التي تقدمها الى الجيش اللبناني". واشار الى ان لبنان يتعاون في شكل تام مع الامم المتحدة من اجل تطبيق القرار رقم 1701، مؤكدا على استتباب الامن في المنطقة الجنوبية، ومعتبرا ان الاستقرار يسود في الداخل اللبناني بفضل سهر الجيش والقوى الامنية.
ساترفيلد يعود: وفي شأن جنوبي ايضا، علمت "المركزية" ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد سيعود الى لبنان غدا في اطار وساطته لفض اشكال ترسيم الحدود الجنوبية برا وبحرا بين بيروت وتل ابيب وقد تأخر وصوله بسبب تأخّر الجواب الاسرائيلي على الطروحات اللبنانية.
ايران تنتقد اوروبا: اقليميا، استقبل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيره الالماني هايكو ماس اليوم في طهران، وعرضا مستقبل الاتفاق النووي. وقال ماس "لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، الاتفاق النووي الإيراني، ينطوي على أهمية قصوى بالنسبة لأوروبا لأسباب أمنية". في المقابل، انتقدت إيران اليوم الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بسبب تقاعسها عن إنقاذه. ونقل التلفزيون الرسمي عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قوله "حتى الآن لم نشهد تحركات عملية وملموسة من الأوروبيين لضمان مصالح إيران..طهران لن تبحث أي قضية خارج نطاق الاتفاق النووي".