موازنة 2019من مجلس الوزراء الى قصر بعبدا
فرنسا تستعجل الاصلاحات وتحث على النأي بالنفس..وعون: متمسكون بالـ1701
قائد الجيش:أوفياء رغم التنكّر للوعود..عُمان تتوسط بين طهران وواشنطن..وماي تستقيل
المركزية- عكس انتقال مشروع الموازنة العامة لعام 2019 بعد عبوره من ممر التحفظ الحكومي الى منصّة قصر بعبدا التي تستقبله في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الاثنين المقبل في جلسة عشرينية يفترض ان تمهره بتصديق رئاسي وتحيله الى المجلس النيابي لتشريح بنوده وابداء الرأي سريعا استنادا الى ما اوعز به رئيس مجلس النواب نبيه بري، عزما رئاسيا على تخطي المطبات التي عرقلت مسار الجلسات ولم تنته، حتى في الجلسة الرقم 19 التي بدا جليا انها قفزت فوق بعض التباينات التي ما زالت ماثلة حول نقاط عدة في المشروع، خصوصا ان رئيس الحكومة سعد الحريري سيغادر الى المملكة العربية السعودية الخميس المقبل للمشاركة في القمة الاسلامية .
معاون ماكرون: وفيما ينتظر العالم الموازنة العتيدة لفتح "جعبة" مساعدات "سيدر" او إبقائها مغلقة، جال المستشار الديبلوماسي المعاون لرئيس جمهورية فرنسا ايمانويل ماكرون أوريليان لوشوفالييه، على المسؤولين اللبنانيين، فالتقى اولا الوزير باسيل، فالرئيس الحريري، عارضا للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وفي قصر بسترس، كان بحث في تطبيق بنود مؤتمر "سيدر" واقرار الموازنة، كما تم التداول في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية والوضع في المنطقة والتوتر بين إيران والولايات المتحدة الاميركية.
للنأي بالنفس: وليس بعيدا، اشارت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" الى ان لوشوفالييه الذي استعجل الموازنة والاصلاحات شدد على النأي بالنفس وعلى أهمية منع اي فصيل محلي، وتحديدا حزب الله، من وضع الساحة اللبنانية عموما والمنطقة الجنوبية خصوصا، تحت تصرّف طهران، لاستخدامها في كباشها مع الولايات المتحدة. وفي وقت باتت "صفقة القرن" الاميركية لتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، على نار حامية، فإن باريس حفّزت بيروت على المشاركة في مؤتمر البحرين في 25 حزيران المقبل لـ"جذب استثمارات إلى المنطقة بالتزامن مع تحقيق السلام"، لأن لبنان يمكن ان يستفيد منه مالا واستثمارات.
عون والتحرير: في غضون ذلك، وعشية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى المقاومة والتحرير غدا، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن انجاز التحرير "ما كان ليتحقق، لولا الروح الوطنية العالية التي تحلى بها اللبنانيون، والتي جعلت من الشهادة سلاحاً في وجه الطغيان والقوة العسكرية الغاشمة". ولفت إلى أن المقاومة "هي حق طبيعي لأي شعب تنتهك أرضه، أو مياهه، أو سماؤه، لافتاً إلى أن لبنان قدم للعالم نموذجاً تاريخياً لفاعلية مقاومة الشعوب مهما كانت قوة العدو وقدراته العسكرية". وشدد على تمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية التي تحفظ سلامته وسيادته الكاملة على أرضه، ولاسيما القرار الدولي الرقم 1701"، مشيراً في الوقت نفسه إلى خرق اسرائيل المستمر لهذا القرار. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في مطالبته الدائمة باحترام هذا القرار بكل مفاعيله ومندرجاته.
قائد الجيش: أما موقف قائد الجيش العماد جوزيف عون، في أمر اليوم في المناسبة، فلم يخل من الرسائل السياسية، فهو توجّه للعسكريين قائلا "في زمن ندر فيه الوفاء، وتحولت التضحية من أجل الوطن إلى تضحية بالوطن، ما زلتم أوفياء للقسم رغم ما تتعرض له المؤسسة العسكرية من تنكّر للوعود، تتمسكون بشرف أداء الواجب، وتقدّمون الشهيد تِلْوَ الشهيد والجريح تِلْوَ الجريح بعزيمة لا تلين، مُدركين أنكم بذلك تحفظون العهد وتصونون أمن بلدنا واقتصاده وسلمه الأهلي وصيغة عيشه المشترك. وتابع "أيها العسكريون لقد حققتم بجهودكم العديد من الإنجازات، أبرزها انتصاركم على الإرهاب، وترسيخ الاستقرار الداخلي في ظل أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين، وانتشاركم عند الحدود الجنوبية تنفيذاً للقرار1701 ومندرجاته بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وذلك على الرغم من تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته المتواصلة براً وبحراً وجواً. كل هذا أكسبَكم ثقة الدول الحليفة والصديقة، وثقة الشعب اللبناني الذي يرى فيكم صمام الأمان، فكونوا على قدر هذه المسؤولية". وختم "أيّها العسكريون اليوم أعاهد وإياكم اللبنانيين أننا لن نستكين حتّى تحرير كامل أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي، ولن نبخل بعرق أو دم لتحقيق هذه الغاية النبيلة مهما عظُمت التحديات".
ساترفيلد عائد: وسط هذه الاجواء، يعود مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت الثلثاء المقبل، مستكملا وساطته لحل خلاف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بين لبنان وتل ابيب. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن لبنان الرسمي الذي بات مجمعا على آلية واحدة للترسيم، ينتظر الاطلاع على موقف الكيان العبري من مسألة التزامن بين الترسيم بحرا وبرا التي تتمسك بها بيروت.
وساطة عمان: اقليميا، اعلنت وزارة الخارجية العمانية عبر حسابها على "تويتر" ان "سلطنة عمان تسعى مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران". ونشرت الوزارة التغريدة نقلا عن وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله.
ظريف: في الاثناء، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (الذي يزور بغداد غدا) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يرى نهاية إيران. وقال ظريف عقب لقائه مسؤولين باكستانيين في إسلام أباد، بحسب بيان لوزارة الخارجية "إيران سترى نهاية ترامب بينما لن يرى ترامب نهاية إيران أبدا"، مضيفا "ترامب اتهم الشعب الإيراني بالإرهاب مرارا، وهذا العنوان يليق به فقط".
ماي تستقيل: دوليا، وبتأثر بدا واضحا على معالمها، أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي استقالتها من رئاسة الحكومة، محددة جدولا زمنيا لخروجها من الحكومة والحزب على خلفية أزمة البريكست. وقالت، في كلمة ألقتها أمام مقر رئاسة الحكومة في العاصمة لندن، إنها ستبقى في المنصب حتى 7 حزيران المقبل، حتى تتيح الفرصة أمام حزب المحافظين الذي تنتمي اليه لاختيار زعيم جديد للحزب. وأضافت "أصبح من الواضح لي الآن أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود. لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من زعامة حزب المحافظين".