Feb 28, 2018 7:14 AM
صحف

السعودية عادت والعلولا يسأل عن الانتخابات

 

بدأت أمس الترجمة العملية للصفحة الجديدة في العلاقات اللبنانيةـ السعودية بوصول رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري الى الرياض ليلاً يرافقه وزير الداخلية نهاد المشنوق بحسب ما اوردت "اللواء" ملبياً دعوة رسمية من القيادة السعودية، كان قد نقلها إليه المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الذي سافر معه مختتما لقاءاته التي عقدها على مدى يومين في بيروت التي سيزورها مجدداً في وقت لاحق من الشهر الجاري، وذلك في ضوء نتائج محادثات الحريري في العاصمة السعودية، والذي سيعقد لقاءات تكتسب أهمية كبيرة مع أركان القيادة السعودية.

وستتّجه الأنظار الى الرياض اليوم لترقب لقاءات الحريري فيها، حيث سيستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويُنتظر أن تتناول المحادثات العلاقات الثنائية وأوضاع لبنان والمنطقة، وكذلك ستتناول في جانب منها التحضيرات الجارية لمؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان.

في التحليل لزيارة العلولا، تؤكد مصادر لبنانية، مواكبة للزائر السعودي لـ"الاخبار" أن الانتخابات النيابية شكلت مدخلاً لعودة السعودية إلى لبنان، إذ تبين أن أحد أهداف الزيارة إعادة التواصل بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، وهي المهمة التي استبعدت المصادر نجاحها «كون الزيارة أتت متأخرة كثيراً»، حتى إن العلولا استغرب في حديثه مع سمير جعجع كيف أن الحريري يقترب بهذا الشكل من "التيار الوطني الحر" ويبتعد عن "القوات".

وأكدت المصادر "أن الحريري سيلتقي خلال زيارته للمملكة الملك السعودي وولي العهد، وسيكون موضوع إعادة ترميم صفوف "14 آذار"، في الانتخابات النيابية المقبلة، جزءاً أساسياً من المحادثات، ذلك أن المملكة تنظر إلى استحقاق 6 أيار من زاوية ما سيفرزه من نتائج إما ستصبّ في مصلحة خط يبدأ في بيت الوسط وينتهي في السعودية ودول محور الاعتدال أو في مصلحة خط يبدأ في الضاحية الجنوبية وينتهي في إيران، وعلى سعد الحريري أن يختار في أي خط سيكون؟

وعلم أن العلولا استمع الى شرح قدمه جعجع عن الواقع الانتخابي، وأبلغه أن "القوات" تحاول التحالف مع "المستقبل" حيث أمكن التحالف بين الاثنين، "لكن القرار ليس بيدنا بل بيدهم". وعرض جعجع تفاصيل أجواء الاجتماعات التي يعقدها وزير الاعلام ووزير الثقافة غطاس خوري، أو تلك التي يعقدها وزير الاعلام مع الرئيس الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري، ما دفع الموفد السعودي الى الاستغراب سائلاً لماذا حصل ما حصل؟ ولماذا يتصرف الحريري على هذا النحو معكم؟

وختمت المصادر بالتشكيك في عودة الحريري الى الحضن السعودي، حتى بعد زيارته للرياض، وقالت: "يبدو أن السعودية صارت في مكان آخر، حيث إن المملكة في عهد ولي العهد غيرها في عهد من سبقه». وأشارت إلى أن «استمرار الامور على حالها سيضع الحريري والبلد على عتبة مرحلة جديدة في السابع من أيار وليس في السادس منه".

من جهتها، اشارت معلومات صحفية الى "ان زيارة الموفد السعودي الى لبنان ليست زيارة قرارات، بل زيارة اتصالات لإنعاش العلاقة بين البلدين والتي كانت تعرّضت لانتكاسة خارج إرادة الدولتين، وكذلك لتوجيه رسالة داخلية وإقليمية مفادها انّ المملكة العربية السعودية هنا ايضاً".

وتوقعت "ان يحصل في قابل الايام تقييم لنتائج هذه الزيارة ولِما سمعه الزائر السعودي من الذين التقاهم، تمهيداً لاعتماد الخيارات التي تراها مناسبة للتعاطي مع الاوضاع اللبنانية في الظرف الراهن".

وأبرز لقاءات العلولا في اليوم الاخير من زيارته كانت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلم انّ جَو هذا اللقاء «كان ودياً جداً» وغلبَ عليه طابع المجاملات. لكن مصادر واكَبته سجّلت «نبرة إيجابية» إعتمدها الموفد السعودي حيال لبنان. وخلال حديثه مع برّي إستذكر محطات بارزة في العلاقات اللبنانية ـ السعودية ليؤكّد من خلالها عمق الروابط بين البلدين، وحجم المودّة التي تكنّها المملكة لهذا البلد.

وأبلغ الى بري انه سيعود قريباً الى بيروت في زيارة ثانية، لأنه مضطر الى السفر لمواكبة زيارة الحريري للمملكة اليوم.

وفي هذا السياق، اوضحت المعلومات "أنّ زيارة العلولا لبيروت «كانت استطلاعية على الطريقة السعودية، بحيث انها ركّزت على الحلفاء التقليديين للمملكة، مع توجّه جدّي الى إعادة الربط في ما بينهم، مع ملاحظة عدم شمول لقاءاته النائب وليد جنبلاط والوزير جبران باسيل، وسياسيين آخرين كان من المتوقع أن يلتقيهم.

وأبلغ العلولا الى بعض مَن التقاهم انه لم يتطرّق الى أيّ عنوان انتخابي في اللقاءات التي عقدها، فيما رجّحت مصادر ان يطبع العنوان السياسي ـ الإنتخابي زيارته المقبلة لبيروت.

ولكن مصادر "القوات اللبنانية" قالت في حديث صحفي "انّ اللقاء بينه وبين العلولا تناول في جانب منه قانون الانتخاب الذي ستُجرى الانتخابات على أساسه، وما يردّده البعض من انه سيمكّن «حزب الله» وحلفاءه من الفوز بالاكثرية النيابية، فأكّد جعجع للعلولا «انّ هذا القانون يؤمن التمثيل الصحيح لكل المكوّنات اللبنانية وكل كلام عن انه لمصلحة فريق هو غير صحيح، وانّ ما يُثار من مخاوف في هذا الصدد هو في غير محلّه». وأشارت المصادر الى انّ الموفد السعودي «عَبّر عن الامل في ان تفضي الانتخابات النيابية الى إعادة إطلاق دينامية سيادية وإصلاحية تعيد تزخيم مشروع الدولة».

وأشارت المصادر الى انه بَدا من جو اللقاء بين جعجع والعلولا «انّ هناك تعويلاً على زيارة الحريري للرياض من النتائج التي ستسفر عنها وستكون لها انعكاساتها المباشرة على مستقبل الاوضاع الداخلية والعامة اللبنانية، فضلاً عن مستقبل العلاقة اللبنانية – السعودية.

بدورها، نقلت "الحياة" عن مرجع لبناني ممن التقاهم الموفد الملكي السعودي قوله "ان زيارته هدفت إلى ثلاثة عناوين رئيسة هي، إعطاء ‏نفحة روح جديدة للبلد بعودة المملكة إلى الاهتمام بأوضاعه، تأييد ‏الشرعية اللبنانية والحرص على دعم الدولة ومؤسساتها، ودعم ‏الحريري وتأييده في ظل المشهد السياسي اللبناني الداخلي ‏المقبل على الانتخابات النيابية، واستكشاف سبل مساندة لبنان ‏المقبل على سلسلة مؤتمرات دولية لدعم جيشه واقتصاده في ‏مواجهة أزمته نتيجة التراكمات وعبء النازحين على أرضه. ورأى ‏أن المملكة مهتمة لتعاون أصدقائها وحلفائها اللبنانيين وتوحيد ‏صفوفهم. وأكد المرجع أن العلولا "واسع الاطلاع على الوضع ‏اللبناني في شكل جيد جداً، ولديه الكثير من المعطيات".‏

وأوضح مصدر رسمي لـ "الحياة"، "أن الجانب السعودي "بدد من ‏خلال زيارته الانطباعات التي نشأت بعد استقالة الحريري من ‏الرياض في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن تباعد بينه وبين ‏المملكة، وأن الأخيرة عائدة إلى لبنان، خصوصاً أن بدء المستشار ‏العلولا اجتماعاته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والكلام ‏الذي سمعه الأخير منه عن الحرص على أفضل العلاقات له رمزية ‏إيجابية جداً". كما سمع الوفد السعودي من بعض من التقاهم، ‏بحسب قول المرجع السياسي لـ "الحياة"، "أهمية وحدة الصف ‏السني في هذه المرحلة بخلاف ما يحصل من البعض لمحاولة ‏شقه بالتزامن مع الانتخابات النيابية، على رغم أحقية أي فريق ‏سياسي في أن تكون له استقلاليته وطموحه المستقل. وشدد ‏المرجع أمام الجانب السعودي على "الحاجة إلى الوقوف إلى ‏جانب الحريري الذي يخوض مغامرة محفوفة بالصعوبات من أجل ‏إنهاض الوضع الاقتصادي وتفعيل المؤسسات في البلد".‏

وقال أكثر من مصدر لـ "الحياة" إن الجانب السعودي أكد استعداد ‏الرياض لإعادة دعم البرامج الإنمائية المخصصة للبنان.‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o