الموازنـة في جلستها الثالثة والعمال المضربون لحوار مع الحكومـة
سلامة في بعبدا: الليرة مستقرة وستبقى..والحريري: الاصلاحات ستنفذ
وفد "المصارف" الى واشنطن الاثنين و"تصفير" نفط ايران حيز التنفيـذ
المركزية- فيما تربع دخول القرار الاميركي القاضي بوقف الإعفاءات التي منحتها واشنطن لثماني دول لشراء النفط الخام الإيراني حيز التنفيذ على صدارة الاحداث دوليا، بقيت نقاشات الداخل مشدودة إلى جلسات مجلس الوزراء "الموازنتية" ترقباً لما قد ينتهي اليه مشروعها للعام 2019 بتخفيضاته والابواب التي سيدقّها لخفض العجز، وسط مرابضة الجهات النقابية والعمالية على جبهة مواجهة محاولات المس برواتب القطاع العام ومخصصات المتقاعدين.
مجلس الوزراء: للمرة الثالثة على التوالي، انعقد مجلس الوزراء في السراي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري ، لاستكمال درس مشروع موازنة 2019. وبدا ان السجالات التي دارت في الساعات الماضية على جبهة التيار الوطني الحر– وزير المال علي حسن خليل، تم تطويقها، حيث قال الاخير قبل الجلسة "اليوم يوم آخر وقد انتهت مسألة المزايدات والتشويش على الموازنة".
اصرار على الاصلاح: وليس بعيدا، أعلن الرئيس الحريري في افتتاح منتدى الاقتصاد العربي 2019 "اننا مصرون، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأنا على أن الإصلاحات يجب أن تتم رغم صعوبتها لأنها لمصلحة اللبنانيين". وقال "ينعقد المنتدى في وقت لا تزال منطقتنا العربية تمر في مرحلة دقيقة جدا تتطلب منا رفع مستوى التواصل وتعزيز التعاون المشترك في ما بيننا"، معتبرا ان "التحدي الأبرز المشترك بين دولنا اليوم هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره لايجاد فرص عمل لشبابنا". وأَضاف "أعتقد بأن أصبح لدينا جميعا قناعة تامة بأن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه بدون تنفيذ الاصلاحات التي من شأنها تطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها"، مؤكدا ان "يجب علينا تحديث قوانيننا في لبنان، وعلينا الإستفادة من التجربة المصرية في القطاعات كافة".
حوار حكومي- عمالي: في المقابل، ورفضا لما يعتبرونه محاولات السلطة المس برواتب القطاع العام ، توقف العمل كليا في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة تجاوبا مع دعوة الاتحادات العمالية في هذا القطاع. وعقدت لقاءات تشاورية في الاتحاد العمالي العام لمتابعة التطورات والمستجدات شارك فيها رؤساء الاتحادات والنقابات المعنية. وفي السياق، بحث وزير المال علي حسن خليل مع وزير العمل كميل أبو سليمان ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في الأمور المرتبطة ببعض بنود الموازنة. وقال الأسمر بعد اللقاء: أشكر وزير العمل كميل أبو سليمان على مبادرته إلى طلب جلسة حوار الذي هو الشيء الوحيد الذي نطالب به كحركة عمالية في ظل موازنة إصلاحية بهذا الحجم، حيث أن من المفترض أن يكون هناك حوار مع جهات الإنتاج والاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية والمصارف وهذا ما دعينا إليه. وتجاوب الوزير خليل مع المباشرة بالحوار الذي يجب أن يكون على صعيد حكومي، ويجب على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن يدعو الى الحوار بالسرعة الممكنة وعلى الجميع أن يتجاوب، لأننا في وضع اقتصادي صعب.
الليرة مستقرة: في الاثناء، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قصر بعبدا، الأوضاع النقدية في البلاد. وأوضح سلامة بعد اللقاء، أن "البحث تناول موضوع القروض التي سيدعمها مصرف لبنان هذه السنة، وتتضمّن قروضاً سكنية بقيمة 500 مليون دولار، جزء منها دعم من المصرف المركزي والآخر من قرض كويتي، وهناك مبلغ 500 مليون دولار لدعم القطاعات الإنتاجية. ورداً على سؤال قال سلامة: مصرف لبنان ليس فريقاً في الموازنة، لكن ما نتمنى أن تكون الموازنة على المستوى الذي تأمله السوق حتى تسود المناخات الإيجابية المطلوبة. أضاف أنه أكد لرئيس الجمهورية "سـلامة الليرة
اللبنانية واستقرارها"، لافتاً إلى أن "لدى مصرف لبنان كل الإمكانات لتبقى الليرة مستقرة كما هي، وستبقى".
الداخلون خلسة والمجلس الاعلى: في الاثناء، شهد قصر بعبدا لقاءات سياسية تناولت شؤونا عامة، منها مشروع موازنة العام 2019. وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية ، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ووزير شؤون النازحين صالح الغريب وعرض معهما الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية. واوضح ارسلان ان البحث تركز على الجهد المبذول لاستكمال عملية اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، ومعالجة وضع الذين يدخلون خلسة عبر المعابر غير الشرعية القائمة على الحدود، لاسيما لجهة تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس الاعلى للدفاع الذي انعقد قبل اسبوعين في قصر بعبدا. واشار الى ان البحث تناول شؤونا تتعلق بالموازنة والوضع العام.
الاسباني بعد المصري: على صعيد آخر، وفي وقت يصل وزير خارجية اسبانيا في الساعات المقبلة الى بيروت للقاء كبار المسؤولين وزيارة قيادة "اليونيفيل" في الناقورة حيث يتفقّد كتيبة بلاده، اجرى الرئيس الحريري محادثات مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في السراي الحكومي تناولت اخر المستجدات والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة العربية وتركزت على سبل تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية في مختلف المجالات.
"المصارف" الى واشنطن: في المقلب المالي، علمت "المركزية" ان وفدا من جمعية مصارف لبنان يتحضّر لزيارة الولايات المتحدة الأميركية الإثنين المقبل في إطار اللقاءات الدورية، على أن تتناول ملف العقوبات الأميركية. وسيلتقي مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن، فيما تردّد أن الوفد سينتقل لاحقاً إلى نيويورك لزيارة مكاتب المحامين المكلفين من جمعية المصارف. يشار إلى أن بياناً سيصدر عن جمعية المصارف الإثنين المقبل، يتعلق بمغادرة الوفد مع تحديد أسماء أعضائه.
وقف الاعفاءات: اقليميا، وفي اطار تشديد طوقها حول ايران "بسبب برنامجها النووي وتدخّلاتها المستمرة في شؤون دول المنطقة"، شرعت الولايات المتحدة الاميركية في تنفيذ القرار الذي اعلنت عنه منذ ايام قليلة، والقاضي بوقف الإعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لشراء النفط الخام الإيراني، وعدم تجديدها، ابتداء من اليوم 2 أيار 2019. ونبّهت واشنطن هذه الدول الى ضرورة وضع حد نهائي لاستيراد الخام الايراني، بحلول الأول من أيار، تحت طائلة مواجهة عقوبات. وفي موازاة دخول هذا التدبير حيز التنفيذ، يعقد المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران برايان هوك، اجتماعات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لإطلاع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على آخر مستجدات السياسة الأميركية تجاه إيران.
شمال سوريا: من جهة أخرى، رأى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده أحرزت تقدما في التفاوض مع الولايات المتحدة بشان المنطقة آلآمنة، التي تريد تركيا إقامتها شمال سوريا، مشيرا إلى أن الترتيبات جارية للتحضير لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأنقرة. وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية باراغواي في أنقرة، ردا على سؤال حول المنطقة الأمنة شمال سوريا، "يمكنني القول أن هناك تقاربا في الآراء بين الجانبين التركي والأمريكي نتيجة المباحثات وتبادل الآراء وأعتقد أن هذا التقارب سيزداد أكثر خلال اجتماع قوة المهام التي قمنا بتشكيلها". وتابع أن ترامب يريد إجراء زيارة رسمية إلى تركيا وموعد الزيارة سيتم تحديده لاحقا، موضحا "ترامب سيكون في أوروبا في حزيران واعرب عن رغبته في زيارة تركيا بعد شهر من ذلك".
بيدرسون: في سياق متصل، دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، روسيا وتركيا للحفاظ على نظام وقف إطلاق النار في إدلب. وقال المبعوث في جلسة في الأمم المتحدة أمس "ندعو تركيا وروسيا إلى مواصلة الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، وكذلك تعزيز الدوريات في المنطقة، ونحن نعتبر هذا مهما".