Feb 27, 2018 7:48 AM
صحف

الانتخابات تخلط اوراق التحالفات واجتماعات مفصلية اليوم!

يقترب جلاء صورة التحالفات في الانتخابات النيابية، مع تسارع وتيرة الاجتماعات التي تُعقد بين الأحزاب والكتل الأساسية. ومن المفترض أن تُحسم كلّ التفاصيل في ما تبقى من أيام لمهلة تقديم الترشيحات، ولو أنّ إشارات قليلة بدأت تظهر، أهمّها ابتعاد "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحرّ" عن حليفيهما الاستراتيجيين "القديمين"، وتفضيلهما التحالف معاً.

158 مرشحاً للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار، وذلك حتى انتهاء الدوام الرسمي، أمس، بينهم ثماني نساء. وفي انتظار ما سيتكشف غداة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، تُعقد اليوم سلسلة لقاءات سياسية، من شأنها ان تبدّد الغموض الذي يمنع تموضع معظم القوى السياسية في الكثير من الدوائر، خصوصاً أن لعبة الأواني المستطرقة تنطبق إلى حدّ كبير على المشهد الانتخابي، وتحديداً، مسألة التحالفات.

اليوم هو موعد اجتماعات بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"؛ بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ"؛ بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية". تأتي هذه اللقاءات استكمالاً للقاءات عُقدت أمس، وأبرزها بين "التيار الحرّ" و"تيار المستقبل"، أو في الأيام الماضية. صحيحٌ أنّ الكثير من التفاصيل ما زالت تخضع للبحث الانتخابي، ولكن الخلاصة الأوّلية، وفق معلومات «الأخبار»، تُشير إلى «شبه انعدام» إمكانية التحالف بين «القوات» و«المستقبل»، وبين «القوات» و«التيار»، والتباعد الانتخابي بين العونيين وحزب الله، مُقابل تقدّم حظوظ اللوائح المشتركة بين تيار المستقبل والتيار الحر.

وفي وقت كانت معراب تُعوّل على تحالفات في كلّ من البقاع الأوسط، وعكّار، والشمال الثالثة، والشوف-عاليه، لن يكون دربها مع "المستقبل" مُيسّراً إلا في البقاع الشمالي وبيروت الثانية وطرابلس، لكنّ ذلك مُجرّد احتمال غير مضمون، يُعبّر عن «رغبات» القوات اللبنانية. الأمور «مش زابطة» بين قيادة معراب والعونيين أيضاً. فتقول مصادر الرابية (سابقاً) لـ"الاخبار" إنّه «لم نصل مع القوات إلى مستوى البحث في تقاسم المقاعد. فكلّ منا أعدّ دراسة انتخابية، تبيّن على أثرها أن لا مصلحة مشتركة. وكان حزب القوات أول من انسحب من التحالف، وليس نحن».

ما يسري على القوات اللبنانية وتيار المستقبل، ينطبّق أيضاً على تحالف التيار الوطني الحرّ مع حزب الله. لم يصل إلى مسامع قيادة «الحزب»، حتى الآن، أي جواب سلبي أو إيجابي من العونيين. الحليفان بانتظار اجتماع اليوم، الذي سيُحدّد موقع كلّ منهما. الاتجاه، بحسب ما يُنقل عن مسؤولين في التيار الحر، هو لتشكيل لوائح منفصلة عن حزب الله، «المصلحة تقتضي إما تحالفاً مع تيار المستقبل، في عددٍ من الدوائر، أو نكون وحدنا». في المقابل، لم يستبعد قيادي في 8 آذار عبر "الاخبار" أن يُبلغ حزب الله قيادة التيار الحر بأنّ مبدأ التحالف على القطعة ليس مقبولاً، وأنّ «أسلوب التعامل مع الانتخابات بالشكل الحاصل لم يعد مُمكناً. ومن غير المقبول أن يُنسب للتيار أنّه لا يُناسبه تحالفٌ مع حزب الله في كسروان ــ جبيل، على العكس من بعلبك ــ الهرمل».

ونقلت "الاخبار" عن أحد المسؤولين في التيار الأزرق، مُطّلع على ملفّ الانتخابات، قوله «غير صحيح أنّ الاتفاق مع العونيين أُنجز في صيدا ــ جزين، أو الشمال الثالثة». المُباحثات تتركز حول هاتين الدائرتين. أما في عكّار، «فيبحث رئيس التيار جبران باسيل في كيفية إيجاد الإخراج اللازم لحفظ ماء مُرشّحه عن المقعد الماروني جيمي جبور، بعد أن بات التحالف مع المستقبل شبه مُنجز». وفي طرابلس، «على الأرجح أن لا نُرشّح أحداً، ونكتفي بممارسة دورنا كمقترعين».

من جهتها، نقلت "الشرق الاوسط" عن وزير بارز قوله "ان القلق من «الصوت التفضيلي» يعرقل الإسراع ببتّ التحالفات بين الأحزاب والقوى السياسية"، موضحاً "ان لهذه الغاية ثمة قراءة دقيقة تجري بين سائر المكونات السياسية حتى بين الحلفاء أنفسهم خوفا من سقوط مرشح هذا الحزب على حساب ذاك"، لافتاً الى "ان  التحالفات ستكون على "القطعة" في دائرة دون الأخرى وفق المصلحة الانتخابية، وإن كان ذلك سيأتي على حساب التلاقي السياسي والصداقات بين معظم الزعامات والقيادات والأحزاب اللبنانية".

ويشير المصدر الوزاري نفسه إلى "أن قانون الانتخاب الحالي «يتسم بالمنحى المذهبي والطائفي ويؤسس لإشكاليات سياسية وربما أكبر من ذلك في المستقبل، نظراً لتركيبته التي تؤثر على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة مما سيخلق تداعيات تجرّنا إلى مجلس نيابي فيه أكثرية نيابية لمحور سياسي إقليمي سيحكم البلد بقبضته، وهذا ما تبدّى من بعض الترشيحات في بعلبك – الهرمل وجبيل، والتي تحمل دلالات كثيرة".

وفي سياق متصل، افادت "الشرق الاوسط" "ان "حزب الله" دخل على خط انتخابات زحلة بقوة، من خلال حسم خيار النائب نقولا فتوش عبر تحالفه معه"، ولفتت الى "ن التحالف بين فتوش و«حزب الله» وربما «حزب الطاشناق» قد بات في لمساته الأخيرة، في حين لم تتبلور تحالفات «التيار الوطني الحر»، علما بأنه حسم مرشحي التيار والأصدقاء في هذه الدائرة. ونقلت عن مصادر قولها «على مستوى التحالف، هناك تواصل يومي يجري بين باسيل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بغية دراسة إمكانية التحالف الانتخابي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وفق الحاجة والإمكانية بينهما ومن ضمن ذلك مدينة زحلة" التي حسمت أسماء مرشحيهما فيها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o