Feb 27, 2018 7:06 AM
صحف

جوّ سعودي جديد يُترجم بتمديد زيارة العلولا!

 

يواصل موفد الديوان الملكي السعودي نزار العلولا زيارته الرسمية الى لبنان بعد ان حطّ فيه امس مفتتحاً صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السعودية كانت طبعتها بعض "الندوب" اثر مرحلة استقالة الرئيس سعد الحريري، حيث يلتقي اليوم والوفد المرافق سفير المملكة وليد اليعقوب والوزير المفوّض في الديوان الملكي وليد البخاري رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثالثة من بعد الظهر في عين التينة بعد اجتماعات  مع الرئيس  ميشال سليمان ورؤساء الحكومات السابقين تمام ‏سلام، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي ورئيس حزب "الكتائب "سامي الجميل، بحسب ما ذكرت "الشرق الاوسط"  بالاضافة الى لقاءات سياسية لفتت المعلومات الصحافية الى انها ستظهر في حينها، وتشمل قيادات في فريق "14 آذار"، وربما مع سياسيين آخرين، من دون ان تستبعد ان يُمدّد الموفد السعودي زيارته حتى نهاية الاسبوع، اذ انّ برنامج اللقاءات يشمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.

وفي حين وُضعت زيارة العلولا على موائد التشريح السياسي الداخلي حتى قبل ان تبدأ، خصوصاً لناحية لقاءات يومها الاول امس التي شملت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اولم على شرفه والوفد المرافق مساءً، نقلت "الأخبار" عن مصادر رسمية قولها "إن ما دار في اللقاء الذي استمر ربع ساعة بين عون والعلولا "يؤشر الى تبلور مناخ سعودي جديد وإيجابي يدفع باتجاه إعادة صياغة العلاقة اللبنانية السعودية، لا بل ثمة انعطافة كبيرة في التعاطي مع لبنان كدولة وليس كملف يسند الى موظف". وكشفت "أن الحريري سيلبّي الدعوة الرسمية لزيارة المملكة هذا الأسبوع، وتوقعت أن تفتح الزيارة مرحلة جديدة في علاقة رئيس الحكومة بالقيادة السعودية".

ما الذي دار في اللقاء بين رئيس الجمهورية والموفد السعودي في حضور اليعقوب والبخاري؟

بحسب "الاخبار"، بعد الترحيب والمجاملات، قال العلولا "لقد حرصت بتوجيهات من قيادتي على أن تبدأ لقاءاتي في القصر الجمهوري، ناقلاً الى فخامتكم تحيات الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان والقيادة السعودية، وأحمل إليكم رسالة شفهية من الملك سلمان يؤكد فيها لكم حرص القيادة السعودية على قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، نظراً لما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من أواصر أخوة وصداقة، وهو يؤكد لكم وقوف المملكة الى جانب لبنان ودعم سيادته واستقلاله والتطلع الى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

وتناول عون موضوع قدوم السعوديين الى لبنان قائلاً: نرحّب بمجيء الإخوة السعوديين الى لبنان، ولا شيء يمنع مجيئهم. وهذا سفيركم موجود الآن ويتنقل بين جميع المناطق، ولا يوجد أي مانع أمني أو غير أمني، ولن يحصل أي اعتداء على أي سائح عربي أو أجنبي، أياً كانت الظروف السياسية، والجيش اللبناني والاجهزة الامنية تتخذ كل الاجراءات الخاصة في هذا الاتجاه.

هنا تكلم العلولا بعبارات تتضمن رسائل واضحة، فقال: لبنان قيمة كبيرة، وهذا الجبل الذي اسمه لبنان لن تهزّه أي هزات، قوية كانت أو خفيفة. هناك أمور إيجابية ستظهر قريباً، ولقاءاتي خلال الايام الثلاثة التي سأمضيها في لبنان هي للتأكيد على متانة العلاقات اللبنانية السعودية.

هنا كرر رئيس الجمهورية ترحيبه بالمبادرة الى توجيه دعوة رسمية الى الحريري لزيارة السعودية، فقال العلولا، «فخامة الرئيس ستشاهدون جواً سعودياً جديداً، ستشاهدون جواً سعودياً جديداً» (كررها مرتين).

وفي السياق، اشارت معلومات صحفية الى "ان من غير الجائز إحاطة الزيارة بفرضيّات قد لا تكون صحيحة، وبالتالي من السابق لأوانه الحكم النهائي على النتائج قبل ان تظهر، وفي كل الاحوال يجب النظر الى الرسالة من عنوانها، خصوصاً ان الاجواء التي رَشحت بعد لقاء الموفد السعودي مع رئيس الجمهورية، أشارت الى ايجابيات جدية والى ارتياح لدى الجانبين وتأكيد على علاقات ودية ووثيقة بين الدولتين".

وعبّرت اوساط قصر بعبدا حسب ما نُقل عنها "عن انطباعها بأن السعودية تعيش أجواء ايجابية ارادت أن تعكسها هذه الزيارة، ذلك ان ما نقله موفدها وما عَبّرت عنه رسالتها، كان كافياً لجهة حرصها الدائم على دعم لبنان وتعزيز ما يوفّر استقراره ويحمي سيادته وسلامة أراضيه. فهي لم ولن تنسى ان اولى زيارات الرئيس عون العربية بعد انتخابه كانت إليها.

وأبدى العلولا استعداد بلاده لأوثق العلاقات بين البلدين في كل المجالات بما يعكس حجم الأخوة بينهما، مجدداً التاكيد على التعاطي مع اللبنانيين جميعاً بعين واحدة مع رغبتها بالتوافق بين الجميع حول كل ما ينعكس خيراً على البلاد".

بدورها، قالت مصادر في الوفد المرافق لـ"الشرق الأوسط" بأن العلولا حرص على إبلاغ من التقاهم من المسؤولين ‏اللبنانيين، أن "لبنان في قلب القيادة السعودية وفكرها"، مشددا على أن "السعودية تعمل من أجل الحفاظ على ‏استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته"، كما أن "المملكة تخص لبنان وشعبه بمحبة مميزة تنبع من العلاقات ‏الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين".‎‎

وأشادت مصادر الرئيس عون بنتائج الزيارة التي وصفتها بأنها "أكثر من ممتازة" معتبرة أن مضمونها ‏وشكلها يؤشران إلى مرحلة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين. ونقلت المصادر عن الرئيس عون تأكيده ‏للضيف السعودي "أننا والسعوديين إخوة، ولبنان بلدهم الثاني"، مشيرا إلى أن الاستقرار الأمني في لبنان يجعل ‏الظروف ملائمة لعودة السعوديين إليه، مؤكدا أنه "لا أجد اللبنانيين يضمر إلا الخير للسعوديين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o