Feb 26, 2018 7:23 AM
صحف

العلولا في بيروت: ترميم علاقات وإنتخابات

يحمل هذا الاسبوع تباشير فتح صفحة جديدة بين لبنان والسعودية بعد الشوائب التي اعترَتها قبل أشهر، تتمثّل بزيارة الموفد السعودي نزار العلولا للبنان اليوم، حيث يلتقي عند الثالثة عصراً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على أن يلتقي عند ‏الخامسة بعد الظهر أيضاً في السراي الكبير الرئيس سعد الحريري  ويزور عين التينة عند الثالثة الا ربعاً بعد ‏ظهر غد ويلتقي الرئيس نبيه برّي‎، ثمّ يَجول على عدد من القيادات السياسية والحزبية والروحية، يُرافقه السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب، القائم باعمال السفارة سابقاً وليد البخاري وفريق عملٍ مِن السفارة السعودية.

وعُلم أن العلولا سيلتقي أيضاً كلّاً من الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي سيقيم له عشاءً على شرفه في معراب مساء غد.

ولفتت مصادر سياسة عبر "الاخبار" إلى "أن لقاءه بالرئيس الحريري سيكون خاصاً، لكن غير معروف حتى الآن ما إذا كان سيتحدث اليه بشأن التحالفات الانتخابية»، مؤكّدة أنه «سيوجه إليه دعوة لزيارة الرياض». وأكدت مصادر مستقبلية أمر الدعوة، مشيرة لـ"الاخبار" إلى "أن هذه الزيارة ستدفع رئيس الحكومة إلى حسم أمر التحالفات، خصوصاً أن الجميع مرتبك نتيجة عدم اتخاذ الحريري قراره النهائي». ويأمل مقرّبون من رئيس الحكومة أن يتمكّن من إقناع السعوديين بصوابية خياراته، وخاصة لجهة التحالف مع التيار الوطني الحر «الذي بات يُظهر تمايزاً عن حزب الله». وأكدت المصادر أن «مؤتمر باريس 4 الاقتصادي الذي سيخصّص لدعم الاستثمارات ويتوقع عقده في آذار 2018، سيكون على طاولة البحث مع الموفد السعودي»، لافتة إلى أن «فرنسا ضغطت في اتجاه ترميم العلاقة بين الحريري والرياض من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي لا يمكن عقده من دون حضور المملكة».

من جهة ثانية، توقّفت مصادر متابعة عند توقيتِ هذه الزيارة التي تأتي في خضَمّ التحضيرات للمؤتمرات الدولية لدعمِ لبنان والمترافقة مع الدعوات اللبنانية والدولية إلى التمسّك بسياسة «النأي بالنفس» وإبعاد لبنان عن النزاعات الدائرة بين المحاور الإقليمية والدولية. كذلك تأتي في ظلّ كلامِ البعض عن اهتمام السعودية بترتيب البيت الداخلي لحلفائها، في ضوء انطلاق الاستعدادات لاستحقاق الانتخابات النيابية.

واشارت معلومات صحفية الى "ان زيارة العلولا لبيروت والتي ستدوم بضعة ايام، تعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان لِما تربطها به من علاقات أخوية تاريخية، كذلك تعكس أهمّية لبنان واستقراره بالنسبة إلى المملكة، وتؤكّد أنّه كان وما يزال أولويةً لديها، خلافاً لكلّ ما يقال في هذا المجال.

وتضيف هذه المعلومات نقلاً عن مطّلعين على مناخ الزيارة «أنّ زيارة الموفد السعودي تؤكّد أنّ المملكة ما تخلّت يوماً عن لبنان ولن تتخلّى عنه، وهي حريصة دوماً على عدمِ التدخّلِ في شؤونه الداخلية، وهو مبدأ تسير عليه في سياستها الخارجية إزاء كلّ الدول على المستويَين العربي والدولي، ولذلك فإنّها تدعم دوماً كلَّ ما يتّفق عليه اللبنانيون.

ولفتت المعلومات إلى أنّ العلولا سينقل إلى المسؤولين الكبار تحيّات القيادة السعودية ودعمَها الدائم والثابت لاستقرار لبنان على مختلف الصُعد.

وفيما يدرج البعض زيارة العلولا في إطار استكشافه مدى إمكانية رأبِ الصدعِ بين قوى كانت تُشكّل في السابق فريق 14 آذار، أدرجَتها مصادر في كتلة "المستقبل" "في إطار زيارةِ موفدٍ رسمي لدولة عربية إلى دولة عربية أُخرى للِقاء المسؤولين فيها الذين تَحكمهم علاقات طبيعية مع المملكة العربية السعودية، وزيارته ليست للتدخّل في الشأن اللبناني أو للحديث عن الانتخابات النيابية، فسياسة المملكة المعتمدة هي عدم التدخّل في الشأن اللبناني الداخلي".

بدورها، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن أوساط مطلعة في بيروت، قولها "ان زيترة العلولا ستكون مناسبة لما يشبه "المكاشفة" بين الرياض والحريري حيال مجمل المرحلة الماضية التي جاءت الاستقالة في سياقها وما تلاها، وسط انطباعٍ بأن المملكة التي كادت أن "تنفض يدها" من الملف اللبناني ما زالت تترك "فرصةً" لتدارُك المسار الانحداري في العلاقة بين البلدين ربْطاً بما تعتبره "سقوط لبنان في المحور الإيراني"، وهو ما تحمّل حلفاءها اللبنانيين جزءاً من المسؤولية عنه وما تخشى ان يَتكرّس في الانتخابات النيابية المقبلة.

واذ اكدت الاوساط نفسها ان "الزيارة تعني عدم "إدارة الظهر" للبنان، ويفترض ان تؤسس لمسارٍ تطبيعي يتحدّد ما بعده بحسب ما ستفرزه الانتخابات"، لفتت الى "ان الزيارة التي ستستمر لأكثر من يوم ستشهد بالتأكيد محاولةً سعودية لحضّ الحريري وحلفائه "السابقين"، خصوصاً الذين حصل افتراق معهم إبان أزمة الاستقالة، على الانخراط في تحالفاتٍ انتخابية معاً أو أقلّه إدارة المعركة بتفاهماتٍ لا تفضي إلى ان يُضعِف أحدهم الآخر أو "يأكل من صحنه"، وفي الوقت نفسه إعادة الاعتبار للبُعد الاستراتيجي للاستحقاق الانتخابي بما يحقق التوازن مع "حزب الله" الساعي الى جعل صناديق الاقتراع استفتاءً على خياراته ومدْخلاً للإمساك بمَفاصل السلطة عبر القبض على "الثلث المعطّل" في البرلمان المقبل (من دون التيار الوطني الحر) بما يمنحه القدرة على التحكّم بمفاتيح استحقاقاتٍ مفصلية مثل الانتخابات الرئاسية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o