"التيار يدعو إلى خفض النفقات بشكل أكبر ليتنفس الاقتصاد"
قرداحــــي: اقتراحـــات بطيـش شاملـة وبنّـاءة

المركزية- هنّأ الخبير الاقتصادي مستشار "التيار الوطني الحرّ" للشؤون الاقتصادية الدكتور شربل قرداحي اللبنانيين بإقرار خطة الكهرباء "الشبيهة جداً بخطة العام 2010".

وقال في حديث لمحطة تلفزيون OTV إن "التصحيح ضروري للجم المخاطر الاقتصادية، ومن الطبيعي أن تحاول كل مجموعة الاحتفاظ بامتيازاتها".

وأضاف: الناطق الرسمي باسم التيار هو رئيسه وعبّر بصراحة في الفترة الأخيرة، عن أن التيار يدعم موازنة متقشفة وخفضاً في حجم الرواتب والأجور الإجمالي وفي نسبة الدين العام إلى مجمل الناتج المحلي، هذه هي الخطوط العريضة لسياسة التيار في المرحلة المقبلة.

وتابع: أما في ما يتعلق بالرؤية الاقتصادية للتيار فعبّرنا عنها ضمن ورقة اقتصادية أقرّها التيار بهيئاته الناظمة وأعلنها رئيسه في مؤتمر صحافي. لكن دائماً هناك مجال للأخذ والرّد والحقيقة ليست في مكان واحد وبالتالي مَن لديه توجّه ما، عليه أن يأخذ في الاعتبار أموراً أخرى، كما حصل في خطة الكهرباء في الأمس. فعلى الرغم من أن الوزيرة ندى البستاني ضمّنتها كل ما يلزم من النقاط، جرى نقاش وأُدخلت بعض الأفكار في هذا المسار الإنقاذي الذي نسير به. من المؤكد أن التيار الوطني الحرّ مع اقتصاد يخلق فرص عمل لأننا لا نستطيع الاستمرار في معدلات الهجرة الحالية، واقتصاد يخلق قيمة مضافة لأننا لم نعد قادرين على استيراد العملات الصعبة في ظل الظروف القائمة، كما أن التيار مع اقتصاد ليبرالي منفتح يكون الإنسان في صلبه. هذه هي الخطوط العريضة التي تشبه لبنان والآباء المؤسّسين في الثلاثينات والأربعينات.

وأكد قرداحي أنه "لا يوجد أي نوع من الحديّة في النقاش الذي تحدثت عنه وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية".

وعن حديث الوزير منصور بطيش عن موضوع الفوائد والمصارف ومساءلة حاكم مصرف لبنان، قال قرداحي: الوزير بطيش طرح سلسلة إجراءات، وتحدث بصفته وزيراً للاقتصاد الوطني من المنطلقات الآتية:

- أولاً، كونه يترأس وفداً لبنانياً إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي، وبالتالي من الأفضل أن يكون اللبنانيون مدركين للتحديات التي يواجهونها، وأن يبادروا بأنفسهم إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، بدل أن تُفرض عليهم من الخارج.

- ثانياً: انطلق من منطق القانون حيث أشار إلى قانون النقد والتسليف على سبيل المثال، وتناول سلسلة إجراءات، وتطرق إلى موضوع التهرّب الضريبي الواسع، وكلفة القطاع العام الذي يستنزف جزءاً من واردات الخزينة.

أضاف: التيار الوطني الحرّ شريك في السياسات الوطنية المصيرية الكبرى، وهذا امر يجب أن يعتاد عليه الجميع، من دون أن يشكّل تحدياً لأحد، خصوصاً أن لديه كتلة نيابية كبيرة ولديه رؤية للمستقبل ويمثل اناساً لديهم رأيهم الخاص، والوزير بطيش أتى من هذه الحالة.

وسأل "إذا أقفلنا كل الإدارات العامة ومؤسسات الدولة من أمنية وقضائية وغيرها، هل نحلّ مشكلة العجز والمديونية العامة؟! وإذا قررت الدولة لا سمح الله ألا تقوم بواجباتها تجاه الدائنين، هل سيسمح هذا  بأن تكون ظروفنا أفضل؟! فالجواب على السؤالين كلا".

وقال: كل الأحزاب اللبنانية أصبحت أمام الحقيقة، وجميع الأفرقاء سيصلون إلى النتائج ذاتها، والإجماع على خطة الكهرباء في الأمس هو أكبر دليل على ذلك، حيث اقتنع الجميع وأجمعوا على أن في حال بقيت أزمة الكهرباء على حالها سيذهب البلد نحو الإفلاس.

ولفت رداً على سؤال إلى "علاقة الاحترام والمودّة التي تربط رئيس الحكومة سعد الحريري بالوزير بطيش وهما عقدا ثلاثة اجتماعات متتالية في اليومين الأخيرين".

ودعا قرداحي "إلى الإجابة على أسئلة الوزير بطيش حول الهندسات المالية لمصرف لبنان ومدى نجاحها"، وقال "الوقت اليوم هو للأجوبة"، ورأى أن "الحوار الهادئ يجب أن يستمر، وأي كلام خارج هذا السياق، لن يضع الأسئلة جانباً بل تجب الإجابة عليها"، وتابع: مَن يرفض الإجابة على هذه الأسئلة فليتفضل ويُفصح عن المعطيات المتوفرة لديه حول كل المواضيع التي كانت موضع سؤال وزير الاقتصاد ولا سيما التهرّب الضريبي الواسع.

وقال رداً على سؤال: هذه مجموعة إجراءات يجب أن تتزامن مع بعضها البعض، وهذا ما طرحه الوزير بطيش، والحديث سيذهب في هذا الاتجاه من الآن وصاعداً، وليس في اتجاه إجراءات موضعية.

أضاف: ندعو إلى خفض النفقات بشكل أكبر كي يتنفس الاقتصاد الصعداء، وأن تذهب بعض الموارد إلى القطاع الخاص ليستطيع خلق فرص عمل.

وختم أن "موضوع مؤتمر الصحافي للوزير بطيش هو أفكار "التيار الوطني الحر" التي ناقشناها مع وزير المال و"تيار المستقبل" وأوردناها في ورقتنا الاقتصادية التي اطلعت عليها الفاعليات الاقتصادية كافة".