Apr 06, 2019 2:15 PM
اقتصاد

إطلاق مشروع النقل المشترك النموذجي في جبيل
فنيانوس: "النقل" يخسّر الدولة ملياري دولار سنويا
حواط: نموذج صالح للتطبيق في كل لبنان

المركزية- أطلق وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس  بدعوة من عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط وبالتعاون مع شركة  WEGO TOGETHER مشروع النقل المشترك النموذجي لقرى وبلدات قضاء جبيل، في احتفال أقيم في مجمع "الاوريزون" السياحي في حبوب جبيل، حضره الرئيس ميشال سليمان، النائب شوقي الدكاش ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النواب نزيه نجم، أنيس نصار، عماد واكيم، إدي ابي اللمع، جوزيف اسحاق، وهبة قاطيشا ومصطفى الحسيني، النائب السابق محمود عواد، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس ورئيس رابطة مختاري القضاء ميشال جبران، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا بالقيم الابرشي الخوري فادي الخوري، إمام جبيل الشيخ غسان اللقيس ممثلا بالشيخ احمد اللقيس، مدير مكتب الوزير فنيانوس شكيب الخوري ومستشاره فراس سعد، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من ابناء قضاء جبيل وفاعليات .

الحواط: وألقى الحواط كلمة تحدث فيها عن اهمية هذا المشروع فقال "يأتي لقاؤنا اليوم في زمن رديء اسود، مُثقل بالأزمات والمصاعب الاقتصادية، والحياتية، التي وصل معها لبنان الى شفير الانهيار. يأتي اللقاء لنضيء شمعةً، ولنطلق مشروعاً حيويّاً نموذجيّاً في منطقة جبيل، نريده نموذجاً صالحاً للتطبيق في كل لبنان".

ووجه "تحية شكرٌ وامتنانٌ للرئيس سليمان"، مشيرا الى أنه "قدّم الكثير لجبيل وقضائها، واليوم سيستفيد هذا المشروع النموذجي للنقل العام ممّا انجزه سليمان، وستسلك الباصات الطرقات التي كان له الفضل الاكبر بانجازها". 

وشكر أيضاً الوزير فنيانوس الذي قدّم لجبيل كل الدعم بمحبّة زغرتاويّة من القلب، وحققّنا من خلال ذلك جزءاً كبيرا" من الانماء المطلوب"، مضيفا "كلّي امل بأن مستقبل التعاون معه مثقل بالمشاريع من فقش الموج الى مرمى الثلج".

وقال "اللبنانيون يشكون في مختلف المناطق من ضعف خدمة النقل العام، وسوء وضعها إن وُجدت، في حين ان الدول المتقدّمة والحضاريّة تعتمد النقل العام اساساً للتواصل، وبوسائل مختلفة ومتعددة. ففي خمسينيّات القرن الماضي كان لبنان ينعم بوسائل نقل مشترك متقدّم عن كل دول الجوار، من ترامواي وقطار وباصات للركّاب، ومن جملة ما دمّرت الحرب المشؤومة كان لقطاع النقل العام الحصّة الكبرى. وتضاعفت الأزمة، مع غياب ايّ خطّة مدروسة بعد انتهاء الحرب، لانعاش هذا القطاع واحيائه. ولم يكن للدولة اللبنانية اي تصور او مبادرة لأنعاش هذا القطاع الحيوي".

وأردف "نضع اليوم من جبيل – بيبلوس المدماك الأول في حلّ مشاكل النقل العام في منطقة جبيل، وندرك ان رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، هذه الخطوة اردناها ثابتة ، مدروسة، تواكب العصر، وتؤمّن للناس الخدمة الأفضل، وبالسعر الأنسب. ننطلق اليوم مع هذا المشروع الذي سيؤمّن التواصل المستمر بين قرى وبلدات القضاء الغنية بتنوعها الطائفي والحريصة على المحافظة على هذا النموذج والعيش الواحد".

وتابع "نتطّلع من خلال هذا المشروع الذي سينفّذه بالتعاون مع القطاع الخاص الى تثبيت الناس في ارضها، والى تعزيز الوجود الجبيليّ في الارياف، لاقتناعنا بأن الحلّ للكثير من مشاكل اللبنانيين وازماتهِم يكمن في البقاء والتجذّر حيث هُم . لا نريد نزوحاً في الداخل ، ولا هجرة الى الخارج ، بل التواصل المستمرّ بين ابناء المنطقة الواحدة ، وبينهم وبين ابناء المناطق الأخرى". 

واشار الى ان "المشروع يهدف الى تعزيز مفهوم اللامركزية الاداريّة، القائمة على "فكفكة" المشاكل ، وعدم حصريتها، ويقيني ان اللامركزية هي الحلّ المطلوب لغالبيّة المشاكل اللبنانية، ومنها معضلة الكهرباء وغيرها"، لافتا الى أن "اللامركزية ليست مشاريعَ على الورق، او نظريّات مكتوبة. بل  حياة الناس اليوميّة ، وكل ما يتعلّق بها، وتعزيزها يقضي على الكثير من المشاكل السياسيّة التي يعيشها لبنان، كونها تنهي الصراع الدائر للسيطرة على  الموقع السياسي المركزي، والأمثلة على ذلك عديدة، وآخرُها السعي الجاري لمصادرة الدولة ووضع اليد على مؤسساتها واستباحة اداراتها. لا بل انتقل الصراع الى الملفّات الحياتيّة، وعلى رأسها ملف الكهرباء، مع سعي واضح لدى البعض لتحقيق مصالح خاصّة على حساب الخير العام. لكن تضافر الجهود في تعطيل ما كان مرسوماً، فلم تعد البواخر قدراً لا مفرّ منه، وباتت المنافسة للحصول على الخدمة الأفضل بالسعر الأرخص، هي الهدف"، آملا أن "يتكلّل ذلك في مجلس الوزراء باقرار مرجعيّة ادارة المناقصات للبتّ في الصفقات".

وطالب بـ"تطبيق قانون انشاء محافظة كسروان – جبيل وتحويله الى واقع ملموس، من خلال اصدار المراسيم التطبيقيّة له، وايجاد مقرّ لمبنى المحافظة".

وأضاف "موعدنا اليوم في جبيل، وغداً ستكون لنا محطّات اخرى، والهدف هو تقديم نموذج لتأمين حلّ للنقل العام، نأمل ان يهتدي به المسؤولون لتعميمه في مناطق اخرى، ووضع خطّة شاملة لجميع المناطق".

وقال "لبنان وطن منهك اقتصادياً، وابناؤه متعبون كذلك، وعلى المسؤولين التخفيف من كلفة النشاط الاقتصادي والهدر الحاصل، على مختلف المستويات".

وختم "يقول غوستافو بيترو أحدُ اهم الاقتصاديّين في كلومبيا إن "البلد المتطوّر ليس المكان الذي يستخدم فيه اصحاب الدخل المحدود سياراتِهِم الخاصة، بل حيث يستعمل الميسورون وسائل النقل العام".

فنيانوس: بدوره نوه الوزير فنيانوس بــ"أهمية هذا المشروع"، مشيرا الى أن "لبنان بحاجة الى وزارة نقل لا الى وزارة اشغال لان ما يقوم به مجلس الانماء والاعمار من اعمال ومشاريع لمصلحة وزارة الاشغال من خلال القروض والمساعدات كاف وواف".

وقال "في العام ٢٠١٣، قرر مجلس الانماء والاعمار القيام بجولة على الاراضي اللبنانية كافة، فجالت السيارات مزودة بأجهزة لكشف الطرقات الاكثر تعاسة في لبنان باتجاه الاحسن منها، وبعد الدراسة تبين ان أي طريق لم تصل الى النصف المعتمد، لذلك طرقات لبنان في حاجة الى الكثير من العمل والصيانة، فالمسافات الموجودة على طرقات لبنان هي ٦٦٤٤٣ كلم، والمصنف منها ٦٥٠٠كلم، اي ان ١٠ بالمئة منها فقط مصنفة بين اوتوسترادات وطرقات دولية ومحلية وغيرها من الطرقات التي تربط البلدات ببعضها البعض. وقال "يقع على عاتق وزارة الاشغال صيانة ٤٣٠٠كلم من الاوتوسترادات والطرقات الدولية التي تربط المحافظات والاقضية ببعضها ب ٢٠٠ مليار ليرة سنويا، وهذا المبلغ غير كاف لصيانة وتعبيد ٥٠٠ كلم بالمواصفات المطلوبة"، مشيرا الى أنه "حاول جاهدا القيام بالانماء المتوازن بين كل المناطق اللبنانية، وباستطاعة اي شخص الاطلاع على الارقام المنشورة في الوزارة وانا مرتاح الضمير". 

ولفت الى أن "موضوع النقل هو الاهم في لبنان اليوم والمبادرة التي نطلقها اليوم مهمة، وكلفتها تتراوح بين ٦ و ٨ ملايين دولار، حيث قرى كل قضاء جبيل بعيشه المشترك سيشملها هذا المشروع، واذا قمنا بمشروع آخر في كسروان والمتن بكلفة ٢٠ مليون دولار تقريبا نظرا لعدد القرى، وبالتعاون مع اتحاد البلديات، نكون عندها انجزنا خطة نقل في هذه المناطق، بجزء بسيط لا يساوي نصف بالمئة من الاموال الاتية من "سيدر" اذا كانت هناك نية للقيام بخطة نقل في لبنان".

وأعلن عن "عقد لقاء ثان بعد ستة اشهر لتقييم سلبيات وايجابيات هذا المشروع ليقرر بعدها امكانية نقله الى مناطق اخرى في لبنان". وكشف انه "أعاد الى ميزانية الدولة من موزانة الوزارة لعامي ٢٠١٧ و ٢٠١٨  خمسة عشرة مليار ليرة من بند شراء الباصات، لانه اولا لا يوجد اماكن لكي تقف هذه الباصات، ولا احد من المواطنين اللبنانيين يستقل هذه الباصات". 

واكد انه "بالارادة الجدية لدى المسؤولين بالدرجة الاولى نستطيع نقل هذا القطاع من قطاع مهمل الى قطاع مهم كاشفا ان قطاع النقل يخسر الدولة سنويا ملياري دولار". 

واعلن ان هناك "دراسة وضعت للقطارات في لبنان من قبل احدى الشركات المحترمة في لبنان من بيروت الى البحصاص بكلفة تتراوح بين ٥٠ و ٨٠ مليون دولار اميركي"، كاشفا ان "التعديات على سكة الحديد في كل لبنان لا تتجاوز ال ٢٣ مخالفة، وليس صحيحا انها دمرت كليا"، مشيرا الى أن "على الدولة ان تفرض على المعتدين ازالة هذه التعديات من دون ان تدفع لهم ليرة واحدة اذا كان لدينا حقيقة دولة، فكما تريد ان تخفف العجز في الكهرباء عليها تسيير خط السكك الحديدية وخفض العجز في هذا القطاع ايضا".

وختم "سننتظر اقرار الموازنة وبعدها سيكون لنا كلام آخر، وسنعرض كل هذه الوقائع امام الشعب اللبناني، وسنقول له ان الدراسات بالنسبة لموضوع تشغيل القطارات من المرفأ الى الحدود موجودة، فالالمان والفرنسيون والصينيون اعلنوا استعدادهم لاعادة تشغيل هذا المرفأ الحيوي". 

مرتينوس: واشار مرتينوس في كلمته الى ان "هذا المشروع هو نموذجي، رائد، يستحق كل تقدير وتنويه وثناء، منوها بروح التضامن بين الاطياف السياسية في قضاء جبيل من اجل تأمين بلاد جبيل العليا، لئلا يسقط الإنماء عند أبواب السياسة والسياسيين، ثم نبكي بعدها "فُرَصاً" كانت ملك أيدينا فخسرناها".

ولفت الى ان "اتحاد بلديات قضاء جبيل، لا يألو جهداً بتوفير كل مناسبة، والإستفادة من كل فرصة، لتحقيق ما تصبو اليه بلاد جبيل من مشاريع إنمائية سياحية اجتماعية ثقافية عمرانية وبيئية، ومن زيارة كبار المسؤولين لمراجعتهم بمطالبنا، ودعوة الوزراء وأصحاب الإختصاص الى مقر "اتحادنا" في زيارات ميدانية، للإطلاع عن كثب على ما تحتاج اليه منطقتنا، وليس آخرها مع الحكومة الحالية زيارة وزير البيئة فادي جريصاتي، ووزير الشؤون الإجتماعية ريشارد قيوميجيان، وزيارة مدير عام التنظيم المدني الياس الطويل".

 وقال "منطقة بلاد جبيل بقيت من أنظف المناطق اللبنانية في "عاصفة النفايات" التي ضربت لسنوات شوارع المدن وطرقات القرى وذلك بفضل فتح أبواب مكب حبالين لجميع البلدات والبلديات والمخاتير في قضاء جبيل مجاناً من دون فرض أية رسوم أو علاوات بأي شكل من الأشكال، والعمل جارٍ اليوم على خطة الفرز من المصدر التي يعمل "الإتحاد" على انجاز التحضيرات اللوجستية والتي سيتم إطلاقها من بلدة قرطبا في 26 أيار القادم برعاية وزير البيئة".

وتابع "في زمن الحديث عن الفساد ومحاربة الفساد، نشدّ على يد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للإستمرار بعناد في ورشة الإصلاح والتغيير، وفي القبض على الذين نهبوا المال العام، واطلاق يد القضاء في المحاسبة والمعاقبة، من دون تسييس وتظلّم".

واردف "الشعب اللبناني كلّه، يضع يده اليوم على قلبه في عملية اجتثاث الفساد ومحاسبة الفاسدين، نظراً للتجارب السابقة المجتزئة والمسيّسة والفاشلة، والتي ضاعفت من الفساد في مؤسسات الدولة الى درجة اهترائها، ويأس المواطنين منها". 

زعرور: وتحدث زعرور عن "تاريخ مدينة جبيل التي هي من اقدم المدن المأهولة حول العالم". ‎وعدد المشاريع التي حققها المجلس البلدي والمشاريع المستقبلية وقال "هذا المشروع الحيوي الاساسي للمدينة وابناء القضاء يشكّل حاجة ماسّة للناس. وبطلب منهم، قررنا العمل به، لأجلهم، أهل مدينة جبيل، وأهل قضاء جبيل، وخصوصا أنه مشروع حيويّ بامتياز، ينعش المدينة ويحرّك عجلتها الاقتصادية: فعندما يزور السائح مدينة جبيل سوف يمدد اقامته فيها كي يتمكن من زيارة معالمها السياحية والاثرية وكذلك الأماكن السياحية في القضاء، وبطريقة غير مباشرة، يؤثر ذلك ايجابياً على حركة الفنادق والمطاعم والمحال التجارية، هذا فضلاَ عن دور هذا المشروع في تخفيف التلوّث وحماية البيئة، التي تشكّل ابرز اهتماماتنا كمجلس بلدي. ‎فالنائب زياد الحواط يعمل لجبيل ولقضائها ونحن كبلدية نقوم بكلّ ما في وسعنا  لخدمة المدينة وجوارها".

ووجه ‎باسمه وباسم اعضاء المجلس البلدي، الشكر للنائب الحواط على "الجهود كافة التي قام ويقوم بها من أجل مدينة جبيل وقضائها، فاذا كانت جبيل بخير يكون القضاء بخير والعكس الصحيح". ،‎كما وجه الشكر لــ"الجبيليين والمقيمين في المدينة على التزامهم بالخطة البيئية التي وضعناها واصبح اكثر من 60% من الناس يفرزون من المصدر. كما تم الالتزام  من قبل التجار بالحد من استعمال الاكياس البلاستيكية في المدينة حيث تراجع استعمالها الى 75% ".

‎وقال "ستكون جبيل في فصل الربيع وفصل الصيف لهذا العام مشعّة كما أشعّ نورها في زمن الميلاد وأبرز النشاطات المقبلة هي:عرض لمشروع بيبلوس 2025 في لقاء مع سفراء من مختلف دول العالم، مهرجان رياضي ترفيهي يضمَ 400 طالب من مدرسة lycee Francais من مختلف أنحاء العالم، مهرجان للحضارة اليونانية في الشارع الروماني، مهرجان للحضارة الأوكرانية في قلعة جبيل بالتعاون مع وزارة الثقافة والسفارة الأوكرانية ، مهرجان النبيذ السنوي ومهراجانات بيبلوس الدولية التي تقام بالتنسيق مع لجنة المهرجانات الدولية ومهرجان البيرة الالمانية".

‎وختم متوجها الى فنيانوس بالقول "خلي عينك عجبيل وعطرقات جبيل وعلى البنى التحتية بجبيل لأنها بتستاهل هي وأهل جبيل".

عبيد: والقى صاحب شركة "ويكو" للباصات هنري عبيد كلمة تحدث فيها عن "اهمية المشروع"، مشيرا الى أن "تحضيره استغرق اربع سنوات مع السلطات المعنية"، موجها الشكر لـ"الرئيس سليمان ولكل من احتضن المشروع"، واعدا بـ"انتقاله الى مناطق اخرى"، واصفا الوضع على صعيد النقل والطرقات بـ"المأساوي". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o