Mar 27, 2019 2:31 PM
اقتصاد

غـداء – نقـاش لتجمّـع RDCL World مـع السفيـر الفرنسي
زمكحل: لا نريد أموال "سيدر" قبل الإصلاحات ولا زيادة الدين من دون نمو
فوشيـه: تنفيذ مقـررات المؤتمر يقـع علـى الحكومــــــــة

المركزية-  "رؤية فرنسا للبنان والمنطقة، العلاقات الاقتصادية بين لبنان وفرنسا، تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" والتآزر بين الشركات الفرنسية واللبنانية، وما بين قادة الأعمال من كلا البلدين"، شكّلت محاور نقاش خلال غداء أقامه أ

مجلس إدارة تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة فؤاد زمكحل، مع السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، في حضور أعضاء مجلس الإدارة، والمجلس الاستشاري ومجلس الأمناء.

 بدءاً، تحدث زمكحل فأشار إلى "أهمية العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا"، وقال: من المهم إقامة شراكات متميزة مع رجال الأعمال الفرنسيين، ولا سيما مع مجتمع المغتربين اللبنانيين الذي أُنشئ في فرنسا منذ أجيال، وخلق معهم تآزر إنتاجي للتمكن من تطبيق إستراتيجيات التنمية الجديدة: في هذا السياق يجب أن نتبادل معرفتنا وخبراتنا ومنتجاتنا وخدماتنا، بحيث يُمكن لكل واحد منا أن يُنوّع أنشطته بشكل مستقل أو مترابط أو مشترك، من خلال نظام تحالف استراتيجي على المدى القصير أو المتوسط  أو الطويل.

وشكر "من صميم قلبنا، صديقتنا وشريكتنا المخلصة وشقيقتنا الكبرى دائماً وإلى الأبد فرنسا. لطالما كان رجال وسيدات الأعمال اللبنانيون في العالم بعيدين عن التوترات السياسية الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، إذ إن أهدافهم الرئيسية كانت دائماً في الأساس النمو، وتنمية وتطوير أعمالهم، ومواردهم وإبداعهم".

وأشار إلى أن "رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم هم دائماً على استعداد لإعادة بناء جسور تواصل شفاف، ووقف النزف الناجم عن السياسات، وبلسمة الجروح الناتجة عن أزمات الصراعات والحروب"، وقال مخاطباً السفير الفرنسي: في أوقات الأزمات والشكوك هذه، نعرف مَن هم أصدقاؤنا الصادقون وشركاؤنا الحقيقيون: "الأصدقاء الحقيقيون هم الذين يُقدمون دون حساب، ومن دون توقع الحصول على أي شيء في المقابل".

وأضاف: كانت فرنسا دائماً معنا، في لحظات الفرح والألم، في لحظات الحرب والسلام، في لحظات النمو والتوسع، ولكن أيضاً أيام الركود والأزمات. هذه الحليفة لم تطلب أبداً، ولم تسع مطلقاً وراء "العائد على الاستثمار"، ولم تطلب منا شيئاً جراء كرمها وصداقاتها المخلصة. ونحن نعتز جداً بهذه الحليفة المخلصة، كما وأننا متعلّقون بعلاقة الأخوة المثالية، وبهذه الشراكة المنتجة والكفوءة، وسوف نبذل كل ما هو ممكن للحفاظ عليها، ولتطويرها رغم الصعاب من خلال كافة الأجيال المقبلة.

وقال زمكحل: شكراً لك فرنسا على إعطائنا استقلالنا، وشكراً لك على إرسالك لنا المظليين في أوقات الحرب، وجنودك ووحداتك للحفاظ على السلام، وقواربك لتزويدنا بالغذاء أيام الحصار. نشكرك على إرسالك لنا الشركات الخاصة بك في أوقات إعادة الإعمار والإستثمار، ورجال الأعمال لديك من أجل خلق التآزر الإنتاجي. نشكرك على إرسالك لنا الجامعات لتشجيع نظام التعليم لدينا، والمستشفيات الخاصة بك لتعزيز قطاع الصحة لدينا.

أضاف: علينا أن نتعلم الكثير من قيَم وأسس جمهوريّتكم: الحرية والمساواة والأخوّة ... إن تطبيقها في لبنان سيكون حلمنا وهدفنا النهائي. ونشكركم مرة أخرى لتنظيم مؤتمر "سيدر" بغية إنقاذ لبنان اقتصادياً، لكن لا نريد الأموال قبل تحقيق الإصلاحات المطلوبة. لا نريد زيادة الدين العام من دون خلق النمو الذي هو السبيل الوحيد لدفع المستحقات المتوجبة علينا. لا نريد أموال "سيدر" لتمويل بعض الأحزاب والسياسيين مرة أخرى، لا نريد أموال "سيدر" من دون تدقيق دولي داخلياً وخارجياً. نريد من مؤتمر "سيدر"، تمويل مشروعات حقيقية وبمراحل حسب الإنتاجية، وتطبيق دفاتر الشروط المدروسة وملاحقة دولية دقيقة وشفافة.

وختم: من المهم إقامة شراكات متميّزة مع رجال الأعمال الفرنسيين، ولا سيما مع مجتمع المغتربين اللبنانيين الذي أُنشئ في فرنسا منذ أجيال، وخلق تآزر إنتاجي معهم للتمكن من تطبيق استراتيجيات التنمية الجديدة: يجب أن نتبادل معرفتنا وخبراتنا ومنتجاتنا وخدماتنا، بحيث يمكن لكل واحد منا أن ينوّع أنشطته بشكل مستقل أو مترابط أو مشترك من خلال نظام تحالف إستراتيجي على المدى القصير أو المتوسط  أو الطويل.

السفير الفرنسي: من جهته، تحدث السفير الفرنسي فركّز على محاور: رؤية فرنسا للبنان والمنطقة، العلاقات الإقتصادية بين لبنان وفرنسا، تنفيذ مقرارات مؤتمر "سيدر"، والتآزر بين الشركات الفرنسية واللبنانية، إضافة إلى التآزر في ما بين قادة الأعمال من كلا البلدين. وقال: لبنان يقع جغرافياً في قلب المنطقة العربية، لذلك فهو نقطة ارتكاز أساسية حيال الأحداث التي تشهدها المنطقة. بناءً عليه، لقد تركت الأزمة السورية منذ نشوبها في العام 2011 أثراً سلبياً على لبنان على الصعيد الإقتصادي والتجاري، فضلاً عن نزوح اللاجئين السوريين إلى لبنان والذين شكلوا ضغطاً هائلاً على بناه التحتية.

وبعدما أشاد السفير الفرنسي بالعلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا، "والتي تجمعها أواصر اللغة الفرنكوفونية والعلاقات الاقتصادية، السياحية والأكاديمية، تناول أهمية مقررات مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس في مطلع نيسان العام 2018"، وقال: تنفيذ مقررات "سيدر" يقع على عاتق الحكومة اللبنانية وإجراءاتها التي ينبغي أن تتخذها حيال مكافحة الفساد والحوكمة في القطاع العام، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. إنه شأن لبناني داخلي صرف حيال اتخاذ هذه الإجراءات الاقتصادية الضرورية من قبل هذه الحكومة. أما من جهة فرنسا فهي قدّمت المساعدة من خلال تنظيم مؤتمر "سيدر" في باريس، وما نجم عنه من قروض وهبات للقطاعات الاقتصادية اللبنانية، والتي تبلغ بنحو 12 مليار دولار.

وشدّد السفير فوشيه على أن "مجموعة الدعم الدولية أعطت أيضاً إجابة ملموسة على الأسئلة الملحّة التي يطرحها لبنان منذ عام 2012  وهي: مسألة الدولة القوية (مؤتمر روما)، المسألة السورية ومشكلة اللاجئين السوريين (مؤتمر بروكسل) ومسألة الركود الإقتصادي (مؤتمر الاستثمار المُسًمَّى مؤتمر "سيدر")".

وقال: لبنان بحاجة إلى طمأنة المستثمرين لإدارة حساباته العامة بصرامة، وأن مجتمع الأعمال يتوقّع إصلاحات هيكلية كبيرة لزيادة الشفافية الاقتصادية والكفاءة‍.

وأمل في أن "يظل لبنان يؤمن بمصيره"، وقال: بالفعل، على لبنان أن يبقى بلداً واعداً للأجيال المقبلة. كذلك، عليه أن يستفيد من جالياته المنتشرة في العالم، وأن يواصل بناء التآزر والعلاقات المهنية القوية مع رجال الأعمال والشركات في العالم، مع إمكانية تطوير هذه العلاقات. كما أن لبنان يتمتع بالكثير من الميزات، وفي إمكانه أن يُحسّن قدراته في مجال النقل والبيئة والسياحة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o