صمت اميركي في المقار الرسميــــــــة والكلام من "الخارجية"
بومبيو يلتقي الرؤساء والحسن وباسيل واجتماعات مع سلامة و"القائد"
خمس ملفات في زيارة عون لموسكو ونزع السلاح من المية ومية قريبا

المركزية- في بيروت، يستريح وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيوعلى مدى يومين. ولو ان لقاءاته متشعبة وكثيرة مع كبار المسؤولين في الدولة منها المعلن ومنها داخل الغرف المغلقة لاعتبارات امنية وسياسية. الزائر الضيف المعتصم بالصمت حتى العصر، ليقول كلمته من الموقع الذي يمثل اميركيا، وزارة الخارجية اللبنانية، اكتفى في اطلالاته الاولى في بيروت بتوزيع الابتسامات مستمعا الى ما لدى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزيرة الداخلية ريا الحسن، حول لبنان ونأيه بالنفس وحياده وعبء النازحين السوريين عليه ونفطه وغازه المتنازع عليهما مع اسرائيل. والاهم الاهم، الموقف من حزب الله وعقوبات بلاده عليه وهي ستحضر على الارجح في الاجتماع الذي علمت "المركزية" انه سيعقده في الساعات المقبلة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، كما الدعم العسكري للجيش المتوقع ان يطرحه تفصيلا وفق المعلومات في لقائه مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، على ان يلتقي شخصيات قيادية من بينها رئيسي الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والقوات اللبنانية سمير جعجع اضافة الى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة بعد ظهر غد قبل ان يغادر مساءً.

بومبيو الصامت: بهدوء تام ومن دون اجراءات بروتوكولية نزولا عند رغبة السفارة حطّ الضيف الاميركي  مطار رفيق الحريري جال على المسؤولين اللبنانيين، في الحادية عشرة، توجّه الى الى وزارة الداخلية حيث كانت في استقباله الوزيرة ريّا الحسن. وافيد  ان المحادثات بين وزيرة الداخلية وبومبيو تناولت قضية النازحين السوريين، الإصلاحات المطلوبة من أجل الحصول على أموال "سيدر، والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لأجهزة وزارة الداخلية ولا سيما قوى الأمن الداخلي.

حزب الله لبناني: وانتقل بومبيو بعدها الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتناول الحديث بين الطرفين أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان وضرورة معالجة الحدود البحرية والتي تشمل المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان.وأعرب الوزير بومبيو عن رغبة الولايات المتحدة بالمساعدة، مع جهود الامم المتحدة، لمعالجة هذه الأوضاع على أن يبدأ الحل بالحدود البحرية. كما تركز البحث على العقوبات الأميركية لحزب الله وتداعياتها السلبية على لبنان واللبنانيين. وأكد الرئيس بري في هذا المجال  أن القوانين التي أقرها المجلس النيابي اللبناني تطابق القوانين الدولية وتؤمن الشفافية في التداول المالي على الصعد كافة وشدد على أن حزب الله هو حزب لبناني موجود في البرلمان والحكومة، ومقاومته ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي المستمر للأراضي اللبنانية.

السراي..فبعبدا: ومن عين التينة، انتقل الى السراي حيث أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من بعد ظهر اليوم محادثات مع بومبيو في حضور الوزير السابق غطاس خوري والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد والوفد المرافق، تناولت اخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.  واستكملت المحادثات على مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري على شرف الوزير بومبيو، قبل ان يتوجّه الدبلوماسي الاميركي والوفد المرافق الى قصر بعبدا حيث استقبلهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد دلّ وجود المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في الاجتماع الموسّع الى ان المشاورات تطرّقت الى ملف عودة النازحين السوريين.

ملف النزوح: على أي حال، حضرت هذه القضية اليوم في موقف للرئيس عون خلال رعايته وحضوره افتتاح مؤتمر البحر الابيض المتوسط الـ22 لجمعية أندية الليونز الدولية، اكد فيه أن التحدي الأصعب الذي فرضته حروب المنطقة على لبنان يبقى أزمة النازحين السوريين التي تحوّلت الى مشكلة تتخطى قدرته وإمكاناته على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، لاسيما الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توفّر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد. وإذ شدد على ان ما يقلق لبنان" أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، فإنه أمل من جمعية أندية الليونز الدولية نقل هذه المعاناة، كما معاناة النازحين والضغط حيث يمكن لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت ممكن.

جدول محادثات موسكو: وسط هذه الاجواء،وعشية توجه رئيس الجمهورية الى موسكو مساء الاثنين المقبل يرافقه الوزير باسيل والنائب السابق امل ابو زيد. ابلغت اوساط مطّلعة "المركزية" ان جدول اعمال القمة اللبنانية الروسية سيتطرق الى خمسة ملفات اساسية هي:مصير المبادرة الروسية للنازحين والسبل الانجع لاعادتهم في اسرع وقت،فتح الاسواق الروسية امام الانتاج اللبناني مع اعطاء حوافز جمركية،تشجيع السياحة بين البلدين، حوار الحضارات والاديان في ضوء رعاية روسيا لمسيحيي الشرق وتفعيل التعاون لمكافحة الارهاب.

لجنة بكركي: وليس بعيدا، عقدت لجنة المتابعة المنبثقة من اللقاء النيابي الماروني الموسع اجتماعها الثاني، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وركز المجتمعون نقاشَهم على موضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم وتوصلوا الى تصوّر موحّد حياله. وقرروا نقل نتائج لقاء اليوم الى الكتل النيابية التي يمثلونها تمهيدًا لعرضها في لقاء موسع يعقد لاحقًا في بكركي ويخصص حصرًا لموضوع النازحين السوريين. واشارت معلومات "المركزية" الى ان التصور المفترض ان يكون قابلا للتنفيذ يتوقع  أن ينجز خلال الأسبوع المقبل. وافادت مصادر شاركت في اللقاء "المركزية" ان المجتمعين ناقشوا من جدول الاعمال ملف النازحين، وبقي منه الوجود المسيحي في إدارات الدولة، والأرض، الذي يشمل ضبط العملية العقارية من سرقة الأملاك العامة وبيع الأراضي من قبل المسيحيين، وهو من الملفات التي أخذتها بكركي على عاتقها منذ فترة. وكان تشديد من قبل البطريرك الراعي والمجتمعين على ضرورة الإسراع في حل هذا الملف لأنه خطير ويشكّل تهديداً للكيان والهوية.

المية ومية خال من السلاح: في الاثناء، افادت مصادر معنية بملف المخيمات الفلسطينية " المركزية" ان اتفاقا فلسطينيا داخليا بين "فتح" و"انصار الله" تم اخيرا بهدف نزع السلاح من مخيم المية ومية على ان ينقل السلام الى مخيم عين الحلوة. وافادت المصادر ان وفدا من حركة فتح زار مدير المخابرات في الجنوب العميد فوزي حمادة وابلغوه بالاتفاق المشار اليه.

صيف جيد: وسط هذه الاجواء، لفت السفير السعودي وليد بخاري الى "اننا نتوقع صيفا محفوفا بكل المحبة والأخوة. كل المؤشرات إيجابية تدل الى استعدادات من قبل الحكومة، والرئيس سعد الحريري شكّل لجنة خاصة لمتابعة كل الإحتياجات لجذب السياحة الخليجية والعربية"، آملاً خلال امسية إنسانية لمناسبة "اليوم العالمي لمتلازمة داون"، في "ان يكون صيفا جيداً ويعكس أيضا محبة وضيافة وكرم الشعب اللبناني".

الجولان: اقليميا، تفاعل اليوم اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عزمه الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان. ففيما دانت دمشق الموقف، قال الكرملين ان "تصريحات ترامب بشأن الجولان تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط". من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، "إن تغيير صفة الجولان هو التفاف على مجلس الأمن وانتهاك مباشر للقرارات الأممية". بدورها، رأت باريس ان "سيادة إسرائيل على الجولان تخالف القانون الدولي". وأكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. ورأى امين عام جامعة الدول العربيو احمد أبو الغيط ان إعلان ترامب بشأن الجولان غير شرعي ونقف بالكامل مع حق سوريا في أرضها المحتلة. كما نقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني قوله "ان القرار الأميركي حول الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان غير مشروع ولا مقبول". من جهته، اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "اننا لن نسمح بشرعنة "الاحتلال الإسرائيلي" لهضبة الجولان السورية"، واعتبر "ان قرار واشنطن الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان يضع المنطقة على شفا أزمة جديدة".