Mar 17, 2019 8:25 AM
صحف

قادة "حزب الله" لا يميّزون بين الجناحين السياسي والعسكري

حذر منسق مكافحة الإرهاب الأميركي من أن بريطانيا ودولا أوروبية أخرى معرضة لخطر الهجمات الإرهابية الإيرانية على أراضيها، وعليها بالتالي بذل المزيد من الجهد لردع النظام الإيراني. وقال ناثان سيلس في مقابلة مع صحيفة الـ"ديلي تلغراف" البريطانية إن إيران نفذت مجموعة كبيرة من مؤامرات الاغتيال في أوروبا في السنوات الأخيرة، وهي قادرة على أن تفعل ذلك مرة أخرى.
وأشاد سيلس بالحكومة البريطانية لتصنيفها مؤخراً «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، كمنظمة إرهابية، وحث دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على مواكبة هذه الخطوة. وأشار سيلس إلى طرد السفراء الإيرانيين من الدول الأوروبية في أوائل التسعينات بعد هجوم بالقنابل، قائلاً إن ذلك الإجراء يمكن أن يكون «مفيدا» للتعامل مع تهديدات اليوم. وأضاف: «من غير المقبول أن تعتبر إيران القارة الأوروبية أرضاً خصبة لحملتها الإرهابية. فإذا لم تكن هناك محاسبة فإن إيران ستستمر في حملتها هذه. لذلك يتعين علينا فرض هذه المحاسبة حتى نتمكن من ردع أعمال الإرهاب في المستقبل».
وتعكس تعليقات سيلس الخط المتشدد الذي سلكته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه إيران خلال العامين منذ توليه الرئاسة. وكان ترمب قد انسحب من الاتفاقية النووية الإيرانية التي أبرمها سلفه باراك أوباما، والتي تقيد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، الذين ظلوا ملتزمين بالاتفاقية إلى جانب دول أخرى كالصين وروسيا.
وفي معرض حديثه في لندن، قرب نهاية جولة أوروبية، أعرب سيلس عن جزعه من العدد المتزايد للمؤامرات الإرهابية التي يُزعم أن إيران ووكلاءها قد نفذوها في السنوات الأخيرة. وألقى باللوم على إيران في الهجوم بالقنبلة الفاشلة الذي استهدف مؤتمراً معارضاً سياسيا في باريس ومؤامرة لقتل زعيم سياسي في المنفى بالدنمارك.
كما أشار وكلاء إيران إلى تفجير حافلة عام 2012 كانت تقل سائحين يهوديين في بلغاريا، والاغتيالات السياسية في هولندا التي ألقت الحكومة الهولندية باللوم فيها على إيران. وعندما سئل سيلس عن سبب قيام إيران بتنفيذ تلك الهجمات، قال «لأن الإرهاب أمر أساسي لوجود النظام الإيراني. إنهم يعتبرون أن تصدير ثورتهم أساسي للغاية ومحوري لهوية النظام». وأضاف أن بريطانيا ليست محصّنة ضد هذا التهديد، محذراً بقوله «أعتقد أن النظام (الإيراني) يعتبر أوروبا ككل، بما في ذلك بريطانيا، أرضاً خصبة لعملياتها».
وفيما يتعلق بحزب الله، قال سيلس إن الحزب يعتبر نفسه حزباً سياسيا وجماعة عسكرية في آن واحد ويتخذ من لبنان مقراً له، معرباً عن امتنانه لبريطانيا لأنها صنفت الحزب بأكمله، بما في ذلك ذراعه السياسي، منظمة إرهابية، وحث الدول الأوروبية الأخرى أن تحذو حذوها. وأضاف موضحاً أن «حزب الله منظمة واحدة. لكن قادتها وأعضاءها لا يفرقون بين أنشطتهم الإرهابية العسكرية من ناحية وأنشطتهم السياسية المزعومة من ناحية أخرى».
ولمح سيلس إلى تدابير أخرى يمكن أن تتخذها الدول الأوروبية لزيادة الضغط على إيران، مذكّراً بتداعيات تفجير مطعم في برلين عام 1992. مما دفع الدول الأوروبية إلى طرد سفراء إيران واستدعاء سفرائهم من طهران، وعلقت الحوار مع النظام الإيراني. وكانت النتيجة عبارة عن عقدين من «الهدوء والأمن» فيما يتعلق بهجمات إيران على الأراضي الأوروبية.
وأضاف: ما نحتاج إليه الآن هو نفس النوع من الرد القوي والحازم لإرسال إشارة إلى طهران بأن هذا السلوك غير مقبول، وإذا تمادت فيه، فسوف نجعلها تدفع الثمن». واعترف منسق مكافحة الإرهاب الأميركي بأنه على عكس الولايات المتحدة، تظل دول الاتحاد الأوروبي ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني، لكنه أشار إلى أنه لا يزال بإمكانها اتخاذ خطوات لمعاقبة النظام على المؤامرات الإرهابية.
فيما يتعلق بسؤال آخر حول مصير مسلحي «داعش» الأجانب الذين تم أسرهم في سوريا، كرر سيلس مطالبة إدارة ترمب بأن تستعيد بريطانيا وغيرها من الحلفاء الأوروبيين الأشخاص الذين فروا من بلادهم للانضمام إلى «داعش»، ثم تحاكمهم على أراضيها. لكن بريطانيا رفضت القيام بذلك، وقررت تجريد هؤلاء من جنسيتهم البريطانية وعدم السماح لهم بالعودة.
وقال سيلس: لا توجد مشكلة أو عقبة في مكافحة الإرهاب بالوسائل القانونية. ففي الولايات المتحدة أثبتت المحاكم المدنية قدرتها الكاملة على مواجهة هذا التحدي، إذ نستطيع إرسال الأشخاص إلى السجن بسبب جرائمهم المرتبطة بالإرهاب، وبالتالي التأكد من أنهم لن يعودوا إلى الانخراط في ساحة المعركة. ونحن نطلب من حلفائنا الأوروبيين أن يفعلوا الشيء نفسه.

المصدر: الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o