معركة مكافحة الفســـــاد تستعر... نصرالله: لن نتراجع وتوقعوا كـــل شيء
علاقة "الخارجية" و"المفوضية" تستوي وغراندي: الاجواء اكثر تهيئـــــة للعودة
وفد دولي يعاين الوضع المالي ويعود بعد 3 اشهر...وانتخابات طرابلس في 14 نيسان

المركزية- " بأعلى درجات الحرفية والاتقان ادرنا الدفة الامنية في البلاد في الحقبة السابقة وكذلك سنفعل ان تسلمنا ادارة الدفة الاقتصادية اليوم، خلافا لما فعلته الحريرية السياسية على مدى ثلاثة عقود... نحن اصحاب الكفّ النظيف الذي لا غبار على ممارساته وهم الفاسدون والسَرَقة". تحت هذا العنوان الهادف الى تلميع صورة حزب الله وتلويث "السجل العدلي لادارة سنّة "المستقبل" افساحا في المجال امام اكتساب ثقة شعبية عارمة عبر اكثر الملفات دغدغة لمشاعر اللبنانيين وحجز دور لسنة المعارضة بدأ من لحظة عرقلة تشكيل الحكومة من اجل حجز مقعد لهم فيها، يحرك حزب الله ملف مكافحة الفساد في هذه اللحظة بالذات، تمهيدا للانتقال التدريجي من المقاومة العسكرية الى الاقتصادية. لمَ اليوم وليس امس؟ تجيب مصادر سياسية سيادية على هذا السؤال عبر "المركزية" بالقول،" لان ما انجزه وزير المال علي حسن خليل على المستوى المالي في وزارته وما تحدث عنه مدير عام الوزارة الآن بيفاني، لا بد وفّر للحزب مادة دسمة تخوّله خوض المعركة وتحقيق الانتصار. لكن جملة اسئلة تتدافع الى الواجهة وتفرض نفسها: هل لحلفاء الحزب مصلحة في خوض هذه المعركة وهم على الارجح سيتشظون منها، ما داموا انخرطوا في السلطة طوال الحقبة موضع التصويب؟ واذا كان المستقبل متورطا عن حق في منظومة الفساد كما يدعون، لِمَ لم يُسوّي الوضع طوال الفترة التي تسلم فيها وزارة المال على مدى سنوات؟ وما هو المدى الذي سيبلغه الحزب وخطواته التالية؟

رد نصرالله: امين عام الحزب السيد حسن نصرالله عزا توقيت الحملة "الى الخطر على الوجود الذي لم يعد من الجائز الصمت عليه، فالمعركة واجبة ولا تقل أهمية وقداسة عن معركة مواجهة العدو ونحن امام مفصل وجودي." وقال في كلمة القاها لمناسبة ذكرى تاسيس هيئة دعم المقاومة الاسلامية: البعض قال ان هدفنا الانتقام السياسي ولو كان الامر كذلك لما ساهمنا في قيام هذه الحكومة لكن ما نريده هو وقف سرقة المال العام. وفي اتهام غير مباشر للفريق المستهدف، بعدما رد الرئيس فؤاد السنيورة في مؤتمر صحافي على قضية الـ11 مليار دولار، قال نصرالله "من الطبيعي ان يقوم الفاسدون والسارقون واللصوص والناهبون بعملية دفاع عن النفس والا يتركوا هذه المعركة تتعاظم لانها ستضع النقاط على الحروف وتنتصر ويدفعون هم الثمن... سيحاولون تحوير مسار المعركة على الفساد وتحويلها صراعا طائفيا ومذهبيا لحماية فاسدين "مفترضين" وسيراهنون على تعبنا وخوفنا ولكن لا تراهنوا على ذلك لاننا لن نتعب... سيحاولون التيئيس والتشكيك في ما نقوم به لاسترجاع المال العام وتصويرنا وكأننا نريد تصفية الحسابات لكن هذا غير صحيح وسيلجأون ايضا الى الشتائم والسباب... ومن لديه حجارة فليرمها على زجاجنا اذا وجده، وليحمل الملفات الى القضاء". واذ اكد عدم التراجع وعدم الرهان على حرب طائفية او داخلية قال: "توقعوا كل شيء في هذه المعركة".

عون...سوريا تتعاون: الى ذلك، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى مواكبة لبنان في عملية تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم وتسريعها. وشدد، خلال استقباله مفوض الامم المتحدة  فيليبو غراندي في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي على استمرار التعاون مع المنظمة والتنسيق مع الادارات اللبنانية المعنية بملف العودة، لافتا الى اهمية تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد عودتهم الى ارضهم.واكد على تعاون السلطات السورية المختصة مع الجهات اللبنانية المعنية  بتنظيم العودة، ولاسيما منها الامن العام اللبناني. من جهته، وضع غراندي الرئيس عون في صورة الزيارة الميدانية التي قام بها الى عدد من المناطق السورية حيث اطلع على اوضاع النازحين العائدين اليها، واصفاً اياها بالمطمئنة، كما وضعه في اجواء المفاوضات التي يجريها مع المسؤولين السوريين للتعاون في معالجة قضية النازحين.ونوه غراندي بالدعم الذي تلقاه المفوضية من المسؤولين اللبنانيين لتمكينها من القيام بالدور الانساني الموكل اليها.

غراندي...عودة طوعية: وانتقل غراندي بعدها الى الخارجية حيث استقبله وزيرالخارجية جبران باسيل، وقال بعد اللقاء" نعمل مع روسيا لازالة بعض العقبات من امام عودة النازحين ونطلب الصبر ونريد جميعا عودة طوعية وكريمة وآمنة للنازحين". واكدت مصادر ديبلوماسية لـ"المركزية" ان الاجتماع مع غراندي كان ايجابيا ساده جو من الارتياح رغم الطابع المتوتر الذي صبغ العلاقة بين وزارة خارجية والمفوضية العليا للاجئين في وقت سابق على خلفية عودة النازحين. ووضع غراندي الوزير باسيل في نتائج زيارته الى سوريا ولقاءاته المسؤولين السوريين والروس في دمشق. واعتبر ان الاجواء اصبحت مهيئة اكثر للعودة، وهذا ما سيثيره غراندي في اجتماع بروكسل في ١٣ و١٤ الجاري والذي سيشارك الوزير باسيل في عداد الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. 

الغريب في بكركي: وملف العودة حضر ايضا في بكركي من خلال زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي اكد انه "أطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على اجواء ملف النزوح السوري والزيارة التي قام بها لسوريا". وقال "استمعنا الى مقاربته الى هذا الموضوع ولمسنا انه يتكلم اللغة نفسها التي نتكلمها وابدى حرصه الشديد على حق النازحين في العودة الى وطنهم سالمين آمنين، لان حقوقهم الانسانية والوطنية تقتضي ذلك". وشدد على "ضرورة اخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية وعلى ضرورة تحقيق خرق جدي وعدم ربط هذا الموضوع بالحل السياسي في سوريا"، مؤكدا أن "زيارته الى سوريا لم تؤد الى مشاكل، انما كان هناك بعض الاعتراض لبعض القوى السياسية الذين أعربوا عن موقفهم في مجلس الوزراء وكان ردنا في الطريقة المناسبة، ونأمل من الجميع وضع مصلحة لبنان اولا بعودة الاخوان السوريين الى ديارهم معززين مكرمين. لذلك يجب سحب السياسات الضيقة من هذا الموضوع لأنه لا يجب إخضاع بلدنا لحسابات بعض الافرقاء".وعن كلامه عن خطة من ثلاث مراحل، قال "نحن نتكلم على ورقة واقعية تفصيلية وشاملة تحاكي ملف النازحين من جوانبه كافة السياسية واللوجستية وغير ذلك، وسنتقدم بها الى المسؤولين. وهذه الورقة تتضمن ماذا سنفعل مع الدولة السورية ماذا يجب ان نفعل وكيف يجب ان نتكلم مع المجتمع الدولي. هذه رؤيتنا، ونأمل ان يتحقق حولها اجماع وطني".وإذ أكد أن "المسؤولين السوريين يريدون عودة النازحين"، قال "يجب ان نجرب، والتجربة خير برهان".

معاينة مالية دولية: في مجال آخر، زار رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان كريس جارفيس على رأس وفد من الصندوق، الرئيس عون. وتم التداول في الاوضاع المالية في البلاد وتوجهات الحكومة المقبلة في ضوء الواقع المالي الراهن والاصلاحات المرتقبة التي تنوي الحكومة اعتمادها في مجالات عدة. وسيعود الوفد الدولي الى بيروت خلال الاشهر الثلاثة المقبلة لمتابعة تطور الوضع المالي. ثم زار وزير المال علي حسن خليل، وتم عرض عام من قبل فريق البعثة للمهمة التي يقومون بها لا سيما ما يتعلق بتوصياتهم لجهة خفض عجز الموازنة وضرورة العمل على إيجاد إيرادات جديدة للدولة يتم ترجمتها في موازنة عام 2019. وأكّد خليل أن العمل جارٍ على إنهاء الموازنة ضمن المهل التي حدّدها المجلس النيابي والتي تتضمّن مجموعة من الإصلاحات التي تتناسب مع توجهات الحكومة في بيانها الوزاري وخطة وزارة المال لمعالجة وضع المالية العامة.

انتخابات طرابلس في 14 نيسان: في مجال آخر،  وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مرسوما يقضي بدعوة الهيئات الناخبة في الدائرة الصغرى في طرابلس، لانتخاب نائب عن المقعد السني الذي شغر بموجب قرار المجلس الدستوري الرقم 10 تاريخ 21/2/2019، يوم الاحد في 14 نيسان المقبل حسب النظام الاكثري .ووقع المرسوم الذي حمل الرقم 4384 تاريخ 7 آذار 2019، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن.