Feb 21, 2018 4:59 PM
تحليل سياسي

ساترفيلد في بيروت بطرح جديد ولبنان متمسك بإحداثياته مؤتمرات الدعم في مواعيدها والمبعوث الفرنسي عند الحريري تعيين قاصد رسولي قريبا والعلاقات الاميركية- الروسية تتدهور

المركزية- فيما انتقل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من العراق الى ارمينيا، انتقلت وجهة الرصد الداخلي في الاتجاه النفطي مجددا، مع عودة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد من تل ابيب الى بيروت حاملا على ما يبدو طرحا اسرائيليا جديدا يتعلق بالخلاف حول البلوك رقم 9، الذي تدعي تل ابيب ملكيته، بدأ بوضع المسؤولين اللبنانيين في اجوائه. اما انتخابيا، فاستمرت المقار الحزبية والسياسية خلايا نحل لا تهدأ فيها حركة الاجتماعات والاتصالات لحسم الترشيحات وبحث افق التحالفات.

ساترفيلد يعود: نفطيا، عاد ساترفيلد الى لبنان، لاستكمال المحادثات مع المسؤولين في موضوع الاقتراحات الأميركية في ما يتعلق ب البلوك 9، واستهل لقاءاته من "الخارجية" قبل ان يزور قيادة الجيش. وفي وقت اشارت معلومات "المركزية" الى ان الدبلوماسي الاميركي سيتوجه من بيروت الى جنيف غدا بعد اجتماعه بالرئيس نبيه بري، أفيد انه أطلع وزير الخارجية جبران باسيل في اللقاء الذي جمعهما في قصر بسترس على موقف الاسرائيليين من النزاع النفطي.

ماذا دار في الخارجية؟: وليس بعيدا، كشفت أوساط الخارجية لـ"المركزية" أن البحث بين الرجلين تم على قاعدة الحفاظ على حقوق لبنان ولم يطرح باسيل اي تنازل في لقائه مع ساترفيلد، بل ان الحديث تناول كل ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه بألا تتأثر عمليات التنقيب. وأوضحت ان في ما خص البلوك 9، أكد لبنان موقفه الثابت بألا تنازل او اعادة نظر فيه وبيروت متمسكة بالاحداثيات التي قدمتها، وأن لا نقاش على البلوك 9 من قبل لبنان لكن البحث تطرق الى المناطق المتنازع عليها وسيحاول لبنان تحصيل اكبر قدر من المكتسبات.

في المقابل، نقلت معطيات صحافية عن مصادر "الخارجية" قولها ان الدبلوماسي الاميركي عاد بطرح جديد من تل أبيب، الا انها اشارت الى ان "لا يمكننا الحديث عن تقدم او تراجع".

بري والنفط: على الخط عينه، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. وأفيد ان الرجلين بحثا في الملف النفطي والنزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل. وفي السياق، أكد بري في لقاء الاربعاء النيابي، أن "موقف لبنان موحد ومتضامن في الدفاع عن سيادتنا وثروتنا النفطية وحدودنا البحرية والبرية. وقال "ان المعادلة الإسرائيلية "ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم" هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمر".

لاقرار الموازنة: على صعيد آخر، شدد الرئيس بري مجددا على ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء موازنة 2018 وإرسالها بالسرعة اللازمة الى مجلس النواب. ونقل النواب عنه انه "اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أمناً ايضاً للمجتمع وأحد ركائزه الموازنة، واذا لم تصل هذه الموازنة قبل 5 آذار الى المجلس، هناك شبه استحالة لإقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية ستتأثر بالموضوع". وجدد ايضاً التأكيد على وجوب تنفيذ القوانين، معرباً عن اسفه لوجود 38 قانوناً لم تنفذ حتى الان والمطلوب تنفيذها.

اجتماع اللجنة: على هذا الخط، رأس رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الظهر، الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة 2018، حضره نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، والوزراء علي حسن خليل، محمد فنيش، رائد خوري، جمال الجراح، أيمن شقير، يوسف فينيانوس، والمدير العام لوزارة المال ألان بيفاني، والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، ومن غير المستبعد ان تعقد اللجنة اجتماع ثانيا غدا.

اجتماع انتخابـي: أما انتخابيـا، فسجل لقاء قواتي – عوني اليوم ضم في دارة الامين العام لتكتل التغييـر

والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، الاخير، الى الامينة العامة لحزب القوات اللبنانية شانتال سركيس ومنسق الانتخابات في التيار نسيب حاتم. واشارت المعلومات الى انه انتهى الى اتفاق على متابعة البحث في التحالف الانتخابي بين الحزبين.

مفاجأة قواتية: وعلى ضفة "القوات" التي تتحرّك انتخابياً في اتّجاه "التيارين" بعقد لقاءات شبه يومية اكدت مصادرها لـ"المركزية" "عن "مفاجأة"  ستُفجّرها معراب خلال ايام (نهاية الاسبوع او مطلع المقبل كأبعد تقدير) باعلانها اسماء المرشّحين الذين ستخوض من خلالهم المعركة الانتخابية في زحلة ودوائر اخرى محسوبة على قوى سياسية حليفة وخصمة"، واكدت "ان معراب ستُفاجئ الوسط السياسي باعلانها ترشيحات في دوائر انتخابية تُصنّف على انها "عرين" قوى سياسية حليفة وغير حليفة، وهذا ان دل الى شيء، فالى قرار معراب "بالتوسّع" جماهيرياً في مناطق لا يُحسب لها حساب من حيث الثقل الانتخابي، والقول "نحن هنا".

المؤتمرات في مواعيدها: في مجال آخر وفيما زار المبعوث الرئاسي الفرنسي المكلف التحضير لمؤتمرات الدعم الدولي للبنان بيار دوكازن رئيس الحكومة سعد الحريري ظهرا، أكد مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا عبر "المركزية" أن "حتى اليوم، موضوع تأجيل مؤتمر "سادر "غير وارد، وموعده ثابت في 6 نيسان، بناء على طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون"، مشيرا الى أن "الكلام عن تأجيل زيارة ماكرون الى لبنان غير دقيق"، ومؤكدا أن الرئيس الحريري سيجول على عدد من الدول تحضيرا للمؤتمر،على ان تحدد تفاصيل الجولة خلال الاسبوعين المقبلين". وقال إن "قطر والكويت أكدتا حضورهما المؤتمر، والسعودية والامارات أبدتا رغبة بذلك، لكن لم تقدما جوابا نهائيا الى حين العودة الى قياداتهما"، نافيا "وجود أي امتعاض لدى هذه الدول حيال لبنان، والامر مرتبط بالاجراءات الإدارية لكل دولة"، مؤكدا أنه "لغاية اليوم، لم تعتذر أي دولة عن الحضور، والموقف الاميركي واضح لناحية دعم لبنان بغض النظر عن موقفهم من "حزب الله". وعن مؤتمر بروكسل، قال إن "موعده بين 24 و25 نيسان ويفترض أن يكون نهائيا نظرا الى أن المواعيد تحدد مسبقا مع وزراء خارجية الدول"، واشار الى أن "التأخير في اقرار ورقة الحكومة للنازحين  يعود الى التحضيرات لمؤتمر سادر".

تعيين السفير البابوي: في غضون ذلك، عزا سفير لبنان في الفاتيكان انطونيو عنداري عبر "المركزية" سبب التأخير في تعيين قاصد رسولي الى تغيير في الالية المتبعة في دوائر الفاتيكان في اختيار كل القاصدين الرسوليين في دول العالم، اذ انشأ قداسة البابا مكتبا ثالثا الى جانب المكتبين القائمين للتعاطي المباشر مع مجلس الاساقفة في الدول التي ينوي تعيين قاصد رسولي منها، وهو اجراء تسبب في تأخير التعيينات في نحو 10 الى 12 دولة من بينها لبنان. وكشف ان سلسلة تعيينات ستصدر خلال الاسبوعين المقبلين، نافيا علمه ما اذا كان لبنان من بينها، بيد انه اكد ان مجمل المراكز الشاغرة ستُملأ خلال شهر ونصف الشهر على الاكثر، رافضا ربط المسألة بالسياسة او بما يتردد عن فتور في العلاقات مع لبنان وهو شأن لا اساس له من الصحة.

تدهور العلاقات: اقليميا، في وقت ترزح الغوطة الشرقية تحت وابل من الصواريخ والقصف الممنهج منذ ايام، حصد حتى الساعة مئات القتلى، غالبيتهم من المدنيين والاطفال العزّل، لا مؤشرات في الأفق، الى اي حركة دولية جدية لوقف حمام الدم هذا، خصوصا ان العلاقات الروسية – الاميركية آخذة في التدهور. وفي السياق، ذكر مسؤول روسي أنه سيكون "صعبا للغاية" تحسين العلاقات الروسية الاميركية،  واتهم نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية الروسية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، بعدما اتهمت واشنطن 13 روسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2016.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o