Feb 19, 2019 4:28 PM
تحليل سياسي

زيارة الغريب "السورية" تتفاعـل: لقاء في بعبدا واستدعاء الــــى السراي!
رسالة اميركية تحذيرية للحكومة: "الحزب" يخرق النأي بالنفس ويزعزع الاستقرار
الحريري الى بروكسيل ودوكان الــــى بيروت ونتنياهو الــــى موسكو

المركزية- كل التحذيرات التي كانت تصدر في الداخل والخارج من مغبة التلكؤ في تطبيق سياسة النأي بالنفس المدرجة في البيان الوزاري، وسط تعقيدات المنطقة التي يتطاير شررها في دول الجوار، أرخت بثقلها بعد الخرقين الحكوميين لهذه السياسة، وفي شكل خاص زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لسوريا التي تفاعلت حكوميا، فاستدعى الرئيس سعد الحريري الوزير الغريب الى السراي، بعدما زار قبل الظهر رئيس الجمهورية على اثر اعلانه انه نسق زيارته مع رئيسي الجمهورية والحكومة، الامر الذي نفته اوساط السراي.

وفي خرق "النأي بالنفس" ايضا رسالة اميركية تحذيرية مباشرة وصريحة للبنان وحكومته، محورها حزب الله "الميليشيا التي لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالامن القومي وهي قرارات تعرض بقية البلاد للخطر، وتستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل".

أميركا قلقة: فقد اخترقت المشهد السياسي الملبد بدخان الغريب لدمشق، مواقف أميركية عالية السقف، من الحكومة الجديدة. اذ بعيد زيارتها الرئيس الحريري في السراي، اشارت سفيرة الولايات المتحدة اليزابيت ريتشارد الى انني "هنأت رئيس الوزراء على تشكيل الحكومة الجديدة التي تشكلت اخيرا بعد انتظار طويل"، مضيفة "كنت صريحة مع رئيس الوزراء حول قلق الولايات المتحدة بشان الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالامن القومي وهي قرارات تعرض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل. وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل اساسي".

..لكن الدعم مستمر: الا انها في المقابل اعربت عن املها "الكبير بألا ينحرف لبنان عن مسار التقدم الذي هو امامه الآن. من هذا المنطلق، أحضرت معي اليوم فريقًا من كبار المسؤولين الرسميين في السفارة يضم مدير المساعدات الاميركية للبنان، والملحق العسكري، ومستشار شؤون اللاجئين، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية، وقد جئنا لاجراء مراجعة لمدى وعمق الدعم الأميركي المتاح للتعليم والتنمية بهدف مساعدة المجتمعات اللبنانية على التعامل مع المطالب غير المسبوقة والمفروضة عليها بعدما فرّ جيرانها السوريون من وحشية نظام الأسد، ولبناء جيش قادر ومحترم يحمي مواطنيه تحت سلطة سيادة قادته المنتخبين، ولمعالجة مجموعة من القضايا الاقتصادية الصعبة". وتابعت "أخبرت رئيس الوزراء أن الولايات المتحدة فخورة بأن تكون أكبر مزوّد للتنمية والمساعدات الإنسانية والأمنية للبنان. في العام الماضي وحده، قدمنا ​​أكثر من 825 مليون دولار أميركي من المساعدات الأميركية - وهي زيادة عن العام السابق. منذ عهد أول لبناني هاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينيات القرن التاسع عشر، إلى تأسيس أميركيين للجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، إلى اليوم ، حيث نستثمر أكثر من مليار دولار في سفارة جديدة في عوكر ، نريد مواصلة دعمنا الطويل والشامل للبنان. وكما قال الوزير بومبيو في الآونة الأخيرة، "نحن شركاء مع لبنان لتحقيق نتيجة جيدة لشعب لبنان".

الغريب في بعبدا: وكانت زيارة الغريب الى سوريا، بقيت في الواجهة اليوم، حيث ظهر تباين في التعاطي الرسمي معها. في السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم الغريب الذي اطلعه على نتائج الزيارة التي قام بها الى دمشق امس والمواضيع التي بحثها مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم. وبعد اللقاء، قال  الغريب "زرنا رئيس الجمهورية اليوم لوضعه في اجواء زيارتنا الى سوريا. كانت هناك مقاربة ايجابية للموضوع من جوانبه كافة. وقد بدأنا نسمع اصواتا نأمل لو لمرة واحدة في ان نجمع كلبنانيين على ملف وطني وحساس ودقيق في هذا الحجم لان الامور لم تعد تحتمل. ندعو مجددا كما دعونا في السابق الى اخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية نظرا لما يشكله من ضغوط اقتصادية ومالية وامنية على الوطن برمته". هل لمستم ايجابية في هذا الملف؟ اجاب "لمسنا ايجابية مهمة جدا وامكانية لتقديم تسهيلات كبيرة في مقاربتهم لهذا الموضوع".

..والحريري يستدعيه!: في المقابل، أفيد ان الرئيس الحريري استدعى الوزير الغريب إلى السرايا عند الرابعة من بعد ظهر اليوم. ونفت مصادر الحريري أن يكون الغريب قد أطلعه على عزمه زيارة سوريا.

موظفون أوادم: على صعيد آخر، اكد الرئيس الحريري خلال رعايته في السراي، حفل توقيع مذكرة تفاهم بين الدولة اللبنانية واتحاد المهندسين اللبنانيين ونقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية، لإطلاق مشروع النُظم الإلكترونيّة الموحّدة لتصنيف المتعهّدين ومكاتب الدروس ان "لقاءنا اليوم هو بداية مشوار بإذن الله للنهوض بلبنان، باقتصاده وببناه التحتية، وبالخدمات الأساسية، وإصلاحات كلها ضمن برنامج الحكومة التي نالت ثقة واسعة من المجلس النيابي، وانطلقت بالتنفيذ. ومن الإصلاحات الأساسية التي يطالب بها اللبنانيون جميعاً، هي الشفافية وإقفال باب السمسرات، المفترضة أو الحقيقية، في مناسبة تلزيم المشاريع". وقال "أود القول إن ما سمعناه  في مداخلات بعض النواب، ونسمعه يومياً في الإعلام، عن محاربة الفساد في الإدارة، ربما يعطي انطباعاً للرأي العام ان الإدارة كلها فاسدة وكلهم فاسدون. وهذا في الحقيقة خطأ وظلم. هناك الكثير من الاشخاص الأوادم والشرفاء والأمناء على المال العام ومصلحة المواطنين في كل إدارات الدولة. وكما ان واجبنا جميعا، وهدفنا جميعا، ان نغلق أبواب الفساد، واجبنا أيضاً ألا نظلم الموظفين الأوادم والأمناء الذين يفنون حياتهم في خدمة الدولة والمواطنين، وألا يذهب "الصالح بعزا الطالح" كما يقول المثل الشعبي".

خطوة اصلاحية: وتابع "أؤكد أمامكم أننا سنتابع إقرار قانون دفتر الشروط الذي حوّله مجلس الوزراء عام 2007 ، إذ لا يعقل أننا لا نزال نعتمد دفتر شروط صدر عام 1944 أي منذ 74 عاماً. اليوم أتعهّد لكم بأن هذه الخطوة ستطبَّق. وهي خطوة إصلاحية من ضمن إصلاحات "سيدر" لتضمن كامل الشفافية والنزاهة في تلزيم كل مشاريع "سيدر" وكل مشاريع الدولة اللبنانية من اليوم فصاعداً. هذه هي الادارة التي يتعطش لها اللبنانيون، إدارة شفافة، ولا يشعر فيها المتعهّد بأن هناك استنسابية سياسية بين متعهّد وآخر".

الحريري الى بروكسيل: وفي سياق حراكه الخارجي الهادف الى دعم لبنان وتخفيف اعباء النزوح السوري، يشارك الرئيس الحريري وفق معلومات "المركزية" في مؤتمر بروكسيل الثالث للاجئين السوريين في 13 اذار المقبل،  ويعرض لخطة العودة التي وضعها لبنان ويؤكد التزامه بالمبادرة الروسية المنتظر وضعها موضع التنفيذ بعد اكتمال عناصرها اثر الاتصالات التي تجريها موسكو في هذا المجال. وفي 24 الجاري، يرأس وفد لبنان الى القمة العربية- الاوروبية التي تعقد في شرم الشيخ من اجل تعزيز وتوطيد العلاقات العربية- الاوروبية. وافادت مصادر دبلوماسية "المركزية" ان ازمة النزوح والاصلاحات الاقتصادية ستتصدران ورقة العمل اللبنانية الى القمة.

دوكان في بيروت: وليس بعيدا من الاصلاحات، يصل الى بيروت في 27 الجاري وفق معلومات "المركزية" الموفد الفرنسي المكلف من الرئيس ​ايمانويل ماكرون​ متابعة الية تنفيذ مؤتمر سيدر بيار دوكان. 

بوتين-نتنياهو: اقليميا، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو يوم 21 شباط الجاري. ولفت في بيان الى أن الزعيمين يعتزمان مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا. وليس بعيدا، اعلنت وكالة الإعلام الروسية عن محادثات جرت عبر الهاتف بين بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيرة الى انهم جدّدا استعدادهما لمواصلة التنسيق في الأسواق العالمية للطاقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o