الحكومة الى "سيدر" درّ: التزام دولي بالمساعدات واسراع في التنفيذ
خرقان حكوميان لـ"النأي" والقوات تعترض فـــي مجلس الوزراء
اكراد سوريا لاوروبا: لا تتخلوا عنا...وارفع وسام باكستاني لولي العهد السعودي

المركزية- اقلعت حكومة "الى العمل" الحريرية في مسيرتها الاجرائية والعملية نحو التطبيع الداخلي بعد نيلها ثقة قياسية من مجلس النواب بمباركة نوعية من حزب الله توجب التمعن في ابعادها، بعد امتناع عن التصويت لحكومتي الحريري منذ عقدين من الزمن، وفي لحظة اقليمية بالغة الدقة.

سياسة جديدة: وعلى قاعدة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار" ترتكز سياسة الحزب الجديدة في ما يشبه لغزا محيرا، اذ وبعد اعتذار "نادر" عن كلام نائبه نواف الموسوي "الانفعالي" يوم الجمعة الماضي، أطل امينه العام السيد حسن نصرالله ليطلق مواقف مستغربة اوحت باتجاه لنبش دفاتر الماضي، وتحديدا تلك المتصلة بإعادة فتح ملف الـ11 مليار دولار التي انفقتها الحكومات السابقة، بعدما وُضع على الرف من جانب حليفه التيار الوطني الحر الذي كان يرفع هذا العنوان شعارا حتى لحظة ابرام التفاهم الرئاسي مع تيار المستقبل. وسألت اوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" عن هدف الحزب من نبش قضية استوفت حقها من الشرح ، وخلفية إثارة هذه القضية فهل انه يتطلع الى ربط نزاع مع الرئيس فؤاد السنيورة وتيار المستقبل ام يمتحن موقف التيار الحر بعد إقفاله الملف اثر العلاقة الوثيقة التي تجمعه بالمستقبل وبعض التوتر الذي يشوب علاقة الحزب- التيار؟

سوء نية؟ في مطلق الاحوال، تعتبر الاوساط ان اعادة نصرالله الملف الى الواجهة غير مطمئن ويدل الى سوء نية في اتجاه اعادة تسعير الخلاف الداخلي، خصوصا ان الموقف اعقبته خطوات هي الاخرى غير مطمئنة وتوحي بنية لاعادة مناخ الانقسام الى داخل مجلس الوزراء وخارجه لا سيما زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا عشية الجلسة الرسمية الاولى لمجلس الوزراء اثر نيله الثقة النيابية وموقف وزير الدفاع الياس بو صعب في ميونخ ، وهما بحسب ما صنفتهما اوساط معراب عبر "المركزية" خطآن من شأنهما توريط لبنان في صراعات الخارج وضرب مبدأ تحييده الواجب على اللبنانيين جميعا التزامه، لا سيما ان الوقت ليس للمناكفات ولا للانقسامات الداخلية كما اعلن الرئيس الحريري بل للعمل والانتاج.

القوات يعترض: وكشفت اوساط معراب ان وزراء القوات سيثيرون القضية في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل ويسجلون اعتراضا شديد اللهجة على خرق مبدأ النأي بالنفس الذي لم يجف بعد حبره في البيان الوزاري وسيطالبون بأعادة شرح المصطلح لمن يبدو انه لم يفهمه او اعادة التذكير به.

الغريب في سوريا: وكان الغريب  توجّه صباحا الى سوريا تلبيةً لدعوة رسمية من وزير الادارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، حيث عقدا لقاء تمحور حول سبل تسهيل اجراءات عودة النازحين بأمان. وأكد الغريب أن "الجانب السوري كان متجاوبا جدا ومرحبا بعودة جميع النازحين"، مضيفا أن "الجانب اللبناني مستعد للعمل مع كافة المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية". من جهته، أشار مخلوف الى أن "سوريا تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الاجراءات اللوجستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين".

وسيدر في السراي: في المقلب الاخر، انطلق قطار العمل التنفيذي اليوم من محطة "سيدر". اذ رأس رئيس الحكومة سعد الحريري، في السراي، اجتماعا تشاوريا موسعا، شارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر "سيدر" خصص للبحث في الخطوات المستقبلية.  وفي حضور وزير المال علي حسن خليل وممثلين عن الهيئات والقطاعات ووفود الصناديق والمؤسسات المساهمة في "سيدر"، تركّز النقاش مع المجتمع الدولي والجهات المساهمة، على وجهة الأموال الموعودة، وكانت أبرز العناوين، الإعمار والإصلاح.

التزام التعهدات: بعد الاجتماع، لفت مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية نديم المنلا الى "اننا اتفقنا على عملية الاسراع في اقرار وتنفيذ المشاريع"، مشيرا الى ان "المؤسسات أكدت التزامها بما وعدت به من مساعدات، وأبدت استعدادها لمساعدات اضافية اذا طبق لبنان اصلاحات"، موضحا ان "المساعدات ليست مشروطة انما لبنان تعهّد في باريس بتنفيذ اصلاحات". واذ افاد ان الاجتماع "كان جيدا جدا"، قال إن "وزير المال أكد حرص الدولة اللبنانية على انجاز الموازنة سريعا". واشار ردا على سؤال الى ان "القانون اللبناني يسمح لعمالة سورية في 3 قطاعات وبالتالي اعتقد انه سيكون هناك عمالة سورية بمجال البنى التحتية وهذا ليس بأمر غريب أو مستحدث". وليس بعيدا، أفيد ان مدير البنك الدولي في المنطقة أكد دعم البنك للبنان في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والاستعداد للمساهمة فيها.

كهرباء لبنان: حياتيا، انفراج جزئي في أزمة الكهرباء. اذ أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن من المتوقع أن تعود التغذية الكهربائية إلى طبيعتها في جميع المناطق اللبنانية بدءاً من مساء الخميس المقبل. وأوضحت أنها أرسلت الكتب الخاصة بفتح الاعتمادات المستنديّة لبواخر الفيول أويل والغاز أويل بتاريخ 23/1/2019 أي قبل وصول هذه البواخر إلى لبنان، وفق الآلية المتفق عليها من قِبل الوزارات المعنية منذ ما يزيد عن العشر سنوات".

دعم الصناعة: الى ذلك، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون دعمه القطاعات الانتاجية وفي مقدمها قطاع الصناعة، اضافة الى دعمه اعطاء الافضلية للمنتجات المحلية في كل المناقصات التي تجري في لبنان على ما  نقله وزير الصناعة وائل أبو فاعور الذي استقبله واجرى معه جولة افق تناولت شؤون الساعة، وبرنامج عمل وزارة الصناعة للمرحلة المقبلة بعد نيل الحكومة الثقة. واشار ابو فاعور الى "انني اقترحت على الرئيس عون مجموعة اجراءات يجب ان تتخذ منها حماية الصناعات اللبنانية او بعضها من الاغراق. وهناك الكثير من قضايا الاغراق التي تم نقاشها وقد ارسلنا كتبا فيها الى الامانة العامة لمجلس الوزراء".

عودة المقاتلين: دوليا، يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل يناقشون خلاله عددا من القضايا من بينها الوضع في سوريا، غداة دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى إعادة مواطنيهم المعتقلين في هذا البلد لالتحاقهم بتنظيم داعش. وفي السياق، ذكرت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه ان بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة الرئيس ترامب، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ "كل حالة على حدة". من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تنظيم إعادة جهاديين أوروبيين محتجزين في سوريا كما يطالب ترامب، أمرٌ "بالغ الصعوبة" حاليا.وكان الرئيس الأميركي دعا في تغريدة مساء السبت الدول الأوروبية وخصوصا بريطانيا، إلى إعادة مواطنيها الارهابيين المعتقلين في سوريا إلى بلدانهم ومحاكمتهم، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تضطر "للإفراج عنهم".

الاكراد وداعش: وليس بعيدا، دعا الأكراد السوريون الأوروبيين إلى "عدم التخلي عنهم" عندما يتم القضاء على تنظيم داعش وإلى المساهمة في تأسيس قوة دولية في شمال شرقي سوريا في مواجهة تركيا. وحذر ألدار خليل أحد أبرز القياديين الأكراد في مقابلة مع وكالة فرانس برس، من أن "تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا"، داعيا فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً إلى أن تعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأميركية منها. في الموازاة، أعلنت السلطات بقيادة الأكراد في شمال سوريا أنها لن تفرج عن مقاتلي تنظيم داعش الأجانب المحتجزين لديها لافتة الى أن على الدول تحمل مسؤوليتها. وذكر عبد الكريم عمر أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، أن نحو 800 مقاتل أجنبي محتجزون في السجون إضافة إلى قرابة 700 زوجة و1500 طفل في مخيمات للنازحين مشيرا إلى أن العشرات من المعتقلين وأقاربهم يصلون يوميا.

المملكة وباكستان: اقليميا، تعزيز للعلاقات السعودية – الباكستانية. ففيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني عمران أحمد خان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بالإفراج "فوراً" عن أكثر من 2000 سجين باكستاني من السجون السعودية، قُلّد ولي العهد الذي يزور باكستان، أرفع وسام مدني في البلاد،  قبل أن يواصل الاخير جولته الآسيوية في الهند والصين.