حكومة الحريري امام امتـحان الثقة المجلسـية: لعــدم تضييـع الفرص
الاشتراكي: لن نرحم ولن نســاير... والقوات لحصرية السلاح والنــأي
دوكان يعتذر عن زيارة بيروت...ولبنان في العتمة اذا لم تؤمن "الاعتمادات"

المركزية- رسم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال مثول حكومته أمام مجلس النواب في جلسة مناقشة البيان الوزاري، اطاراً واسعاً متفائلاً لمروحة الفرص الداخلية والعربية والإقليمية التي تحفز لبنان على عدم تضييعها ووجوب مواكبة انطلاقة حكومته من باب الحض على تحين الفرص، خصوصا إن معظم القوى السياسية الأساسية في البلاد تدرك هذا الواقع وتتصرف بوحي منه، الامر الذي يفسر الاسترخاء السياسي الذي يلج عبره مجلس النواب باب المناقشات المفتوحة مظللاً بهذا السقف، غير ان ذلك لا يعني ان نواباً كثراً لن يثيروا ملفات حساسة في مداخلاتهم لا بل يزمعون التطرق اليها بالتفصيل وتحديدا فريق المعارضة الكتائبي ، والحزب الاشتراكي.

جلسة شبه رتيبة: ففي ظل اجواء هادئة انطلقت جلسةَ مناقشة البيان الوزاري قبل الظهر في مجلس النواب، على ان تستكمل مساء. وحده السقفُ العالي الذي تحدّث به عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في ما خص ملفات الفساد، حيث أورد ارقاما ووقائع، كسر المواقفَ "التقليدية"، وقد دل الى الاولوية التي سيوليها حزب الله لهذا الملف في المرحلة المقبلة، في حين برز سؤاله عن أسباب رفض استجرار الكهرباء من ايران "هل لان في طهران لا سمسرات"؟

افعال لا اقوال: وفيما حضر "الاصلاح" في كلمات النواب كلّهم، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري في مستهل الجلسة لدى تلاوته البيان الوزاري أنه "يريدها حكومة أفعال لا اقوال"، معلنا "نريدها حكومة للقرارات الجريئة والاصلاحات التي لا مجال للتهرّب منها بعد اليوم، حكومة تتصدى لأسباب الخلل المالي والاداري، حكومة تخاطب معاناة اللبنانيين وتطلعات الشباب للمستقبل وتضع في اولوياتها الاستقرار السياسي والامني لكل المواطنين وترسم سياسة مالية تواكب التحديات"، مشددا على ان لا وقت امام الحكومة للترف اللفظي، ومشيراً الى ان جدول الاعمال يزخر بالتحديات وعناوين الانجاز وترشيد الانفاق ومكافحة الفساد"، ومعتبراً ان التصدي للتحديات يتطلّب ورشة عمل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية". وقد أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيتم عقد جلسة نيابية كل شهر لمراقبة العمل الحكومي.

القوات والنأي والسلاح: في الموازاة، سُجّل اعلان القوات اللبنانية على لسان النائب ستريدا جعجع، تمسّكها بحصرية السلاح وبالنأي بالنفس. فوجّهت تحيّة إلى "جيشنا اللبناني"، قائلةً إن "كل أمنياتنا أن يكون وحده من يحمل السلاح وقد أثبت قدرته العالية في التصدي والدفاع عن لبنان، مضيفة "لا بدّ أيضاً من التأكيد على سياسة النأي بالنفس عن المحاور والصراعات الإقليمية".

الاستراتيجية: اما عضو "لبنان القوي" النائب ميشال معوض، فرأى "ان البيان الوزاري اكتفى باعادة التأكيد على مساكنة الامر الواقع بين الدولة وسلاح "حزب الله"، اما بند الاستراتيجية الدفاعية تحت سقف الدولة فهو الغائب الأكبر عنه"، داعيا "بناءً على خطاب القسم، الى أن يبادر الرئيس ميشال عون ويطرح بند الاستراتيجية الدفاعية بأسرع وقت ، لننتج حلا لبنانيا لهذه القضية الخلافية، وكي لا تصبح هذه المساكنة أسيرة التقلبات الإقليمية، وندفع ثمن الاتفاقات الخارجية على حسابنا". واذ دعا "الى وقف الانفصام في شخصية الحكومة" حيث تطلب دعم العرب من جهة، ويهاجم حزب الله الرياض من جهة اخرى، رد عليه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار قائلا "نحن أمام حكومة وفاق وطني وكلنا ممثلون فيها، لذا أتمنى الا يكون هناك مكان للسجال مع احد و"حزب الله" مكون من مكونات الشعب وجزء من هذه الدولة وليس "عليها"، شاء من شاء وأبى من أبى، ومن يساجلنا يصغر ومن نساجله يكبر".

الاشتراكي: من جهته، قال "اللقاء الديموقراطي" على لسان النائب هادي ابو الحسن "لن نسمح بتمادي الايادي المتطاولة على المال العام ولن نرحم فاسدا ولن نساير أحدا ولن نستهدف أحدا الا بمقدار ما يستهدف المال العام وسنعطي فرصة للتصحيح". وطالب بعقد جلسة نيابيّة كلّ 3 أشهر تخصّص حصراً لبحث ملف الكهرباء وتقييم التقدّم والإنجازات إذا تحقّقت ونعلن مسبقاً أنّنا لن نوافق على الإعتمادات المطلوبة ما لم يكن صرف السلف مجزّأ ومرتبطاً بمقدار التقدّم في الخطة. وكان "الديموقراطي" تماما كما الرئيس تمام سلام، اكدا التمسك باتفاق الطائف وقد رفض الاخير "البدع الدستورية" التي ظهرت ابان تشكيل الحكومة.

دعوة مصرية للقمة: من جهة ثانية، وفي حين تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة من رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي نقلها اليه سفير مصر في بيروت نزيه النجاري الى الحضور والمشاركة في القمة العربية الاوروبية الاولى التي ستعقد في مدينة شرم الشيخ يومي 24و25 شباط الجاري، اكد الرئيس عون للممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي زار بعبدا للمرة الاولى بعد تعيينه في منصبه الجديد، ناقلا تحيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وتهانيه لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، على اهمية دور القوات الدولية العاملة في الجنوب في الحفاظ على الامن والاستقرار، لافتا الى احترام لبنان للقرار 1701 بكل مندرجاته، في وقت تواصل فيه اسرائيل خروقاتها واحتلالها لاجزاء من الاراضي اللبنانية ولجوئها مؤخرا الى بناء جدار اسمنتي قبالة الحدود اللبنانية ومحاولتها توسيع حدود هذا الجدار الى النقاط المتنازع عليها.

دوكان يعتذر: في مجال آخر، وفيما كان يتوقع ان يزور الموفد الفرنسي الى لبنان المكلف متابعة تنفيذ مقررات "سيدر" السفير بيار دوكان بيروت في 18 الجاري للمشاركة في مؤتمر المؤسسات المانحة الذي يعقد في السراي الحكومي، علمت "المركزية" أن دوكان اعتذر عن حضور المؤتمر الذي يعقد برئاسة الرئيس سعد الحريري ويشمل المؤسسات والبنوك العربية والدولية وليس الدول، لتواجده في واشنطن.

سلفة "كهرباء لبنان": في المقلب الحياتي، لا تزال أزمة فتح الاعتمادات لبواخر الفيول أويل والغاز أويل  الراسية قبالة الشاطئ اللبناني على حالها، إذ أفادت مصادر مؤسسة كهرباء لبنان "المركزية"، أن المؤسسة تواصل خفض الإنتاج عبر إطفاء المزيد من وحدات الإنتاج، مشيرة إلى أن "مخزون المحروقات شارف على النفاد"، وحذّرت "في حال عدم إيجاد حل لموضوع فتح الاعتمادات، من ان  التعتيم آتٍ حتماً"...

وكشفت المصادر عن تداول مراجع سياسية عليا في مخرج يقضي بإقرار سلفة بـ400 مليار ليرة لبنانية بمرسوم في مجلس الوزراء، لتأمين حاجة المؤسسة من المحروقات لغاية منتصف شهر آذار المقبل.

توقيف ضباط: الى ذلك، اصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور مذكرتي توقيف في حق رائد ومعاون في قوى الأمن الداخلي في جرم تقاضي رشى ومساعدة بملفات قضائية  واستغلال السلطة. وذلك بعدما إستجوبهما ، في قضية التعامل مع شبكات تزوير عملة وترويجها والاتجار بالبشر واستغلال وظيفة والميسر وتهريب مطلوبين مقابل بدل مالي. وطلب القاضي منصور نتيجة التحقيقات الاستماع إلى بعض المحامين.

وكان منصور أصدر أمس  مذكرات  توقيف وجاهية في حق 4 ضباط و11 رتيبا من قوى الامن الداخلي متهمين في القضية .

ترامب... 40 عاما من الفشل: في المقلب الدولي، وفيما تحيي ايران ذكرى الثورة،  غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر "تويتر" قائلاً "ان إيران عاشت 40 عاما من الفساد والقمع والإرهاب، عقب اندلاع ثورتها عام 1979". واضاف"النظام الإيراني أنتج خلال العقود الماضية 40 عاما من الفشل فيما يعاني الشعب الإيراني منذ زمن طويل وأصبح أكثر احتياجا لمستقبل مشرق".