Feb 05, 2019 7:25 AM
صحف

جنبلاط يواجه محاولات تطويقه بتعزيز علاقته بالقوات والمردة.. وبري لن يتركه

اتّخذ رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط خيار المواجهة التي تمثلت في التصعيد في وجه رئيس الحكومة سعد الحريري و"التيار الوطني الحر"، وسط مشاعر متنامية في صفوف "الاشتراكي" بأن هناك محاولات لتطويق جنبلاط، في مقابل اتخاذه إجراءات بدأت بإرسال موفديه باتجاه الحلفاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وسط ترقب لمواقف حلفائه التي لم تتبلور في اليوم الثاني من الاشتباك.

ومع ان هناك ملفات عدة دفعت جنبلاط للتصعيد في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس الأحد، بينها رفع الصوت لحماية اتفاق الطائف، وقضية الدفاع عن النازحين السوريين، فإن الزعيم الدرزي يأخذ على الحريري عدم إبلاغه بتولي غسان عطا الله وزارة المهجرين، خلال لقائهما عشية إعلان الحكومة. وبحسب مطلعين، فإن تولي عطا الله الحقيبة، ينظر إليه جنبلاط بحساسية، ويتطلع إلى ملف المهجرين بوصفه دقيقاً ويتطلب تعاطياً مرناً.

ولا يخفي المقربون من "الاشتراكي" أن هناك محاولة تطويق للحزب وزعيمه، وهو ما لا يوافقهم عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أخبر شخصيتين من "الاشتراكي" زاراه ليل أول من أمس بعد المؤتمر الصحافي لجنبلاط، أن الأخير "لن يكون معزولاً"، بحسب ما قالت مصادر الاشتراكي لـ"الشرق الأوسط". وبرأي المصادر نفسها، فإن بري، الحليف الرئيسي "لن يترك جنبلاط وحيدا بمواجهة محاولات حصاره، ورئيس مجلس النواب مستعد للعب دور في منع تطويقه، لكن لن يتحرك فيه فوراً، بل سيترك الأمور تأخذ مداها الطبيعي» في ظل الضراوة التي تتسم فيها التصريحات من كلا الطرفين.

ولا يرى "الاشتراكي" أن حصار وليد جنبلاط بدأ بعد تشكيل الحكومة. ويقول النائب بلال عبد الله لـ"الشرق الأوسط" "ان المحاولات بدأت في قانون الانتخابات، ثم بالضغوطات التي مورست عليه للتضحية بالوزير الدرزي الثالث، وبعدها للتخلي عن وزارة الصناعة ومقايضتها بوزارة أخرى". وعما إذا كان جنبلاط يفقد موقعه كـ"بيضة قبان" سياسي في البلد، قال عبد الله "أصلاً لم يعد هناك قبان في البلاد. ثمة أجندات مالية واستثمارية في البلد، كذلك أجندات خارجية" في إشارة إلى التنسيق مع سوريا. وقال "الأجندات الاستثمارية تحكم الأداء السياسي".

وأكد عبد الله أن خيارات جنبلاط تتمثل في "المواجهة لصالح البلد والوحدة الوطنية وحماية اتفاق الطائف وتصويب السياسة الاقتصادية الاجتماعية للدولة»، مشدداً على رفض "الاشتراكي" لأي حلول اقتصادية تفرض على حساب الناس والفقراء"، مضيفاً "لن نسمح بتحويل البلد إلى شركة مساهمة، ولن نفرط بالشق المتعلق بالناس وحقوقهم. نحن مؤتمنون على مصالح الناس في مواجهة أشخاص يسعون لإلغاء دور الدولة بالرعاية الاجتماعية"، مشدداً على "أن المواجهة ستكون بالطرق الديمقراطية". وأضاف "نحن في مواجهة لتصحيح الخلل في إدارة شؤون البلاد، ولتصويب البوصلة السياسية للحفاظ على الطائف، ولمنع التجاوز للأصول السياسية ونهج أكل البلد شقفة تلو أخرى»، معتبراً أن اتفاق معمل دير عمار وتأجير مصافي النفط في الشمال «تجاوز لحقوق الناس".

وعن حلفاء جنبلاط وخياراتهم، قال عبد الله "لن نستعجل الأمور. ننتظر الحكومة والبيان الوزاري، وليس المطلوب أن يذهب الجميع في نهج واحد. كل فريق يعبر عن مواقفه بأسلوبه، ومن المبكر احتساب من مع الاشتراكي ومن ضده".
ورغم ذلك، توقعت مصادر سياسية أن يؤازر بري جنبلاط، أما "المردة" و"القوات" فيتقاطع موقف جنبلاط مع موقفهما حول ملف الكهرباء. ولفتت إلى أن جنبلاط يتجه إلى تعزيز علاقاته مع المردة والقوات، 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o