Feb 03, 2019 9:58 AM
اقليميات

انطلاق اعمال المؤتمر العالمي للانسانية في ابو ظبي

انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في قصر الإمارات في أبوظبي برعاية ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وأهميته ومنطلقاته وسبل تعزيزه عالميا.

ويسعى المؤتمر، الذي يتزامن مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك زيارة شيخ الازهر أحمد الطيب، إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتساهم في إعادة بناء جسور التواصل والتعارف والتآلف والاحترام والمحبة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الإنسانية للوصول إلى الأمان والاستقرار والسلام وتحقيق التعايش المنشود.

وانطلقت اعمال المؤتمر في جلسته الاولى صباح اليوم في قاعة مسرح قصر المؤتمرات في أبو ظبي، في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، وزير التسامح في دولة الامارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف العبسي الاول، عضو مجلس حكماء المسلمين من لبنان الشيخ علي الامين، راعي ابرشية بيروت للارثوذكس المطران الياس عودة، وعدد كبير من الشخصيات الدينية العالمية، وحضور اعلامي عالمي قارب 850 صحافيا وإعلاميا من كل انحاء العالم.

وزير التسامح الإماراتي
بعد عرض فيلم وثائقي تعريفي خاص بالمؤتمر، أطلق أعمال المؤتمر وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بكلمة تحدث فيها عن "جهود الامارات ودورها في نشر مبادىء التسامح والتعايش والسلام". وقال: "الحكماء الاستثنائيون يساهمون في التنمية البشرية والحياة، وهم أيضا يقرون بأهمية التعددية والتنوع. وفي الإمارات، تعرفنا إلى هذه الحكمة من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. لقد كان حكيما من الحكام العرب، ولطالما كان يتطلع إلى الأفكار الجديدة. وكان لديه رؤية ثاقبة".

أضاف: "تميزت قيادة الإمارات بالحكمة، وهذا بفضل رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، فهم يقدرون أهمية قيمة الحكمة، وقاموا بزراعة هذه القيمة وتنميتها".

واستطرد: "نحن في الإمارات فخورون بإنجازاتنا وإرثنا، وهذا سمح لنا باستيعاب الشعوب المتنوعة (..) نحن نستضيف أشخاص من جنسيات وبلدان مختلفة يعيشون مع بعضهم البعض بطريقة محترمة وسلمية".

أبو الغيط
ثم كانت كلمة للأمين العام اجامعة الدول العربية قال فيها: "نحن أبناء منطقة حملت الى العالم اول نداءات المحبة والتسامح الانساني. يجب ان تكون ثورة التواصل وسيلة لنقل افكار التسامح في فهم صحيح للدين بدلا من نقل افكار غير صحيحة في سوء فهم الدين".

كلمات
ثم كانت كلمة لرئيس المعهد العربي - الاميركي الدكتور جيمس الزغبي دعا فيها الى "تغليب روح المحبة والتسامح لفهم كنه الاديان السماوية وهدفها الحقيقي"، وكلمة للأنباء يوليوس ممثلا بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني الذي قال "الدين للديان والوطن للانسان"، ثم كلمة للأمين الذي دعا الى "فهم وممارسة سليمة للدين بما يقربنا من الله لا ان يقاتل البشر بعضهم بعض".

الراعي
وكان الراعي قال على هامش المؤتمر إن "زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الامارات هو تأكيد لمفهوم الاخوة والتسامح بين مختلف مجتمعات البشرية، وهذه هي رسالة المسيحية وكل الاديان السماوية في محبة الآخر وقبوله".

وزيرة الثقافة الإماراتية
وكان ل"الوكالة الوطنية للاعلام" حديث مع وزيرة الثقافة في دولة الامارات رئيسة الجلسة الاولى للمؤتمر نورة الكعبي قالت فيها: "نحن سعداء بزيارة قداسة البابا لدولة الامارات في عام التسامح، فهي زيارة تاريخية للامارات في عام التسامح، ولكن الأهم من ذلك كيف يمكننا أن ندشن عام التسامح بوجود قطبين اساسيين ومهمين جدا، هما قداسة البابا فرنسيس الاول للجزيرة العربية والإمام الأكبر شيخ الازهر، وطبعا لقاؤهما هنا في دولة الامارات يبعث رسالة تعايش وتسامح ونحن في وقت نركز فيه على أوجه التشابه والتلاقي والسلام والتعايش بين الأديان في وقت تكثر فيه الصراعات العرقية والسياسية، والأهم من ذلك ان هذه ليست رسالة للمنطقة فقط إنما للعالم أجمع".

وختمت: "هناك الكثير من المبادرات التي ستطلق بسبب اللقاء بين البابا والامام الأكبر وسيكون هناك توقيع اتفاقية وسيكون لقاء هاما جدا، سيساعدنا ليس فقط على فهم أهمية لقاء هاتين الشخصيتين العالميتين ولكن في الوقت عينه له دلالات كثيرة على سبيل التقارب والتسامح. ونحن ننظر ان الشخص سواء كان مسيحيا او مسلما او سواء كان يعتنق ديانات اخرى، نتمنى أن يركز على أوجه التشابه والتسامح والتعايش".

ويصل قداسة البابا فرنسيس مساء اليوم الأحد الى أبو ظبي ويقام له استقبال رسمي، وبذلك تكون اول زيارة لرأس الكنيسة الكاثوليكية الى منطقة شبه الجزيرة العربية التي يعيش فيها قرابة المليوني كاثوليكي. ثم تقام له ظهر غد الإثنين مراسم الترحيب أمام المدخل الرئيسي لقصر الرئاسة، وبعد ذلك يلتقي البابا فرنسيس ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفي اليوم عينه يلتقي أعضاء مجلس حكماء المسلمين ويشارك في اللقاء بين الأديان في صرح زايد المؤسس، ويلقي كلمتين خلال زيارته، ومن المتوقع حضور حوالى 135 الف شخص في القداس الذي سيقام في مدينة زايد الرياضية يوم الثلثاء في ابو ظبي. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o