Jan 31, 2019 7:05 AM
صحف

تعادُل التفاؤل والحَذَر في تجاذُب "ربع الساعة الأخيرة"

افادت "اللواء" من مصادر مطلعة ان "الطبخة ما استوت بعد" وان اختيار الوزير عن اللقاء التشاوري لا يزال يخضع لأخذ ورد في ضوء تفاهم يقال انه حصل بين عضو في اللقاء بتوزير مقرّب منه جداً مع الوزير باسيل، أدى إلى اغضاب نائب آخر، واضطراره إلى مغادرة بيروت إلى طرابلس احتجاجاً.

وقالت المصادر ان عدم زيارة الرئيس المكلف إلى عين التينة اليوم، يدل على عدم نضوج طبخة تبادل الحقائب، في ضوء موافقة الرئيس برّي على حقيبة بديلة لحقيبة البيئة، التي صارت من حصة التيار الوطني الحر.

وعلى رغم ضبابية الصورة والتي لم تنقشع بشكل كامل بعد، فإنه يبدو ان "معضلة" تشكيل الحكومة اقتربت من خواتيمها السعيدة، بحسب ما تسرب من مصادر كل الأطراف المعنية بالتأليف، ولا سيما من "بيت الوسط" و"التيار الوطني الحر" و"اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين"، وايضاً من "حزب الله" وعين التينة، والتي أجمعت على ان الإعلان عن مراسيم التشكيل قد تصدر بين اليوم وغداً، أو السبت على أبعد حدّ، إذا ما تمّ الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه لجهة توزيع بعض الحقائب الوزارية، وتمثيل وتموضع وزير "اللقاء التشاوري"، فيما يرتقب ان يقوم الرئيس المكلف سعد الحريري بزيارتين إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس لوضعهما في صورة ما تمّ التوافق عليه، وأخذ "البركة" منهم.

وبقيت عملية وضع "الرتوش" الأخيرة على تفاصيل الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مستمرة طيلة نهار أمس، حيث ذكرت المعلومات انه تمّ حل مسألة تبادل الحقائب، بحيث حسمت حقيبة البيئة لتكتل "لبنان القوي"، على ان يتولاها وزير من حزب "الطاشناق" وليس وزيراً من "التيار الوطني الحر" مقابل منح كتلة "التنمية والتحرير" حقيبة السياحة، وذلك بعد رفض كتلة "اللقاء الديمقراطي" التنازل عن حقيبتي التربية والصناعة، ورفض "القوات اللبنانية" التنازل عن حقيبة الثقافة، لكن معلومات أخرى اشارت إلى ان حقيبة البيئة ستؤول إلى "التيار الحر"، فيما تذهب الإعلام إلى "الطاشناق"، ما دفع مصدراً في "الطاشناق" إلى القول مازحاً: "يبدو انه لم يبق عرب في لبنان ليعطوا الإعلام لارمني"، مضيفاً "بأن أحداً لم يتحدث مع الحزب في موضوع مبادلة السياحة بالاعلام".

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان تبذل في الساعات المقبلة جهود إضافية حثيثة من أجل حسم الملف الحكومي، مشيرة إلى ان الاتصالات التي تستكمل في هذا المجال تهدف إلى الوصول إلى نتيجة إيجابية، ملاحظة ان هذه المرة لا تشبه غيرها لجهة الحسم تشكيلاً أو أي خيار آخر.

ولفتت إلى انه بعدما حسمت حقيبة البيئة للتيار الحر، فإن البحث جار عن حقيبة بديلة تمنح لحركة "أمل" مكانها، من غير وزارة الصناعة التي يتمسك بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، مرجحة ان تكون واحدة من ثلاث حقائب معروضة على الرئيس برّي بينها المهجرين أو السياحة، بعدما رفضت "القوات" التخلي عن الثقافة.

تشاؤل مستقبلي: غير ان مصادر قيادية بارزة في "تيار المستقبل" كشفت لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري لم يقم بإجراء أي اتصال بأي شخصية مرشحة لتولي حقيبة وزارية في "التيار" لابلاغها أي قرار سلبياً كان أم ايجابياً، مما يعني، بحسب المصادر باستحالة ولادة الحكومة اليوم. ولفتت إلى انه رغم وجود أجواء تفاؤلية على صعيد تشكيل الحكومة، فإن الدخان الأبيض لم ينبعث بعد، لأن الوقائع لا توحي بأن كل العقد قد تمت حلحلتها، بل أكدت ان المعطيات ما زالت على حالها ولم تتغير، وحرصت على وصف الأجواء "بالتشاؤلية"، استناداً إلى أن التجارب التفاؤلية الماضية لم تكن مشجعة على الإطلاق.

ودعت المصادر إلى انتظار موقف واضح وصريح من قبل الوزير جبران باسيل بالنسبة إلى موضوع الثلث المعطيل، وكذلك اتفاق أعضاء "اللقاء التشاوري" على الاسم الذي سيمثلهم في الحكومة، بعدما بات واضحاً وانكشف امام الرأي العام بأن هناك خلافاً في ما بينهم، خاصة وان الجميع يعلم ان النائب فيصل كرامي يطمح شخصياً لأن يكون وزيراً، ولكن هذا الأمر مستبعد لاعتبارات عديدة، ولذلك ومعه بعض أعضاء "اللقاء" رشح مدير مكتبه الزميل عثمان مجذوب، بينما النائب عبد الرحيم يزكي نجله حسن.

ولفتت المصادر القيادية في تيار "المستقبل" إلى إشكالية لم تحسم وهي انه في حال تم التوافق على توزير المجذوب وهو من مدينة طرابلس فإن تيار "المستقبل" والرئيس الحريري لن يتم تمثيلهم في عاصمة الشمال وهو امر مؤسف حيث هناك أهمية كبرى لان يكون لدى التيار وزير سني من المدينة، خصوصا ان الرئيس نجيب ميقاتي سيتمثل بوزير من المدينة وليس من المنطقي ان يكون هناك ثلاثة وزراء من طرابلس، كذلك فان هناك اتفاقاً على ان يتمثل الوزير السابق محمد الصفدي بالحكومة من خلال توزير عقيلته السيدة فيوليت مع العلم وحسب المصادر انها غير محسوبة على المدينة ولكنها زوجة أحد السياسيين البارزين فيها.

شيطان التفاصيل: وعلى رغم التوقعات بأن الحكومة قد ترى النور غدا الجمعة عند بعض الأوساط، فإن مصدراً وزاريا أبلغ "الحياة" أن شيطان التفاصيل يبقى ماثلا بحيث يجب عدم استبعاد أي احتمال قد يعيد عقارب الساعة إلى الوراء في اللحظة الأخيرة. وقال قطب سياسي معني بالماولات الجارية ل"الحياة" إنه لا يعرف (مساء أمس) إذا كانت الحكومة سترى النور أم لا، في ظل ما يجري من صفقات حول الحقائب. وذكر مصدر مطلع أن بعض العقد أمام التأليف تبدو تافهة إلى درجة تدفع إلى الاعتقاد بأن سبب العرقلة هي أكبر منها.
وقالت مصادر مواكبة لجهود الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ل"الحياة" إنه ما زال يتابع تحركه تأسيسا على ما قاله الثلثاء عن وجود إيجابيات تسمح له بالتفاؤل. وتضيف هذه المصادر أن الحريري على موقفه بأن هذا أسبوع الحسم، وأن الحكومة يجب أن ترى النور قبل نهايته، ويعمل استنادا إلى هذه القناعة، فإذا تعذر ذلك لديه خيار لم يتداول به مع أحد حتى الساعة، لكن المنطق يقول إن الشيء الوحيد المتاح أمامه هو الاعتذار عن عدم التأليف، مع أنه لم يفاتح أحدا بهذا الأمر. إلا أن هذه المصادر تسارع إلى القول إن الحريري واصل أمس اتصالاته على أساس أنها ستنتهي إلى إنجاز الحكومة. وفي ما يخص إشكالية اختيار الشخصية التي تمثل "اللقاء التشاوري" أوضحت المصادر ل"الحياة" أنه مع الجزم بأنه سيكون من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن المسألة ما زالت تدور حول ما إذا كان يصوت في مجلس الوزراء وفق توجهات "التشاوري" أم يكون مع الرئيس عون، وإذا كان عضوا في "تكتل لبنان القوي" الذي يرأسه الوزير جبران باسيل أم لا... والنقاش في ذلك دخل معمعة يشارك فيها "حزب الله" كحليف للطرفين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o