Jan 30, 2019 6:44 AM
صحف

"تنازلات متوازنة" تسرّع ولادة الحكومة

بعد طول انتظار، يبدو تشكيل الحكومة أقرب من أي وقت منذ تكليف الرئيس سعد الحريري بعد الانتخابات النيابية في حزيران الماضي. "التنازلات المتوازنة"، كما سمّـتها مصادر معنية بالتأليف، تعني أن تشكيل الحكومة بات "قريباً جداً".

العقدة أمس كانت لا تزال في مشاركة ممثل "التشاوري" في اجتماعات تكتل "لبنان القوي". وحتى ساعة متأخرة من الليل، كان الاجتماع بين أعضاء اللقاء التشاوري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل، لا يزال مستمراً، في مسعىً لتسمية ممثّل عن اللقاء، والقبول بـ"الحل الوسط" الذي قبل به التيار الوطني الحرّ، وهو تمثيل اللقاء من حصّة رئيس الجمهورية، شرط مشاركة وزير اللقاء في اجتماعات "لبنان القوي"، مع التزامه التصويت وفق خيارات اللقاء التشاوري.

وأعربت المصادر المعنية بالتأليف عن تفاؤلها بالقول: "اقل شي يمشي الحال"، وسألت: "كيف يكون ممثل "اللقاء التشاوري" من حصة الرئيس ولا يكون معه؟ هذا امر طبيعي، على أن يكون للقاء رأيه وصوته".

وفي مقابل شبه حلحلة عقدة تمثيل التشاوري، يعمل الحريري على إيجاد بديل من وزارة الإعلام، التي تتمسّك حركة أمل برفض الحصول عليها، وتعرض في المقابل الحصول على واحدة من ثلاث وزارات: البيئة (يتمسك بها باسيل)، الصناعة (يتمسك بها الحزب التقدمي الاشتراكي) والثقافة (تتمسّك بها القوات اللبنانية). ولأجل ذلك، التقى الحريري بعد اجتماعه باسيل، النائب السابق وليد جنبلاط بحضور النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غطاس خوري على العشاء. وفيما تؤكّد مصادر شاركت في العشاء لـ"الأخبار" أن "الحريري لم يطلب من جنبلاط أي شيء أمس"، قال أكثر من مصدر إن جنبلاط ليس في وارد التنازل عن وزارة الصناعة، وإنه يعتبر أن "تنازله عن المقعد الدرزي الثالث كان آخر التضحيات في سبيل تشكيل الحكومة".

وبالتوازي، قالت مصادر وزارية إن الحريري لم يطرح على حزب "القوات اللبنانية" التنازل للرئيس نبيه بري عن وزارة الثقافة، لكن المصادر تؤكّد أن "القوات متمسكة بهذه الحقيبة، وهي قدّمت كل التنازلات اللازمة عندما تنازلت عن حقيبة العدل وعن مقعد وزاري خامس". من جهتها، تؤكّد مصادر عين التينة، أن "الرئيس بري لا يتدخل في مفاوضات الحقائب، لا من قريب ولا من بعيد، بانتظار ما سيقوم به الحريري"، مع تأكيدها أن "بري ليس بوارد القبول بوزارة الإعلام"، فيما لم يتّضح بعد إن كان باسيل سيتراجع عن مطالبته بحقيبة البيئة.

ما كُتب قد كُتب: على ان الخبر المفاجئ للاوساط المعنية بالتأليف تمثل بوصول مساعد وزير المالية الأميركي لشؤون الإرهاب مايشال بيلينغسلي، مساء أمس إلى بيروت على ان يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين بدءاً من اليوم. 
وربطت مصادر دبلوماسية بين وصوله والمساعي الحثيثة لإنهاء تأليف الحكومة، مع وصول المسؤول الأميركي المكلف بتطبيق العقوبات المالية على "حزب الله". 
لكن مصدراً مطلعاً استبعد عبر "اللواء" أي تأثير على جهود تأليف الحكومة، إنطلاقاً مِن ان ما كتب قد كتب، وان الرئيس المكلف سيزور عين التينة اليوم للقاء الرئيس برّي على ان يزور بعبدا غداً، إذا ما اكتملت الصورة على نحو أخير، لإصدار المراسيم، قبل نهاية فترة الحسم وسط معلومات عن حلحلة في تبادل الحقائب لا سيما في ما خص البيئة والصناعة. 

عرقلة في اللحظات الاخيرة! كذلك، نُقل عن ومصادر "بيت الوسط" قولهت "ان حركة الإتصالات "تطورت في المنحى الإيجابي والمريح". وأبدت ارتياحها الى ما بلغته المشاورات، متمنية أن تستكمل بما حققته من إيجابيات، لكنها لم تُسقِط خوفها من إمكان ابتداع ما يؤدي الى العرقلة في اللحظات الأخيرة. وقالت هذه المصادر ان اللقاءات المنتظرة مفتوحة على جميع المعنيين بهذا الإستحقاق. 

في الاتّجاه الصحيح: ووصف مصدر واكب اللقاءات الحكومية اخيراً عن قرب لـ"الحياة"، اجتماع الحريري مع باسيل بأنه "جيد ويبنى عليه"، مرجحا أن "تتجه الأمور للحسم خلال يومين، وأن يقوم الحريري بزيارة القصر الرئاسي في بعبدا الخميس أو الجمعة، بعد استكمال المرحلة الأخيرة من التشاور وبت إسم ممثل اللقاء التشاوري ومآل حقيبة البيئة".
وأشار المصدر لـ"الحياة" إلى "تأكيدات بأن الأمور تمشي في الاتجاه الصحيح وصولاً إلى تأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع حكماً". لكن المصدر أبلغ "الحياة" أن "الحذر مطلوب في ضوء التجارب السابقة، وهذا ما عبر عنه الحريري نفسه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o